الشربات "القاتلة" تجار يخلطون ملونات بمياه ملوثة ويعرضونها للبيع ب40 دينارا للكيس أتلفت مديرية التجارة لولاية الجزائر خلال العشرية الأولى من شهر رمضان حوالي 5700 لتر من مشروب "الشاربات" غير المطابقة للمقاييس وشمّعت 17 محلا تجاريا بالعاصمة غيّر أصاحبها نشاطهم من بيع المواد الغذائية العامة إلى صناعة مشروبات الشاربات التي تفتقد عناصرها ومكوّناتها الأساسية. * * تحوّلت أغلب الأرصفة وشوارع المدن الجزائرية إلى أماكن لبيع "الزلابية" و"القلب اللوز" و"الشاربات" في غياب المصالح التي من صلاحياتها الحد من التجارة الفوضوية، وإذا كان مصدر القلب اللوز والزلابية مجهولا ومعرّضين للغبار طيلة النهار على الأرصفة فإن المشكل أقل خطورة مقارنة بمشروب الشّاربات التي تصنع في ظروف مهدّدة لصحة المستهلك. وفي ظل غلا ء سعر الليمون الذي يقارب 400دج للكيلوغرام الواحد والذي من المفروض ان يصنع منه المشروب فإن بعض التجار يستعينون بالملوّنات، ولكي لا يتفطّن لها المواطن يقومون بقطع بعض الشّرائح داخل الأكياس ويتم بيعها بسعر 40دج للتر الواحد على أساس أنها شاربات حقيقية، لكن بمجرّد تذوقها نتأكّد من صحة هذا القول. * والأخطر أن المياه التي تصنع بها تبقى مجهولة المصدر، و ليس هناك أي مؤشّر على الكيس البلاستيكي يحدّد فيه المعايير والمكوّنات الأساسية لهذا المشروب، ما دفع بمديرية التجارة لولاية الجزائر إلى تكثيف رقابتها في هذا المجال، مسخّرة لذلك 200 مراقب لقمع الغش يعملون بالتناوب طيلة أيام الأسبوع حتى بعد الإفطار. * وفي هذا الصدد، كشف مدير التجارة للعاصمة السيد يوسف العماري أنه تم إتلاف 600 لتر من الشاربات غير المطابقة للمعايير بأحد محّلات بيع المواد الغذائية بالحراش بالعاصمة في ليلة واحدة، حيث ضُبط صاحبها متلبّسا عندما كان يمزج الماء بملون الليمون ويقوم بوضعها داخل أكياس بلاستيكية شفافة، لتستمر العملية في عديد من المحلاّت، حيث شمعت المديرية 17 محلا للمواد الغذائية وأتلفت معدّل 200 إلى 300 لتر من الشّاربات في كل محل، وأوضح المتحدّث أن المحلاّت أغلقت لسببين، أولهما تغيير النشاط التجاري بدون إعلام المصالح المعنية، وثانيهما بيع منتوج غير مطابق للمقاييس المعمول بها، لتستمر عملية المراقبة طيلة هذا الشهر الفضيل للحد من التجارة الموازية التي احتلت ما يقارب 97 سوقا ينشط فيها أزيد من 5 آلاف تاجر فوضوي. * وعن خطورة استهلاك هذه المشروبات حذّر مستشار"الشروق اليومي" الدكتور رشيد حميدي من شرائها، لأن الملوّنات المصنوعة منها لما تكون زائدة عن اللزوم فهي تؤدي إلى التجشّؤ وتحدث آلاما وحروق في المعدة ومغص بطني و لتهابات في الأمعاء. وأكّد المتحدّث أن المياه المصنوع منها الشاربات غالبا ما تكون مجهولة المصدر، خاصة ما يتعلّق بأماكن التجمّعات السكنية أو التي تعاني من انقطاعات التزويد بالماء الشّروب حيث يلجأون إلى استعمال مياه الصهاريج التي غالبا ما يكون بها صدأ، وبالتالي ينتج عنها التسمّم المعدي و القيء والحمى. الخطر الكبير يكون ناجما عن الأكياس البلاستيكية التي توضع فيها المشروبات، حيث تطلق مواد كيميائية سامة في حالة إبقاء المشروب بداخلها وهو ما يحدث تسمّمات لمستهلكيها. واقترح الطبيب على المصالح المعنية إجراء التحاليل على المشروبات التي تباع في الأسواق للتأكّد من صحّتها، كما نصح المستهلكين تجنّب اقتناء هذا النوع من المشروبات في الأرصفة وعلى قارعة الطرّقات في الأماكن المشبوهة. ونفس الشيء بالنسبة لبعض المواد الاستهلاكية السريعة التّلف.