نيكولا ميناسيان..بطل سباق السيارات الفريد والأكثر تشويقا في العالم.. سباق ال24 ساعة بفرنسا لسنة 2009.. بابتسامة عريضة امتصت انبهار الجمهور الجزائري الذي فاجأته علامة الأسد بحضور صاحب أهم ألقاب البطولات الأوربية والعالمية في سباق السيارات، حيث حصد على مدار 17 سنة من مداعبة أسرع مركبات السباق،11 لقبا أوربيا وعالميا..الشروق التقته على هامش الطبعة الثالثة عشر للصالون الدولي للسيارات فاستحضر ذكرياته مع أصدقائه الجزائريين في شوارع مرسيليا وطعم الكسكسي الجزائري الذي كان يتذوّقه في بيت أحد جيرانه واللحظات الصعبة والحاسمة في سباق 24 ساعة.. * * هنيئا لك لقب بطل سباق 24 ساعة.. ولكن أكيد أن تسابق الرياح بمركبة 908 أش دي فاب لبيجو على مدار 24 ساعة كاملة ليس بالمهمة السهلة.. كيف كانت المغامرة؟ * لن أكون مبالغا إن قلت هي أجمل مغامرة يمكن أن يخوضها المرء في حياته وأقوى سباق يمكن أن تشارك فيه.. ما لا شك فيه أن سباق 24 ساعة الذي خضته في 14 جوان 2009 بالنسبة لي أروع وأقوى من الفورملا 1 فقمة التحدي والتشويق والإثارة أن تقود مركبة بسرعة فائقة بل خيالية لمدة 24 ساعة، فأنت تجمع بين قوة القيادة وقوة التحمل والصبر، وكذا عليك أن توّفق في إيجاد مركبة سباق تحوي على هذين الخاصتين لتضمن النجاح.. * و كنت محظوظا فمركبة 908 أش دي فاب لبيجو تجمع بين السرعة الفائقة الضرورية لتضعك في مقدمة السباق، وتتفوّق على جميع المركبات وصلابة وقوة تجابه جميع الأعطاب والمشاكل التي يمكن أن تحدث على مدار 24 ساعة كاملة، وتتجاوز جميع المطبات على طول مضمار السباق، فهي تعكس بحق قوة بيجو وتفوّقها.. وكنا نقود بالتناوب أنا وزميلين، بحيث يقود كل واحد منا لساعتين ويرتاح من ثلاث إلى أربع ساعات، وهكذا دواليك على مدار 24 ساعة كاملة، دون انقطاع، فبالإضافة إلى كل ما في السباق من تشويق فهو عمل جماعي يتطلب الانسجام والتعاون عكس باقي السباقات * وكيف كان التحضير للمنافسة؟ * انطلقنا في التحضير للمنافسة ثمانية أشهر قبل الموعد، حيث تدربت رفقة زميلي اللذان خاضا معي المنافسة بوتيرة متسارعة وجربنا السياقة على مدار 24 ساعة لسبع مرات متتالية، كما خضعنا لتحضير بدني صارم فمارسنا السباحة وكمال الأجسام والجري ومختلف الرياضات الضرورية للتأهيل البدني، فضلا عن متابعة صحية ونفسية محكمة، كما جندت شركة "بيجو" 150 مهندس وعامل للمراقبة التقنية للمركبات الثلاثة قصد تقليل هامش الخطر ورفع مستوى الأمان والسلامة داخل المركبة.. أما المرحلة الأهم والحاسمة في التحضير فكانت خلال الأسبوعين الأخيرين، حيث زاد الضغط أكثر فكنا بحاجة إلى راحة نفسية أكثر منها بدنية فانعزلنا عن العالم لمدة أسبوع كامل قبل المنافسة للاستفادة من أكبر قسط من الراحة. * * وكيف كنت تتغلب على التعب والمشاكل التقنية التي كانت تتعرض لها المركبة على مدار 24 ساعة وما هي أصعب فترات السباق؟ * أبدأ من نهاية السؤال.. أصعب فترة في السباق هي قبل طلوع الفجر أي بعد 12 ساعة من السباق والقيادة فالتعب بدأ ينال منك والمنافسة اشتدت أكثر ومع بزوغ الفجر تظن أن المنافسة على وشك الانتهاء وقد وصلت إلى خط النهاية، إلا أن الحقيقة غير ذلك، فلا يزال أمامك 12 ساعة أخرى، فيتضاعف التعب نفسيا.. أما مصدر طاقتي في السباق فكان ابنتي الوحيدة وزوجتي فاستحضار صورتهما كان سبيلي الوحيد للتغلب عن التعب واللحظات الحرجة، خاصة بعد الأربعين دقيقة الأولى، حيث تعرضت المركبة لمشكل تقني كاد أن يخرجني من السباق قبل أن تمضي الساعة الأولى منه، خاصة وأني لا أزال أعاني من بعض المشاكل الصحية نتيجة الحوادث الكثيرة التي تعرضت لها في السباقات، ولعل أخطرها حادث وقع لي منذ سنوات قليلة، دخلت إثره في غيبوبة ولا زلت أتابع معالجة طبية مركزة لأتخلص من آثار الحدث على مستوى الظهر. * * في الختام أود أن أختبر ثقافتك عن الجزائر، ما هي الصورة التي كنت تحملها عنها وكيف وجدتها؟ * لأنني ابن مدينة مرسيليا الفرنسية التي تحتضن الكثير من الجزائريين فإنني سأنجح في اختبارك لي.. فأنا أعرف نطق بعض الكلمات بالعربية وأعشق الكسكسي الجزائري الذي كنت أتذوقه كل جمعة في بيت جاري الجزائري قبل أن أتوجه إلى انجلترا، أين أنا مقيم حاليا، كما كان لي العديد من الأصدقاء الجزائريين في مرسيليا واستطاعت أن أكون صورة مقربة عن الجزائر، إلا أنني تفاجأت حقيقة بمستوى تطورها مقارنة بالمغرب الذي أقمت فيه لمدة، إلا أن المفاجأة الأروع هو الجمهور الجزائري الذي التقيته في الصالون، فرغم أن رياضة سباق السيارات لا تتمتع بشعبية كبيرة في الجزائر ولا توجد هناك مسارات خاصة بالسباق، إلا أن شغف الجمهور الجزائري وفضوله وكرمه يجعلك مذهولا.