أعلن العملاق الروسي "ستروي ترانس غاز" الذي تعتبر شركة "غاز بروم" الروسية أكبر مساهم فيه عن انسحابه من حقول النفط في الجزائر وبيع حصته في المشروع النفطي المشترك مع شركة "روس نفط" في الجزائر إلى هذه الأخيرة مقابل 200 مليونِ دولار. * * معلنا انسحابه من مشروع استثماري لاستخراج النفط بتكلفة استثمارية حددها نائب رئيس شركة "روس نفط" نيكولاي بوريسينكو ب3ر1 مليار دولار أمريكي، وتعتبر شركة "ستروي ترانس غاز" الروسية الوحيدة التي تنجز مشاريع كبيرة لبناء منشآت النفط والغاز في 15 دولة في العالم. * ويأتي انسحاب "ستروي ترانس" حسب ما أكدته قناة "روسيا اليوم" الفضائية التابعة لمؤسسة "تي في نوفوستي" الإعلامية الروسية المستقلة بعد حصولها بالشراكة مع شركة "روس نفط" على صفقة لاستكشاف حقول النفط في الجزائر بالتعاون مع "سوناطراك" طبقا لاتفاقية المشاركة في الإنتاج التي حددت حصة كل من الشركتين الروسيتين ب 60 بالمائة، بمعدل 30 بالمائة لكل منهما وحصة سوناطراك ب 40 بالمائة. * ويرى المحلل الروسي اندريه غرومادين من مصرف "م د م - بنك" أن مبلغ 3ر1 مليار دولار الذي تنوي شركة "روس نفط" استثماره في المشروع سيكفي لاستخراج النفط خلال ما يتراوح بين 7 و10 أعوام، علما أن شركة "روس نفط" هي الشركة الروسية الوحيدة التي تعمل في قطاع النفط بالجزائر الآن. * ولم تقدم الشركة الروسية أي توضيحات عن سبب انسحابها غير أن وسائل الإعلام الروسية أكدت أن المفاوضات بين الشركتين انطلقت منذ جويلية الفارط لكي تتنازل إحداهما عن حصتها للأخرى في المشروع، مؤكدة أن جميع المساهمين في رأس المال موافقون على بيع حصتها من المشروع، وستشمل صفقة الإنسحاب بيع الشركة لقيمة الأسهم بالإضافة إلى ديون الشركة في المشروع إلى روس نفط. * ويحتوي المشروع الذي انسحبت منه شركة ستروي ترانس غاز والمسمى "245 الجنوب" على 415 مليون برميل من النفط و24.6 مليار متر مكعب من الغاز، وأغلب الظن أنه تم اكتشاف المزيد من الاحتياطيات النفطية في هذا القطاع بدليل أن شركة "ستروي ترانس غاز" كانت تسعى إلى بيع حصتها إلى "روس نفط" ب 300 مليون دولار، أي أنه يفترض أن يحوي هذا القطاع ما قيمته مليار دولار. * وقالت شركة "ستروي ترانس غاز" إنها أنفقت أكثر من 100 مليون دولار على العمليات الاستكشافية في الجزائر منذ عام 2001. * وتشير المعلومات المتعلقة بالشركة الروسية "ستروي ترانس غاز" إلى أن هذه الأخيرة كانت قد فازت بعقد إنجاز أنبوب غاز تستفيد منه شركتا سوناطراك وسونلغاز بقيمة 226 مليون دولار، ويبلغ طول الأنبوب 273 كيلومتر. * ويعتبر هذا الأنبوب جزءا من خط مشروع "ميد غاز" الذي ينقل الغاز من حاسي الرمل بالصحراء الجزائرية باتجاه ميناء بني صاف غربي الجزائر، لتصديره إلى إسبانيا عبر البحر، ومنح لها بموجب مناقصة دولية شاركت فيها إلى جانب الشركة الروسية شركة "كوسيدار" الجزائرية وشركة "ماسا" الإسبانية وشركة "ويل بروس" الإماراتية. * وأكد مدير الشركة الروسية بالجزائر رودافسكي ميكولا أن "ستروي ترانس غاز" مهتمة أكثر من قبل بالاستثمار في الجزائر نظرا لما وصفه بالظروف المناسبة والشروط التنافسية الحقيقية، قائلا إن شركته أودعت ملفا للمشاركة بمناقصة لإنجاز الشطر الشمالي من أنبوب ميد غاز، وقد سبق للشركة الروسية أن أنجزت أنبوب غاز لفائدة سوناطراك بطول 403 كيلومتر يربط حوض الحمراء بالصحراء الجزائرية بمرفأ أرزيو غربي الجزائر.