تأكد رسميا بأن اللاعب إبراهيم حمداني سيبقى في البطالة، على الأقل إلى غاية بداية فترة التحويلات الشتوية القادمة بعدما فشل في الانضمام إلى أي ناد أوروبي يستجيب لتطلعاته المالية على وجه الخصوص. * * وأمام هذا المعطى الجديد، يمكن التأكيد بأن رهان اللاعب الأسبق لأولمبيك مرسيليا في العودة إلى المنتخب الوطني بات خاسرا، وهو الذي تأخر كثيرا في الاستجابة لنداء وطنه الأم قبل أن يتقمص زيه لمرات تقاس على أصابع اليد الواحدة. * ولسوء حظ حمداني فإن التحاقه بالخضر، والذي أسعد كثيرا رابح سعدان، تزامن مع إبعاده عن التشكيلة الأولى لفريق غلاسكو رونجرس الاسكتلندي رغم أنه كان قطعة أساسية في تشكيلته قبل أشهر من ذلك، بل إنه تشرف بلعب نهائي كأس الاتحاد الأوروبي معه، ليكون ثاني لاعب جزائري يتمتع بهذا الامتياز بعد رابح ماجر، الجزائري الوحيد الذي توج بكأس أوروبا للأندية البطلة. * لكن وبالرغم من الموقف السلبي لمدرب غلاسكو تجاه حمداني، فإن هذا الأخير كان بمقدوره ''إنقاذ'' نفسه لو كان متمسكا فعلا بحلم الاشتراك مع المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا للأمم والمونديال، في حالة تأهل الخضر إليه (وهو ما نتمناه طبعا) لو وافق على أحد العروض التي وصلته بعد أن وضعه الإطار الفني للنادي الاسكتلندي على الهامش، وهو ما لم يحدث بعد أن فضل حمداني المال على المجد، عندما قرر البقاء مع ناديه إلى غاية نهاية الموسم المنصرم، مضحيا بالمنتخب الوطني، باعتبار أن سعدان كان صريحا معه عندما قال له إنه سيكون مجبرا على عدم استدعائه في حالة بقائه بعيدا عن المنافسة الرسمية مع فريقه. * * سانت ايتيان طلبه لكنه اشترط غاليا * * وحسب ما علمناه من عائلة حمداني، فإن هذا الأخير تصرف بتلك الطريقة حتى يدفع إدارة ناديه لأن تمنحه كامل مستحقاته المالية والمقدرة بمليون أورو (أكثر من عشرة ملايير سنتيم)، خاصة وأن عقده مع غلاسكو كان يقترب من نهايته. * ومع إسدال ستار الموسم المنقضي كنا ننتظر من حمداني أن يتدارك ما فاته سيما في ظل الرهان الكبير للمنتخب الوطني، لكن هذا الأخير بقي آخر اهتمامات ابن منطقة القبائل حيث ظل يبحث عن المال من خلال إدارة ظهره لبعض العروض التي لم تكن تضاهي ما كان يأمل فيه، ومنها عرض لنادي سانت اتيان الناشط في بطولة الدرجة الأولى الفرنسية، على حد ما أفادنا به مصدرنا. * * سقوط حر لقيمته في السوق * * والنتيجة أن حمداني مزق بيديه خيط الأمل الأخير الذي بقي أمامه للعودة إلى أجواء المنتخب الوطني، حيث عاد إلى فرنسا بين أفراد عائلته في انتظار أيام أفضل، لو ينجح في الظفر بعقد جديد خلال فترة التحويلات الشتوية القادمة. * والأكيد أنه في حالة تأهل الخضر إلى كأس العالم، فإن بصيصا من الأمل سيطفو مجددا في أفق حمداني ويجعله يمني نفسه بأمل الاشتراك في العرس العالمي الكبير، بعد أن أصبح اشتراكه في كأس إفريقيا مستحيلا. لكنه يتعين عليه تقديم تنازلات من الناحية المالية لأن قيمته في السوق نزلت بصورة رهيبة بعد موسم كامل قضاه بعيدا عن المنافسة، وستة أشهر من البطالة. * * متأثر جدا وتوقف عن زيارة الجزائر * * وإذا استندنا إلى مصدرنا المقرب من حمداني، فإن هذا الأخير يكون قد بدأ يندم على سلوكه، وهو الذي يتابع من بعيد إنجازات زملائه السابقين في ''الخضر'' والحسرة تؤرقه. ووصلت درجة تأثر حمداني إلى حد التوقف عن زيارة الجزائر خلافا لما جرت عليه العادة في السنوات الأخيرة عندما كان يتحين الفرص للسفر إلى منطقة القبائل مسقط رأس عائلته. * وأكثر من ذلك، فإن حمداني انقطع حتى عن مهاتفة أقاربه بما في ذلك في المناسبات الدينية، مثلما كان عليه الحال خلال عيد الفطر الأخير. * * يتهم سعدان الكيل بمكيالين * * ولئن كان حمداني قد صرح ل "الشروق" عند إبعاده من المنتخب الوطني مطلع العام الحالي بأنه يتفهم موقف المدرب الوطني، باعتبار أنه اشترط عليه أن يستعيد مكانته الأساسية مع فريقه قبل التفكير في العودة إلى التشكيلة الوطنية، فإنه غير لهجته هذه المرة وأسر لأقاربه بأنه متأسف من معاملة سعدان له، متهما إياه الكيل بمكيالين خاصة وأن بعض اللاعبين لم يعودوا يحظون بثقة مدربيهم في الأندية التي يلعبون لها، حتى أن جبور مثلا تم الاستغناء عنه من طرف فريقه اليوناني، ومع ذلك فإن سعدان يظل يراهن عليه.