أظهرت الكاميرا خلال لقاء الفريق الوطني مع زامبيا، وزير الحوت إسماعيل ميمون وهو يتراقص فرحا في المنصة الشرفية التي تحولت في لحظات إلى منصة شعبية، بمناسبة فوز الجزائريين، حتى أن بعض المتشدّقين والمطبلين والمزمرين لهذه الحكومة الشعبية جدا، قالوا أن الوزير ابن الشعب، في حكومة من الشعب والى الشعب، من حقه أن يفرح لفرح الناس، دون أن يكملوا البقية، ولكن، هل يحزن هذا الوزير وغيره لحزن الشعب أيضا، أم أنه يشاركه الأفراح فقط والمناسبات السعيدة؟! * * الحكومة هزّت وسطها ممثلة في وزير الصيد البحري مثلما هزته في المهرجان الإفريقي عبر وزيرة الثقافة، ولا أحد تكلّم وقال: عيب، لا يصح، طالما أن الجميع يدرك أن الفرح شعور إنساني طبيعي، يكاد يشبه الغريزة، والوزراء، بشر طبيعيون، يفرحون، يحزنون، مثل كل هؤلاء المواطنين، الفرق بيننا وبينهم، أن رقص الوزراء حدث وتراقصنا نحن لا حدث؟! * الأمر شبيه أيضا، بنشر بعض الصحف خبر حادثة طريفة وقعت لوزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني منذ أيام، والخبر يقول، أن مواطنا كان يقود سيارته الأيام الماضية بالعاصمة نقل خبر تواضع وزير الدولة ووزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني عندما فسح المجال بسيارته لمواطن مستعجل كان يسير خلفه، لأن الوزير كان يقود ببطء، ولم ينتبه المواطن الذي ضغط على المنبه أن السائق الذي كان أمامه هو وزير الداخلية، إلا عندما تجاوزه بالسيارة؟! * الخبر وإذا قفزنا على أغراضه الظاهرة، يُجرّد الوزير من صفة المواطن، ويجرد المواطن من حلم أن يكون وزيرا في يوم من الأيام، ويضع جدارا بين الاثنين، الحاكم والمحكوم، جدار لا يمكن أن يهدمه، لا تواضع زرهوني ولا رقصة إسماعيل ميمون وخليدة تومي، ولا أي شيء آخر؟! * ثم لماذا لا يرقص الوزراء والمسؤولون؟! فهم ليسوا مهمومين لا بارتفاع أسعار الخضر والفواكه في رمضان وغير رمضان، ولا بفواتير الكهرباء والغاز، ولا بملابس العيد والمآزر الوردية والزرقاء، ولا بمنع أو تمرير القروض الاستهلاكية... ليسوا مهمومين إلا بالتغييرات والتعديلات الحكومية من حين لآخر، فهي الوحيدة الكفيلة بترقيصهم على وحدة ونص من حين لآخر، وبتوحيدهم في الرقص وهزّ الوسط، فرحا وحزنا حتى إشعار آخر؟!