أحد المعوزين رفقة عائلته على باب وزارة التضامن الوطني/ تصوير: حمزة كالي في الوقت الذي تتخلى فيه وزارة التضامن والجالية الجزائرية بالخارج عن أداء واجبها كاملا يتولى مجموعة من المواطنين التكفل بإحدى العائلات التي تشردت وبين أحضانها ثلاثة أطفال واحد منهم مصاب بإعاقة غريبة من نوعها. * * ولما تنقل إلى مقر وزارة التضامن قبل يومين قامت الشرطة بطرده من أمامها باستخدام القوّة، وحرمته من لقاء الوزير المكلّف قانونا برعاية شريحة المشردين وكذا المعوقين. * عائلة بلاش ميلود، وجدت نفسها منذ أزيد من عشرين يوما دون مأوى للمرة الثالثة في حياتها، حيث أخرجت من مسكن أجره لها المحسنون وبعد انقضاء مدة الكراء وجدت نفسها في الشارع بقضيتين عالقتين في كل من محكمة القليعة والثانية في محكمة السعيد حمدين بالعاصمة. * وتتعلق القضية الأولى بتهمة الإعتداء على الأملاك العقارية التي رفعها ممثلو الديوان الوطني للتسيير العقاري بحي 80 مسكنا بالسويدانية، وذلك لما دخلت زوجته إلى شقة مغلقة منذ أربع سنوات منذ شهرين بذات العمارة تحوّلت إلى مرتع للأطفال بعد أن تمّ كسر أقفالها، فلما انتهت مدّة الكراء وكان الزوج غائبا بحثا عن العمل دخلت الزوجة المسكن إلى أن تفاجأت بمثل الديوان يرفع دعوى قضائية ضدها بمحكمة القليعة. * ولما ضاقت الأرض على العائلة بما رحبت به من تشرد ومرض وإعياء إضافة إلى جوع وعطش في شهر الصيام، توسم كافلها في وزارة التضامن أن توفر لهم شيئا من المعونة، سواء بتقديم قفة رمضان أو تسجيل ابنها في قائمة المعوقين واستفادته من المنحة أو على الأقل توفير شاليه من الشاليهات، إلا أنه تفاجأ صبيحة الخميس الفارط بأعوان الشرطة يطردونه من أمام الوزارة ببئر خادم لما طالبهم بمقابلة الوزير. * وتساءل السيد عبد القادر إذا كان وزير التضامن لا يستقبل أمثالنا من أهالي المعؤقين والمتشردين، فمن تستقبل؟ * كما طردت ذات العائلة منذ خمسة أيام من أمام إقامة رئيس الجمهورية، حيث طرده الحرس شرّ طردة على حدّ تعبيره وتم اقتياده إلى محكمة سعيد حمدين، حيث كان محلّ متابعة قضائية ثانية. * وما بين الطرد الاجتماعي والطرد الرسمي لهذه العائلة، تبقى العناية الإلهية أول محيط بها تليها هبات المحسنين الذين يتكفلون بإفطارها كل ليلة بالقرب من مسجد حمزة بتليملي، كما رق قلب أحدهم وقام بتخصيص طابق لهم في فيلته قبل أن يضطر لإخراجهم، لأنه بصدد السفر. * والمعاناة الكبيرة يتكبدها صغيرهم المعوق والذي مايزال يحتفظ بجسم هزيل لطفل في أشهره الأولى على الرغم من انه تجاوز عامه السادس، محتاجا باستمرار إلى دواء ريفوتريل المفقود في الصيدليات الجزائرية والذي لا يقدر أبوه على توفير سعره الباهظ.