ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على لبنان إلى 3583 شهيدا و 15244 مصابا    هولندا ستعتقل المدعو نتنياهو تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية    الرابطة الأولى موبيليس: شباب قسنطينة يفوز على اتحاد الجزائر (1-0) ويعتلي الصدارة    ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وتكثيف الدعم لها لضمان تحقيق أهدافها    ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    شايبي يتلقى رسالة دعم من المدير الرياضي لفرانكفورت    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    ماندي الأكثر مشاركة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخليلات كذبة فرنسية لتشويه جميلات الجزائر
المجاهدة زهرة ظريف تدافع عن أبطال "معركة الجزائر" في منتدى الشروق:

لو شاهدت أمريكا معركة الجزائر لما فكرت في غزو العراق
"الواجب أن نفضح الحركى الموجودين بيننا أما في فرنسا ف "الله يسهل عليهم
استغلت المجاهدة زهرة ظريف فرصة نزولها ضيفة على منتدى "الشروق" لتثبت قدراتها في المحاماة، عندما دافعت بقوة عن براءة قائدها في "معركة الجزائر" ياسف سعدي من تهمة التبليغ عن علي لابوانت: "هذه الأكذوبة المفضوحة من إنتاج أجهزة المخابرات والدعاية الفرنسية التي وضعت سيناريو "الخيانة" لزرع الشك في صفوف رفقاء الثورة".
*
*
كما وصفت ادعاءات إجبارها هي ورفيقاتها على المشاركة في ثورة التحرير ب "السيناريوهات المكذوبة التي أطلقتها المخابرات الفرنسية لتشويه صورتنا وتلطيخ شرفنا، معتمدة على ما تعرفه عن أخلاق الجزائريين المحافظة وعاداتهم وتقاليدهم المتشددة مع سمعة المرأة"، ومن الماضي إلى الحاضر عادت لتعتبر قضية المجاهدين المزيفين "مشكلا حقيقيا يجب أن تتعاطى معه الدولة بجدية وحزم".
*
*
زهرة ظريف تعترف:
*
"معركة الجزائر" فشلت عسكريا لكنها فضحت فرنسا للأبد
*
استغلت المجاهدة زهرة ظريف بيطاط فرصة نزولها ضيفة على منتدى "الشروق"، في إحدى خرجاتها الإعلامية النادرة، لتكشف النقاب عن عدد من علامات الاستفهام العالقة ب "معركة الجزائر"، التي كانت إحدى بطلاتها، بما أنها كانت تمثل الرقم 2 بعد ياسف سعدي في التنظيم العسكري ب "المنطقة المستقلة".
*
وقد أوضحت زهرة ظريف بأن "فرنسا هي التي أطلقت على ما حدث في العاصمة بين جانفي 1957 وسبتمبر من نفس السنة تسمية "معركة الجزائر" من أجل أن تخرج للعلن ما كان يحدث في السر من ضغط واحتقان في المدينة، ومن أجل منح شرعية للقمع الذي كانت تمارسه يوميا على سكانها بالعاصمة المحاصرين بكافة فصائل الجيش الفرنسي من قبعات حمر إلى مضليين إلى مشاة إلى شرطة ودرك، وطبعا كانت فرنسا بحاجة إلى حجة تتعلق حتى تبرر ما كانت تقترفه يوميا من أعمال وحشية وجرائم ضد الإنسانية، كما كانت تهدف إلى زرع الطمأنينة بين رعاياها ومنحهم الإحساس بأن جيشها يسيطر على الوضع، خاصة بعد الضربات الموجعة التي تلقاها من قبل جيش التحرير".
*
واعترفت زهرة ظريف بالفشل العسكري ل "معركة الجزائر" التي لم تستغرق أكثر من سنة بعد أن نجح الاحتلال في تفكيك قواعد "المنطقة المستقلة"، لكنها في المقابل شددت على إبراز الانتصار السياسي الكبير الذي حققته "معركة الجزائر" وإنتاجها لمنعطف حاسم في مسار ثورة التحرير والقضية الجزائرية إزاء الرأي العام العالمي "حيث عرت "معركة الجزائر" ما كانت فرنسا تقوم به في الخفاء حيث أن العاصمة تحولت بداية من 57 إلى قبلة للمئات من الصحفيين من جنسيات مختلفة والذين صاروا يتحدثون بشكل متزايد عن الجرائم المرتكبة من قبل الجيش الفرنسي في حق المدنيين العزل، إذ كانت فرنسا من قبل في نظر العالم بلد حقوق الإنسان الذي جاء من أجل "تمدين" السكان الأصليين".
*
وركزت ضيفة "الشروق" على الضربات التي كانت الجبهة توجهها للجيش الفرنسي انطلاقا من العاصمة رغم فارق القوة والعدة والعتاد "فكانت "معركة الجزائر" محطة حاسمة في اتجاه فرنسا لخيار التفاوض مع الجزائريين"، واستندت زهرة ظريف إلى تقارير المخابرات الأمريكية (سي آي إي)، وتقارير جهاز المخابرات البريطانية (آم إي 5) التي أكدت حينها على أن فرنسا خسرت الجزائر في 1957، وهذا في حد ذاته شرف كبير لجماعة "المنطقة المستقلة".
*
وفي معرض حديثها عن ما خلفته "معركة الجزائر"، كشفت زهرة ظريف عن "وجود ما لا يقل عن 200 ألف شخص مفقود، حسب محافظ الشرطة الفرنسي الذي استقال في تلك الفترة، وقد تقدمت بطلب رسمي إلى السلطات الفرنسية من أجل معرفة حقيقة هؤلاء الأبرياء دون جدوى" .
*
*
بهدف دفع العائلات الجزائرية إلى منع بناتها من الالتحاق بالثورة:
*
فرنسا أطلقت أكذوبة "الخليلات" حتى تلوث شرفنا وتلطخ سمعتنا
*
فندت المجاهدة زهرة ظريف بشدة ادعاءات البعض حول إجبارها ورفيقات النضال على المشاركة في "معركة الجزائر"، وإقحامهن فيها دون رضاهن من طرف قيادات "المنطقة المستقلة".
*
واعتبرت ضيفة "الشروق" ما روج عنها وعن جميلة بوحيرد وحسيبة بن بوعلي "مجرد سيناريوهات مكذوبة أطلقتها المخابرات الفرنسية آنذاك لتشويه صورتنا وتلطيخ شرفنا، معتمدة على ما تعرفه عن أخلاق الجزائريين المحافظة وعاداته وتقاليدهم المتشددة مع سمعة المرأة". قبل أن تضيف "ولما كانت نظرة المجتمع الجزائري للمرأة ضيقة فإن الاحتلال استغل هذه النقطة وليشن حربا نفسية استعمل فيها كل ما أوتي من وسائل واستهدفت شرف المجاهدات وعرضهن، من خلال شاحنات مزودة بمكبرات الصوت تجول في حول القصبة مختلقة الأكاذيب ومعتمدة على الاستثمار السيء في أحداث تلك الفترة حتى تقنع العائلات الجزائرية بضرورة منع بناتهن من الانخراط في صفوف جبهة وجيش التحرير الوطنيين".
*
وعن طبيعة تلك الإشاعات المغرضة قالت زهرة ظريف: "صاغ الجيش الفرنسي الكثير من السيناريوهات، من بينها أنهم ألقوا القبض على بعضنا عاريات أو بعض المجاهدات لسن سوى خليلات لعدد من قيادات الثورة، المهم أن يطعنوا في شرفنا ويظهرونا كضحايا لجبهة التحرير الوطني". ثم أضافت "قوة هذه الأخيرة كانت محصلة لمجموعة من المبادئ والقوانين الصارمة التي كنا نؤمن بها إيمانا مطلقا ونحفظها عن ظهر قلب على غرار نهينا عن اللجوء إلى أشخاص غير مقتنعين بواجب حمايتنا وتوفير المخابئ اللازمة الأكثر أمنا لنا".
*
وفي هذا الاتجاه وصفت زهرة ظريف علاقتها، وزميلاتها، مع ياسف سعدي وعلي لابوانت ب "المحترمة جدا"، فالأول، حسبها، "كان شديد العطف علينا فكان يصغي لانشغالاتنا كأي رجل مع شقيقاته، أما الثاني فكان يفدينا بحياته، ولن أنسى ذاك اليوم الذي حوصرنا فيه من طرف المظليين ولم يتوقف علي عن إطلاق النار ولم يتراجع حتى تأكد بأننا انسحبنا وصرنا في أمان تام".
*
وعن كيفية التحاقها وزميلاتها ب "المنطقة المستقلة" تروي المجاهدة زهرة ظريف فتقول: "أؤكد لكم بأن لا واحدة منا أجبرت على الالتحاق بصفوف الثورة، ففيما يخصني أنا وحسيبة بن بوعلي وجميلة بوحيرد فنحن من بحث عن أي خيط أو اتصال يربطنا بالثورة، وكم كانت المهمة صعبة. وعندما عثرنا بعد جهد جهيد على شخص توسط لنا خضعنا طبعا لفترة تجريب صاحبها تحقيق شامل عن هويتنا. وكانت هذه طبيعة النظام الصارمة التي سهر على تطبيقها مسؤولونا والتي مكنتنا من تحقيق النجاح تلو الآخر".
*
وانتهت محدثتنا إلى أن "قيادة الثورة بالغباء الذي يدفعها إلى إجبار فتيات على الالتحاق بجيش التحرير، ولو فعلوا ذلك لامتنعت كل العائلات الجزائرية على السماح لبناتها بالجهاد، ولثأرت الفتيات المجبرات عبر تسريب المعلومات لجيش الاحتلال".
*
*
"الواجب أن نفضح الحركى الموجودين بيننا أما في فرنسا ف "الله يسهل عليهم"
*
وصفت المجاهدة زهرة ظريف قضية "المجاهدين المزيفين" ب "المشكل الحقيقي الذي يجب أن تتعاطى معه الدولة بجدية وحزم، فعند خروجي من السجن علمت بأنه لم يبق من المجاهدين إلا أعداد قليلة، وبأن الغالبية العظمى منهم سقطوا شهداء وضحايا لعمليات التقتيل الكبرى التي مارسها جيش الاحتلال في سنوات الثورة الأخيرة".
*
وردا على سؤال حول تكتم المسؤولين في أعلى هرم السلطة على فضيحة المجاهدين المزيفين قالت ضيفة "الشروق": "بالنسبة لنا في المنطقة المستقلة فإننا لم نكن نعرف بعضنا، فبحكم صرامة التعليمات كنت أعرف ثلاثة أشخاص لا أكثر، وهم الذين أتلقى من عندهم الأوامر. أما بالنسبة للمجاهدين في الجبال فكانوا يعرفون بعضهم بحكم أن التنظيم العسكري كان أحسن. ورغم ذلك فإنك تجد بأن المجاهد في المنطقة الأولى مثلا لا يعرف إخوانه في المنطقة الثانية، وأنا شخصيا تعرفت على المجاهدات في السجن. ولهذا فإنني لا أستطيع الجزم بأن كل المجاهدين يعرفون بعضهم ولكن حتما هناك الكثير من المزيفين وهو مشكل حقيقي بالفعل". قبل أن تضيف "الواجب الآن أن نكون صريحين بالمحافظة على العهد مع من ماتوا شهداء، وأن لا نحمي حركيا يقيم بيننا، أما أن ترفعهم فرنسا إلى السماء ف "الله يسهل عليهم"، لأن الأمر يتحول حينها إلى قضية داخلية ولا شأن لنا بها".
*
*
"السينما الجزائرية لم تعط الثورة حقها لكنها معذورة"
*
انتقدت السيدة ظريف أصحاب الأصابع الموجهة للرعيل الأول الذي وضع الخطوات الأولى للسينما الجزائرية بحجة أنها لم تقدم الكثير للثورة التحريرية ولتاريخ الجزائر، حين قالت: "يجب أن يفهم هؤلاء أن من امتهنوا السينما بعد الاستقلال لم تكن لديهم التجربة والخبرة والإمكانات المادية الكافية لإنتاج مئات الأفلام عن الثورة التحريرية، ورغم ذلك استطاعوا وضع لمساتهم في هذا الميدان الذي ينتظر في الوقت الراهن اهتماما أكبر".
*
وفي ذات السياق، قالت إن عودة أي شعب للحياة الطبيعية بعد المرور بأزمة كالتي عاشتها الجزائر خلال الثورة التحريرية وأيضا كالتي عاشتها خلال العشرية الحمراء، أمر صعب ويتطلب وقتا وجهدا كبيرين حتى تعود الأمور إلى نصابها، وتمكن الفنانين والمبدعين من تحقيق أفكارهم الفنية وتنفس هواء الإبداع المتميز، لذلك يجب توجيه تحية لكل الرجالات الذين صنعوا مجد سينما الستينيات والسبعينيات التي وثقت لمراحل مهمة من تاريخ الثورة المجيدة.
*
من جهة أخرى، قالت السيدة ظريف إن ما حدث مع السينما هو نفسه ما حدث مع الأدب والإعلام والفن عموما، وأن تطور هذه الميادين عموما يرتبط باكتساب خبرة الدولة المستقرة الآمنة، التي تنتج الأفكار وتتيح الفرصة للفنانين والمبدعين ليرسموا لوحات جميلة تؤرخ للدولة وتلبسها صورة الحضارة. لذلك ألحت ضيفة "الشروق" على ضرورة الاهتمام أكثر بالجانب الثقافي لكونه الوعاء الوحيد الذي يستطيع استيعاب ملامح الشخصية والهوية الجزائرية وإيصالها بالشكل اللائق والنقي للأجيال الصاعدة.
*
*
لو شاهد الأمريكان "معركة الجزائر" قبل غزو العراق لتراجعوا عن قرارهم
*
لم تخف زهرة ظريف استياءها من إقدام البنتاغون الأمريكي على عرض فيلم "معركة الجزائر" على ضباطه سنة 2003 غداة احتلال العراق، لتعليمهم فنون "حرب العصابات" والطرق الأمثل لمواجهتها، قبل أن تقول ساخرة "كان الأجدى للأمريكان أن يشاهدوا الفيلم قبل اتخاذهم قرار غزو العراق، وأنا متأكدة بأنهم لو فعلوا ذلك لما أقدموا على مغامرة كهذه".
*
وفي نفس الاتجاه تنبأت ضيفة "الشروق" بخيبة الأمريكان في العراق: "أنا متأكدة بأنهم سينهزمون لأنهم لا يعرفون الشعب العراقي حق المعرفة، ولأن المعلومات التي جمعوها عنه ليست صحيحة".
*
للإشارة فقد كشفت السيدة ظريف بأن "الذي شاهدناه على شاشة السينما فيما يتعلق بفيلم "معركة الجزائر"، المنتج في 1965 والذي أخرجه الإيطالي الراحل بونتيكورفو يختلف عن النص الذي كتبه ياسف سعدي، وأعتقد بأن ذلك جاء امتثالا لضرورات السيناريو".
*
*
علي فضيل يهدي الزهور ل زهرة:
*
شهادة السيدة ظريف تكشف بعض مواطن الظل في الثورة
*
*
بعد أن أهدى ضيفته باقة جميلة من الزهور، عبر الأستاذ علي فضيل، مدير عام "الشروق"، عن سعادته الكبيرة وهو يستقبل بمقر الجريدة المجاهدة الكبيرة زهرة ظريف، خاصة وأن الجزائر تحتفل بالذكرى السادسة والخمسين لاندلاع الثورة التحريرية المظفرة، مؤكدا على أن حديث السيدة ظريف في فوروم "الشروق" له أهمية تاريخية كبيرة لكونه "يكشف بعض مواطن الظل في ثورة التحرير حتى ولو كانت سلبية، ما يجعل الأجيال تقرأ عن تاريخها وتتشبع من المنبع العذب لتاريخ بلدها الثري الخالد".
*
*
زهرة ظريف .. امرأة من حديد
*
في سنة 1937 ولدت زهرة ظريف بتيارت لعائلة ميسورة، مما مكن والدها من إرسالها إلى الجزائر العاصمة للدراسة في ثانوية "فرومونتان"، قبل أن تلتحق بكلية الحقوق. وبفضل عشقها للأدب اكتشفت "فلسفة الأنوار" و"الثورة الفرنسية"، و"الحريات الشخصية" مما دفعها إلى التفكير في وضعية بلدها وشعبها.
*
التحقت في 1956 بثورة التحرير في "المنطقة المستقلة"، والقصبة تحديدا، وفي الثلاثين سبتمبر من نفس السنة كلفتها خليتها بوضع قنبلة في مقهى "ميلك بار"، الذي اشتهر حينها كمكان للقاء الأقدام السوداء، وهي العملية التي خلفت 3 قتيلات وما لا يقل عن 12 جريحا.
*
ألقي عليها القبض رفقة ياسف سعدي في شارع "كاتون" بالقصبة وحكم عليها في أوت من عام 1958 بالسجن لمدة عشرين عاما مع الأشغال الشاقة، من طرف المحكمة العسكرية للجزائر العاصمة، وذلك عن تهمة "الإرهاب"، وبعد مدة قضتها في جناح النساء بسجن بربروس، تنقلت بين سجون مختلفة بفرنسا دون أن يفارقها الخوف من أن تتم تصفيتها في أي لحظة، ولهذا السبب كتبت في 1960 شهادتها التي حملت عنوان "موت إخواني".
*
في 1962 استفادت زهرة ظريف من عفو الجنرال شارل دوغول، للتوجه إلى العمل في المحاماة، وقد اشتهرت بدفاعها المستميت على قضايا المرأة، وهي اليوم نائبة رئيس مجلس الأمة، بعد ن اختارها رئيس الجمهورية ضمن الثلث الرئاسي.
*
*
برأت ياسف سعدي من دم علي لابوانت وحسيبة بن بوعلي:
*
نجح غودار في اختراقنا فبقينا على اتصال بالمخابرات الفرنسية شهرين كاملين
*
نفت زهرة ظريف بيطاط بشدة "الأكاذيب" التي "روجتها جهات مشبوهة ضد المجاهد الكبير والقائد الفذ ياسف سعدي".
*
وحول تهمة التبليغ عن مكان اختباء الشهيدين حسبية بن بوعلي وعلي لابوانت تقول ضيفة "الشروق" :"هذه الأكذوبة المفضوحة من إنتاج أجهزة المخابرات والدعاية الفرنسية التي وضعت سيناريو "الخيانة" لزرع الشك في صفوف رفقاء الثورة".
*
وتأسفت المتحدثة من كون الجزائريين "يصدقون دائما ما يروج ضدهم، ويميلون دائما لتصديق ما يمسهم في صميم كرامتهم، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بتهم الخيانة"، ثم أضافت "عجبي من هؤلاء الجزائريين الذين يعشقون جلد الذات حد المازوشية".
*
وذكرت زهرة ظريف بأنها كانت رفقة ياسف سعدي عندما ألقي عليه القبض "وكان علي لابوانت وحسيبة بن بوعلي يختبئان على بعد أمتار قليلة منا، ولو أن ياسف، أو سي جعفر، كان ينوي الوشاية ب علي لدل على مكانه في التو، لكن هذا الأخير لم يلق عليه القبض إلا بعد أسابيع، أي أننا كنا قد فقدنا أثره"، لتضيف: "ثم هل نسيتم أن الطفل مراد ياسف كان رفقة علي وحسيبة، وهو ابن أخت سعدي، الذي كان يحبه حد الجنون، فكيف يبلغ عن مكان اختبائه ويعرضه إلى بطش الاحتلال.. هذا هراء في هراء ومن يصدقه عليه أن يراجع قدراته العقلية".
*
وأكدت المتحدثة على أن "الخيانة حدثت فعلا لكنها كانت نتيجة لعملية اختراق مخابراتية بدأت بعد إلقاء القبض على حسان خندريش، المدعو صافي، والذي كان نائبا لكل من ذبيح شريف، المدعو سي مراد، وعثمان حاجي، وتم استخدام صافي من طرف غودار لاختراق التنظيم، وهكذا سقط سي مراد وعثمان، وبعد سقوطهما، وكما جرت عليه قواعد التنظيم، فإننا ربطنا الاتصال بصافي بوصفة صندوق النجدة البريدي التي تستخدم عادة لإعادة ربط الصلة بين أعضاء التنظيم في حال انقطاعها، وعليه فإننا اكتشفنا فيما بعد بأننا كنا لما لا يقل عن الشهرين على اتصال مباشر مع مصالح غودار".
*
وذكرت المتحدثة بأن "القصة معروفة ومنشورة من طرف الصحافة الفرنسية في تلك لفترة والتي أرادت أن تفتخر بقصة إسقاطها لأبطال "معركة الجزائر" كنصر كبير، ولولا الرواية الفرنسية لما تمكنا من معرفة الحقيقة لأننا حينها كنا في السجن ولا نعلم ما حدث فعلا"، وشددت على حقيقة أن "العربي بن مهدي كان قد غادر القصبة في تلك الفترة لوجهة لا أحد منا كان يعلمها، لأنه لم يكن من عادة قادة التنظيم الكشف عن مخابئهم لأي كان"، قبل أن تضيف "في وقتنا لم نكن نتهم أحدا بالخيانة لأننا كنا نعلم معنى التعذيب، كانت القيادة تطلب منا المقاومة لأطول مدة ممكنة من أجل إتاحة الوقت للقيادة حتى تعيد ترتيب أمورها".
*
*
زهرة ظريف وجميلة بوحيرد عقيدتان في الجيش السوري
*
قلة قليلة فقط من الناس يعلمون بأن المجاهدتين زهرة ظريف بيطاط وجميلة بوحيرد حصلتا سنة 1963 على رتبة عقيد في جيش الاحتياط السوري، وتروي ضيفة "الشروق" هذه القصة الغريبة فتقول: "قمت رفقة جميلة بجولة إلى العالم العربي عام 1963 في إطار شحذ الدعم لأبناء الشهداء الذين كانوا يتوافدون بالمئات على مقر جمعية "الجيل الجديد" التي أنشأناها للتكفل بأبناء الشهداء في بداية الاستقلال، في وقت كانت الدولة هشة ولم تكن هناك إمكانات للتكفل بالعدد الهائل من يتامى الحرب، لهذا كان لا بد من المطالبة بدعم ومساعدة الدول العربية، وبعد زيارتنا للقاهرة واستقبال جمال عبد الناصر لنا، توجهنا إلى دمشق ومنها نقلنا إلى هضبة الجولان ولم تكن محتلة حينها، ووقفت رفقة جميلة نتطلع إلى فلسطين المحتلة التي كانت على مرمى حجر، وفوجئنا بالإخوة السوريين يقيمون لنا حفلا تكريميا قلدنا فيه برتبة عقيد، وكان ذلك بالنسبة لنا أمرا عظيما، فقبلها لم نكن نشعر بحجم التأثير الذي خلفته الثورة الجزائرية في محيطها العربي والإقليمي".
*
*
"بيطاط كان مناضلا في حياته السياسية والزوجية أيضا"
*
من جهة أخرى تحدثت ضيفة "الشروق" في كلمات مقتضبة عن علاقتها بزوجها الراحل رابح بيطاط، حيث أكدت بأنها تعرفت عليه في بداية الثورة التحريرية، وكانت هي آنذاك طالبة وتناضل في الوقت نفسه في حزب جبهة التحرير الوطني خلال بدايات تأسيسه، متأثرة بعائلتها التي تحوز تاريخا نضاليا كبيرا في حزب الشعب.
*
وأضافت أنها وجدت في الراحل رابح بيطاط "كل معاني النضال الصادق الذي ينبع من أعماق رجل وطني لا تثنيه الصعاب"، مؤكدة على أنه "كان قريبا من الشعب ويعرف كل مشاكل الجزائريين البسطاء في تلك الفترة الحساسة من تاريخ ثورتنا المجيدة"، كما ذكرت بأنه "كان ذكيا عايش مختلف التحولات التي مرت بها الجزائر قبل وأثناء الثورة وبعدها، ما جعله صاحب كفاءة سياسية ونضالية عميقة، ترك بموجبها لمسات فعالة في تاريخ الجزائر المعاصر".
*
*
** أبطال "معركة الجزائر" بعيون زهرة ظريف
*
*
العربي بن مهيدي: من حسن حظنا أننا تعرفنا على سي احمد
*
كنا محظوظين لأننا عرفناه وعشنا معه، فقد قدمه لنا ياسف سعدي في بداية أحد اللقاءات على أنه "سي احمد" المناضل البسيط، خاصة وأن شكله لم يكن يوحي بأي تميز وهو السبب الذي مكنه من تجنب ريبة الفرنسيين فيه، فكان يجلس معنا ويتحدث إلينا وكأنه واحد منا، وكنا نضحك كثيرا، وكان يجتهد في النزول إلى مستوانا. أما عندما يتعلق الأمر بالجد فإنه كان يتحول إلى شخص آخر. وأذكر بأن ياسف أخبرنا ذات يوم أنا وجميلة بأن سي احمد هو نفسه العربي بن مهيدي لكنه أوصانا بالكتمان، ومن المواقف التي لن أنساها مع بن مهيدي هو اجتماعه معنا أنا وجميلة ليخبرنا بإلغاء عملية قضينا أكثر من شهرين في الإعداد لها، ورحنا نحاول إقناعه بأن ذلك غير ممكن وبأن تكليف أحد الرجال بها فيه خطر عليه وعلى النظام، وبعد أخذ ورد أمرنا بتنفيذ التعليمات دون نقاش وهددنا بالعقاب في حال خالفنا الأوامر، لكننا وإمعانا في الشغب قلنا له: إذا كنتم ستعاقبوننا فماذا تركتم لفرنسا إذن؟ وعلى الرغم من جدية الموقف إلا أن سي احمد لم يتمالك نفسه وأطلق ابتسامة عريضة".
*
*
ياسف سعدي: رغم بشاشاته إلا أنه كان حازما في قراراته
*
كان مسؤولي المباشر في أصعب مرحلة من "معركة الجزائر" وكان يتصرف بذكاء وحكمة وليونة أيضا، وبفضل أسلوبه الهادئ استطاع تكييف قوة نضالنا مع ما تشهره فرنسا من قوة. كان ياسف حاسما في قراراته وتوجيهاته ولكن دون أن يضيع الجانب الآخر من شخصيته، فقد كان لينا وبشوشا وكنا نعمل معه براحة كبيرة لأنه استطاع أن يخلق حولنا جوا من الحماسة بهدف احتوائنا وحمايتنا كمنخرطين في المنظمة كان إنسانا وفيا لبلده.
*
*
علي لابوانت:جنود فرنسا كانوا يتجنبون الاشتباك معه
*
شجاعته كانت من النوع النادر جدا، وكانت شخصيته قوية إلى درجة أن الجنود الفرنسيين كانوا يتجنبون الاشتباك معه.. شاب ذكي عاش حياة صعبة ساهمت في صقل شخصيته وعقليته الناضجة. كان شخصا مرحا محبا للنكت والضحك في أوقات الفراغ، وكان الذرع الذي يوفر لنا الحماية ويؤمن لنا طريق العبور متقدما الجميع.
*
*
جميلة بوحيرد: جميلة ليست من صنع أحد وشجاعتها تفوق الوصف
*
كل من تحدثوا عن جميلة لا يعرفونها، وفي أحسن الحالات تعرفوا عليها في السجن، لكنني أنا أعرفها جيدا، ولهذا فلن أبالغ حين أقول بأنها امرأة عظيمة جدا، قدمت الكثير للمنظمة وسخرت جهدها وشجاعتها لتؤدي مهامها بطريقة مدهشة.. جميلة ليست من اختراع أحد، وما قدمته للمنظمة من تضحيات وجهود يفوق الوصف، وما قامت به وآخرون لازالوا أحياء قليل من المناضلين فقط يمكنه تقديمه ويكفيهم شرفا أنهم لم يتراجعوا ولم يخشوا الموت".
*
*
حسيبة بن بوعلي: "كان لديها استعداد غير مسبوق للتضحية"
*
كانت أصغرنا عندما التحقت بالمنظمة، وكانت قد دخلت في السرية بعد أن صدر أمر إلقاء القبض عليها، ولهذا فقد أمرت بالمكوث في بيت بالقصبة لا تبرحه، وكم كانت صبورة، فبالرغم من أن نشاطها في ذلك البيت كان يقتصر على بعض الأشغال المنزلية البسيطة بحكم أنها كانت ممنوعة من المشاركة في عملية حتى لا تعرض نفسها والمنظمة للخطر، وبعد فترة جاء قرار نقلها للعمل في مخبر صناعة القنابل إلى جانب عبد الرحمان طالب..
*
حسيبة كانت أيضا تملك قدرة خارقة على التعايش مع الناس، واستعدادا غير مسبوق للتضحية، ولهذا فإن إصرارها على الشهادة رفقة علي لابوانت لم يكن مفاجئا لنا.
*
*
طالب عبد الرحمن : قنابل معركة الجزائر هو من صنعها
*
عندما التحق بنا كان في مقتبل العمر طالبا في الكيمياء، وكان متوقد الذكاء، وكان يعتكف بمخبر صناعة القنابل بالقصبة، إلى أن ألقي عليه القبض رفقة مصالي عبد الرحمن وجميلة بوعزة وعبد الغاني، واعترفوا بدورهم في ثورة التحرير بكل شجاعة، وكان شعارهم: إذا أعدمنا فهي الشهادة التي نبحث عنها، وسنورث الثورة إلى أبنائنا، وإذا عشنا فسنعود إلى ما كنا عليه وسنتبع نفس النهج.
*
*
جميلة بوعزة: مرت بظروف قاسية وتعرضت لتعذيب وحشي
*
كان محكوم عليها بالإعدام عندما التقيتها في السجن، وتعرضت للكثير من التعذيب، لكن شجاعتها وصمودها مكناها من التحمل لأكثر من ست ساعات، كما هي تعليمات المنظمة، ثم أنها مرت بظروف جد قاسية، وهي التي كانت تنتظر دورها في المقصلة كل صباح يوم جديد.
*
*
كلمات وأصداء
*
*"أنتم كجيل شاب مسؤولون اليوم عن صناعة مستقبلكم والطريقة التي ستدافعون بها عن بلدكم فلا تنتظروا من الآخرين أن يقوموا بذلك".
*
*"الصعوبات التي تعرفها الجزائر اليوم تعود لغياب أحزاب قوية وفاعلة والتزام قوي للمناضلين، فالنضال لا يعني الانخراط السلبي في الحزب بقدر ما يعني الالتزام بقضايا الأمة والشعب".
*
*"الجزائريون ميالون لجلد الذات وتصديق كل ما يعاديهم".
*
*أثنت زهرة ظريف على دعم المحامي الشهير جاك فرجاس للثورة "فقد تطوع وغامر بالدفاع عنا وبإسماع صوتنا ونقل رسائلنا من السجن إلى العالم".
*
*بذكاء كبير ردت ضيفة "الشروق" على سؤال حول وصفها بالشخصية النافذة جدا في دوائر صناعة القرار فقالت: "إذا كنتم تقصدون وقوفي إلى جانب الفقراء و"الزوالية" والحق فأنا فعلا نافذة ومؤثرة".
*
*بدا التأثر واضحا على زهرة ظريف وهي تتحدث عن رفيقة جهادها جميلة بوحيرد، ولم تخف ثورتها من الذين يتحدثون عن هذه الأخيرة دون أن يعرفوها.
*
*ثارت ثائرة ضيفتنا وهي تتحدث عن علاقتها كمحامية في السابق وكبرلمانية حاليا بانشغالات الناس، وراحت تردد "أكثر ما يغيضني هم أولئك المسؤولون الذين تقصدهم فيردون بأن القرار ليس بأيديهم ..إذا لم يكن القرار بأيديهم فمن يقرر في هذه البلاد؟".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.