المسجد الأقصى يواجه قدره وحيدا..ترتفع أسواره على هضبة تشرف على ربوع القدس أن حاولت الإصغاء إليه تسمعه يقول لا بأس عليك ياقدس العرب فأنا حاميك وكل قوة اللصوص الى هباء..ماذا سيفعلون؟ ماذا ستفعل جرافاتهم وعبواتهم الناسفة وعدوانهم المتكرر؟ لا شيء..لا شيء فالمكان مبارك من رب السموات والارض تحفه ملائكة الرحمن وأرواح الانبياء والمرسلين وأولياء الله الصالحين والشهداء العظام.. * * هنا بالضبط أثار إقدام محمد صلى الله عليه وسلم وهنا بالضبط ترجل عمر بن الخطاب عن بغلته ليقابل صفرنيوس يأخذ منه مفاتيح القدس، وهنا تماما وقف صلاح الدين الايوبي يشكر الله، وقد تخضبت ثيابه بالماء فيما هو ينقل منبر عمه عماد الدين زنكي الى محراب المسجد الاقصى..هنا رهط كريم من أرواح الاولياء والعلماء والعباد والنساك والزهاد ..هنا تجلى الاسلام عن روعته انسانية تحمي حقوق الاخرين في العبادة كل حسب معتقده. * الان جنود الاحتلال يهجمون على المصلين الذين لم يترددوا عن تأدية واجب الانتماء لبيت الله المبارك..عشرات الجرحى والشهداء على عتبات المسجد الاقصى والنساء والرجال والاطفال الذين تمكنوا من اختراق الحواجز والوصول الى المسجد الاقصى .. بالاحذية والحجارة والعصي، قاوم الناس بعد ان أسقطت القيادات الفلسطينية خيار العمل المسلح..لكن لا أحد يستطيع اسقاط خيار الكرامة والعزة والثأر لله ولدينه. * يخطر بالبال الان سؤال مهم..ماذا لو قامت حماس او فتح او الجهاد او الشعبية او أي فصيل مسلح بعملية تهز اسرائيل، ان الامر حينذاك سيفسر على أنه رد فعل طبيعي على الاستفزاز الاسرائيلي.. الرأي العام الدولي سيكون معنا حتى الحكام العرب الذين ينكرون علينا العمل المسلح سيسكتون..إما ان يجتهد الجميع في اخراس صوت السلاح ويصبح الجميع في غزة والضفة حاميا للحدود مع اسرائيل فإن ذلك يعني انهيار حصوننا الواحد تلو الاخر وإعطاء عصابات الصهاينة اللصوص القتلة فرصة مجانية لانتهاك مسجدنا ومقدساتنا كما انتهكوا دمنا وكراماتنا.. * الان يهجم جنود الصهاينة على المسجد الاقصى..الان تنتهك حرمات المسلمين فما هي فائدة المعاهات والانفاقيات والمواثيق..؟ ما هي فائدة المؤتمرات؟ لا فائدة بل هي الكارثة التي تغطي جريمة العدو وتمنحه مزيدا من الحياة تمنحه المناورة والقدرة على اتخاذ خطوات جديدة ضدنا على أرض الواقع. * المطلوب اليوم أن ننحاز جميعا للمسجد الاقصى .. جميع الطبقات الشعبية والرسمية الكل اليوم معني لأن الموضوع يمس الجميع، جميع المسلمين عربهم وعجمهم، بل يمس الانسان كل الانسان في الارض كل الارض دفاعا عن حقوق الناس المشروعة..فهل نرتقي لمستوى الواجب المقدس؟