بغرض تشكيل همزة وصل بين أبناء الجالية الوطنية المقيمة في المهجر والوطن الأم بادرت وزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية المقيمة في المهجر الى تنظيم زيارة الى المخيمات الصيفية لصالح 400 طفل من عائلات جزائرية معوزة مقيمة في المهجر حيث سجل أمس وصول وفد ثان يضم 100 طفل من سوريا لينضموا الى 60 طفلا قدموا مؤخرا من مصر وفي انتظار حضور 80 طفلا اليوم من المغرب. مثلما كان منتظرا حطت الطائرة التي نقلت أبناء الجالية الوطنية بسوريا ولبنان بمطار هواري بومدين الدولي حاملة معها 70 طفلا وعددا من المنشطات اللاتي يسهرن على راحة الأطفال الذين لم تفارقهم البسمة منذ أن حطت الطائرة بأرضية المطار رغم تعب السفر، حيث استقبلهم وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية المقيمة في المهجر واعدا الأطفال برحلات سياحية ونزهات لمواقع أثرية وتاريخية لمدة ثلاثة أسابيع بعد أن تقرب من عدد منهم مستفسرا عن مسقط رأسهم ونسبهم الجزائري إذا كان من الأب أوالأم. ومن جهتها أكدت السيدة فاطمة الطيب أمينة وطنية مكلفة بالعلاقات مع الدول العربية بالاتحاد العام للنساء الجزائريات أن الأطفال المعنيين بالزيارة يكتشفون الجزائر لأول مرة وهم من أحفاد الشيخ المقراني والحداد وتشكل عائلاتهم 80 بالمائة من الجالية الجزائرية المقيمة بسوريا، فأوليائهم هم كذلك لم يزوروا الجزائر منذ عدة سنوات، وحاولنا في هذه المبادرة تقريب المسافات وربط أبناء الجالية بوطنهم الأم. وفي تصريح للوزير أشار الى انه يرتقب وصول 80 طفلا اليوم من المغرب لينضموا الى المجموعة التي ستقضي ثلاثة أسابيع بالمخيم الصيفي الأزرق الكبير بولاية تيبازة حيث تنتظرهم هناك عدة مفاجآت من رحلات سياحية للبحر ومواقع أثرية وأخرى تاريخية الهدف منها تعريف الأطفال بما تزخر به الجزائر خاصة وأنهم يزورونها لأول مرة . الأطفال من جهتهم حاولوا منذ أن وطأت أقدامهم ارض الوطن اكتشاف كل كبيرة وصغيرة بأعينهم البراقة حيث أكد لنا الطفل إبراهيم انه لا يعرف الكثير عن وطنه إلا انه بلد المليون ونصف مليون شهيد ولطالما حدثه والده الجزائري الأصل عنها وهواليوم عازم على اكتشاف كل ما تزخر به الجزائر التي أحبها قبل أن يزورها، في الوقت الذي فضل عبد الحميد اخذ صورة تذكارية مع الوزير قبل أن يصرح لنا انه يثمن المبادرة لأنه أحب ارض أجداده من دون أن يزورها بسبب فقر عائلته، وهو اليوم سعيد جدا بالزيارة التي يأمل أن تكون تقليدا سنويا لباقي الأطفال الذين لم تسمح لهم الظروف بزيارة الوطن الام. ويذكر أن الزيارة تدخل في إطار البرنامج المسطر من طرف الوزارة لصالح الجالية الوطنية المعوزة في المهجر والتي التقي بها وزير التضامن أكثر من مرة ووعدها بمساعدات مثل تنظيم خرجات سياحية لأرض الوطن لصالح أبنائها على أن يعودوا الى أهلهم محملين بالأدوات المدرسية والعلم الوطني، علما أن انتقاء الأطفال تم عن طريق القنصليات والسفارات الجزائرية بالدول العربية، في الوقت الذي ساهمت كل من الخطوط الجوية الجزائرية ومؤسسة سونطراك في إنجاح العملية التي تعد الأولى من نوعها ويرتقب أن تكون تقليدا سنويا. ويدخل تنظيم المخيم الصيفي لصالح أبناء الجالية الوطنية المقيمة في المهجر في إطار سياسة الدولة الجديدة التي أولت الاهتمام لهذه الفئة من المجتمع الجزائري التي لطالما أثبتت ارتباطها بالوطن من خلال مشاركاتها في مختلف الاحتفالات الوطنية ووقوفها بجانب الجزائر في كل محنها، وذلك من خلال تخصيص وزارة للتكفل بانشغالاتهم، حيث تم في وقت قياسي تسطير برنامج عمل لتسهيل ظروف استقبال الجالية يمتد الى غاية 2025 كما خصصت فضاءات لصالح الجالية عبر المطارات والموانئ وحتى النقاط الحدودية البرية لتسهيل الإجراءات الإدارية عند عودة المهاجرين الى أرض الوطن خاصة خلال موسم الصيف، وتساهم هذه الفضاءات وعددها حاليا 19 بربط الجسور بين الضفتين وغرس حب الوطن في أبناء الجالية الوطنية علما أنها مخصصة لهم على وجه الخصوص حيث جهزت بمختلف أنواع اللعب وتقدم المشروبات للأطفال الذين يعبرونها في انتظار استكمال أوليائهم كل الإجراءات الجمركية، كما خصص جانب من هذه الفضاءات للشباب بعد وضع عدد من أجهزة الحواسيب مجهزة بخدمات الانترنت ويسهر فريق من المنشطين والنفسانيين وحتى الأطباء على راحة المهاجر وعائلته وهو ما لقي منهم استحسانا كبيرا ليعربوا عن سعادتهم لهذه الالتفاتة من السلطات على كل المستويات.