أكد نسيم سيدي سعيد خلال نزوله ضيفا على يومية "النهار"، أنه رغم اعتزاله عن مضمار سباق السيارات في سن مبكرة (34 سنة)، إلا أن هذه الرياضة لا زالت تشغل حيزا كبيرا في ذهنه، ليس من أجل العودة إليها ميدانيا بطبيعة الحال، ولكنه متفائل بأن يساهم في إحياء هذه الرياضة في الجزائر وتسخير كل ما يملكه من الخبرات والتجارب التي اكتسبها خلال مشواره في هذه الرياضة في كبريات مضامير السباق العالمية التي تتنفس الرياضات، حيث أكد ذات المتحدث أنه يدرك جيدا صعوبة النهوض بهذه الرياضة في الجزائر بالنظر للظروف الحالية الصعبة، ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف يجب المرور عبر مراحل خطوة بخطوة "اعتزالي من رياضة سباق السيارات مبكرا في سن 34 لا يعني أنني لم أكن قادرا على مواصلة مشواري في هذه الرياضة لسنوات أخرى، وإنما قررت الاعتزال لأنني كنت أرغب في التفرغ لإنجاز مشاريع استثمارية بالجزائر ولكن ليس بشكل نهائي عن الرياضة الميكانيكية التي تبقى تمثل لي أشياء كثيرة في مشواري الرياضي، ولهذا ستأخذ هذه الرياضة قسطا كبيرا من مشاريعي المستقبلية، ومن بين تحدياتها التي نتمنى أن تجسد عمليا في الميدان، إنشاء مدرسة متخصصة في هذه الرياضة، بروز بطولة محلية بالجزائر، وكذا إنشاء مضامير سباق خاصة بهذه الرياضة واستقبال المنافسات الدولية، وبكل صراحة رغم صعوبة تحقيق هذه الأهداف إلا أنني متفائل برؤيتها على أرض الميدان مستقبلا إنشاء الله" صرح سيدي سعيد. كما عرج الرجل الأول على المستوى الإفريقي والعربي في رياضة سباق السيارات عن الأسباب التي أدت إلى عدم تطور هذه الرياضة في الجزائر قائلا "الرياضات الميكانيكية لم تتطور في الجزائر نظرا لأسباب عديدة، من بينها الفراغ الموجود بين اتحادية الرياضات الميكانيكية ووزارة الشباب والرياضة، وربما هذا الفراغ يتعدى لاتحاديات أخرى كذلك التي تعاني من مشكل انعدام أهل الاختصاص في العديد من التخصصات الرياضية الأخرى، والذين من المفترض أن يلعبوا دور الوسيط بين الوزارة والاتحاديات لسد ذلك الفراغ ومواكبة جميع التطورات التي تحدث على المستوى العالمي، لأن أي تأخر يكلفنا غاليا ونتائجه ستكون معلومة مسبقا وربما هذا من بين أهم الأسباب التي أدت إلى فشل تجربة الرياضات الميكانيكية بالجزائر ونتمنى أن تتم معالجتها مستقبلا، وقد قلتها وأكررها، أنا مستعد لإعطاء الدعم لهذه الرياضة سواء عن بعد أو عن قرب". ولإصلاح هذا الفراغ قال أيضا سيدي سعيد "إعطاء الاستقلالية التامة لبعض المسؤولين بالهيئات المختصة في الرياضة ببلادنا وبدون ضوابط تحكمية ينقلب سلبا علينا، ولهذا من المستحسن إعادة هيكلة وزارة الشباب والرياضة والعمل بالمبدأ القائل يجب وضع الرجل المناسب في المكان المناسب". حيوية سوق السيارات بالجزائر يمكنها دعم الرياضات الميكانيكية من بين أهم العوامل التي قد تساعد على إعادة بعث الرياضات الميكانيكية ببلدنا، حسب سيدي سعيد، العامل الاقتصادي المتمثل في سوق السيارات التي تشهد حيوية منقطعة النظير بالجزائر، ويمكنها إعطاء نوعا من الدعم لهذه الرياضة، حيث قال في هذا الصدد "كما هو معلوم، فالجانب المالي يعد من بين العوامل الأساسية لنجاح أي رياضة كانت والجميع يعلم اليوم أن الإعانات التي تمنحها الدولة لقطاع الرياضة لا تكفي، بالنظر للتطورات العالمية التي نعيشها، ولهذا من المستحسن إشراك المتعاملين الاقتصاديين في إطار رياضي تجاري اقتداء بالتجارب الأجنبية، ومن بين أقرب المتعاملين الاقتصاديين للرياضات الميكانيكية بطبية الحال ممثلو وكلاء السيارات خاصة وأن هذه الأخيرة تشهد سوقا حيوية كبيرة بإمكانها دعم هذه الرياضة وإحيائها، وكما هو معلوم فإن سباق السيارات هي أول رياضة خلقت من نشاط اقتصادي محض وأول رياضة تفتح أبوابها لمجال الإشهار". الاستقرار عامل مهم لجلب المتعاملين والنجاح أما العامل المهم الثاني الذي ركز عليه نسيم سيدي سعيد، هو عامل الاستقرار "الاستقرار من بين أهم العوامل التي تؤدي لنجاح أي نوع من الرياضات، وعندما نذكر عامل الاستقرار فهو مرتبط بجميع الجوانب، أي ضمان دعم الممولين الاقتصادين بالدرجة الأولى واستقرار حصد النتائج الايجابية في هذه الرياضة من أجلب جلب عدد كبير من المتتبعين لها، وبالتالي ضمان خدمات هؤلاء المتعاملين الاقتصاديين ودعمهم لهذه الرياضة، وللأسف في الجزائر تنعدم الظروف التي تسمح بنجاح عامل الاستقرار مما يشكل عائقا لدعم الرياضات الميكانيكية". انعدام مضامير السباق أكبر مشكل وننتظر إنشاء مضمار باتنة بفارغ الصبر هذا وقد تطرق سيدي سعيد لأكبر مشكل تعاني منه الرياضات الميكانيكية، ألا وهو المضامير المنعدمة في بلادنا، حيث علق قائلا "انعدام المضامير التي تتمتع بالمقاييس المعمول بها على المستوى الدولي يعد من بين أكبر المشاكل التي تعيق نجاج هذه الرياضة، ولهذا نحن نأمل في إنشاء مضامير خاصة بهذه الرياضة مستقبلا على غرار مضمار باتنة الذي ننتظر إنشاءه بفارغ الصبر". أنشأت مؤسسة "سبور وان" خدمة للرياضة الجزائرية بكل أنواعها بعيدا عن مشواره الرياضي كسائق للفورميلا، أراد نسيم سيدي سعيد أن ينشيء مؤسسة للاتصال ذات طابع تجاري تهدف إلى خدمة الرياضة الجزائرية بمختلف أنواعها "هدفنا الأول أن نتوسط بين مختلف الأعضاء الفاعلين في الرياضة الجزائرية سواء كانوا رياضيين، مدربين، رؤساء أندية أو متعاملين اقتصاديين، وهذا قصد ترسيخ سياسة الاتصال والتواصل المعمول بها في الدول الأوربية والتي ساهمت في إنجاح مختلف الفروع الرياضية" على حد قوله. أتنبأ بمستقبل زاهر للمغتربين الجزائريين قايدي وعبار تنبأ نسيم سيدي سعيد بمستقبل زاهر للثنائي الجزائري المغترب قايدي الياس صاحب 17 سنة الذي سيدخل سباق الفورميل 1 بعد اجتيازه مرحلة الكارتينغ، وكذا الجزائري الآخر المغترب سامي عبار صاحب 12 سنة الذي يتواجد حاليا في مرحلة الكارتينغ، "ففي حالة ما إذا وفرت الامكانيات لهذا الثنائي فأنا متأكد من أنهما سيحققون نتائج جد ايجابية ويمكن للجزائر الاستفادة منهما مستقبلا" صرح سيدي سعيد. لن أنسى أبدا اللحظات التي كنت أعيشها دقيقة فقط قبل شارة انطلاق السباق وخلال دردشة سيدي سعيد عن واقع الرياضة الميكانيكية في الجزائر، استوقفناه بسؤال تضمن أهم محطة يبقى يتذكرها في مشواره الرياضي كسائق، فكان رده كالتالي "لا يمكنني نسيان اللحظة التي تسبق انطلاق السباق بدقيقة واحدة فقط، أين تتجه إليك جميع الأنظار وأنت تنتظر شارة الانطلاقة، والذكرى الأخرى الجميلة هي الصوت التي تصدره محركات السيارات في المضمار خلال حصص التجارب". كرة القدم القاطرة الأمامية لكل الرياضات تطرق سيدي سعيد لموضوع آخر غير الرياضات الميكانيكية، ويتعلق الأمر بالمستديرة الساحرة التي تعد الرياضة الأكثر شعبية في العالم، قائلا "كرة القدم تبقى القاطرة الأمامية لكل الرياضات، ولا بد أن نعترف بالمكانة التي تحظى بها هذه الرياضة، نظرا لشعبيتها الواسعة وما تجلبه من متعاملين ممولين ومستثمرين اقتصاديين، ولو نقارن الأموال التي تصرف على هذه الرياضة في البلدان الأخرى بالجزائر نجدها ضئيلة جدا".