أدانت محكمة ميلانو الإيطالية، نهاية الأسبوع الفارط، المسمى (ك. س، 32 سنة)، يقطن بالبناءات الفوضوية، بمنطقة لاكاروب غرب عنابة، مستوى متوسط، وبحار سابق بالحبس النافذ لمدة5 سنوات، مع غرامة مالية قدرها 5 آلاف يورو، وذلك عن تهمة قيادة عمليات تهريب للمهاجرين غير الشرعيين من سواحل مدينة عنابة، إلى جزيرة سردينيا الإيطالية، * وتمّ ضبطه من قبل حراس السواحل على مرتين، كانا فيهما قائدا لرحلة الهجرة غير الشرعية، إلا أن المعني كان يطلب في كل مرة إعادة ترحيله إلى الجزائر، عقب وضعه رهن مراكز الحجز، ومن ثم أصبح المطلوب الأول لدى الجهات الأمنية بإيطاليا، وفي المرة الثالثة، ضبط قائدا لرحلة هجرة غير شرعية، على متن قارب خشبي به 23 شابا بينهم فتاتين، منتصف شهر جوان الفارط، وكانت الرحلة التي انطلقت من شاطئ جوانوفيل بعنابة، مراقبة من قبل عناصر خفر السواحل للبحرية الجزائرية، التي نجحت عقب ذلك في إحباط رحلة المعنيين، وحدثت أثناء عملية التوقيف مناوشات مع عناصر البحرية، من طرف قائد الرحلة، الذي نجح فيما بعد في قيادة رحلة رابعة نحو السواحل الإيطالية، وهنا كانت عناصر الدرك (الكارابينيري) تترصده، إذ تمّ توقيفه مباشرة، وإحالته على التحقيق الأمني، ثم على مكتب المدعي العام، لدى محكمة ميلانو الذي أمر بإيداعه رهن الحبس المؤقت، إلى غاية محاكمته نهاية الأسبوع، وصدور الحكم الوارد ذكره في حقه، وقبلها كانت العدالة الإيطالية قد أدانت شابين اثنين ينحدران من مدينة عنابة، حاصلين على شهادة الليسانس في علم الاجتماع من جامعة عنابة بالحبس النافذ لمدة 18شهرا، عن تهمة إحداث أعمال شغب داخل مركز الحجز بمقاطعة كالياري جنوب العاصمة روما، إثر مناوشات دارت بين جزائريين ومغاربة داخل المركز، والمفارقة العجيبة أن المعنيان درسا معا في الإبتدائي والمتوسط والثانوي، وترافقا في نفس الشعبة، كما ترافقا على متن القارب نحو سردينيا شهر أفريل من العام الجاري، قبل أن تجبرهم سلطات إيطاليا، على الترافق نحو السجن لقضاء 18 شهرا حبسا نافذا، بعد أن قضوا ثلاثة أشهر جنبا إلى جنب بمركز الحجز، الذي قبر أحلامهما في مستقبل زاهر خارج الجزائر، بعد أن فضلا حمل شهاداتهما الجامعية وشهادات البكالوريا، لعل وعسى تمنحهم مناصب عمل، إلا أنها منحتهما زنزانات السجن، وليس هذا فقط، إذ تضم قائمة المهاجرين غير الشرعيين الجزائريين، الذين تعتزم السلطات الإيطالية ترحيلهم خلال الأشهر المقبلة على دفعات، وهو البرنامج الذي شرعت في تنفيذه أول أمس الخميس، أين حط 20 مهاجرا غير شرعيا بمطار هواري بومدين بالعاصمة، تضم قائمة طويلة من الجامعيين وحاملي شهادات مراكز التكوين المهني ومدارس خاصة، وحتى أطباء ومحامين وأصحاب مهن حرّة وبطالين وفقراء فقرا مدقعا، لأن إيطاليا تعامل المهاجر بالطريقة التي دخل بها ترابها، وليس بالمستوى التعليمي الذي يحمله، فمثل هؤلاء، هي من تبحث عنهم وتجري خلفهم، ولم يحدث في تاريخ الهجرة غير الشرعية، أن عرضت إيطاليا الإقامة على (حرّاڤ) لأنه ذو مستوى عالي، وحدث أن زجت بهم في السجن، ورحّلت العشرات منهم نحو بلدانهم!!.