بدبلوماسيتها المعهودة، أدلت السيدة خديجة بن ڤنة نجمة قناة الجزيرة الإخبارية بدولها في حديث الساعة، وانتقدت الأقلام التي تروّج للعنف ولإفساد العلاقات بين الشعبين المصري والجزائري بسبب 90 دقيقة فقط! واصفة هذه الحالات بالشاذة، لكن هذا لم يمنعها بتكهن سحق الخضر للفراعنة بثلاثية بملعب القاهرة، مؤكدة على أنها ستحتفل رفقة الجالية الجزائريةبالدوحة بفوز أشبال سعدان مثلما انطلقت في التحضير لمشاهدة المباراة في جو جزائري محض الشروق اليومي: كجزائرية وكإعلامية عربية معروفة كيف تنتظر السيدة بن ڤنة المباراة المصيرية للتأهل للمونديال التي تجمع منتخبنا الوطني بنظيره المصري والتي تشغل الرأي العام العربي والمصري؟ خديجة بن ڤنة: انتظاري لها هو انتظار كل جزائري يخفق قلبه لرؤية منتخب بلاده بالمونديال لذلك انتظرها رفقة عائلتي بفارغ الصبر وبحرارة وحماس شديدين، لن تستطيع الكلمات التعبير عنها، حيث يتوجب عليك التنقل معي للبيت حتى تعيش حقيقة الأجواء الحماسية التي نعيشها من متابعة الحصص التلفزيونية وفيديوهات اليوتيب إلى مطالعة كل أخبار الجرائد الجزائرية منها والمصرية فأنصار المنتخب الجزائري متواجدين بقوة في بيتي (تضحك) وأنا واحدة من بينهم حيث كنا خلال المباراة السابقة ممن نزلوا لشوارع الدوحة احتفالا باقتراب حلم المونديال وبنصر وشيك، لذلك أتمنى أن نعود بالتأهل من القاهرة حتى نعيد نفس أجواء الفرحة التي صنعتها الجالية الجزائرية بقطر. س: من خلال حديثك نستنتج أنك جد متفائلة بتحقيق المنتخب الوطني للتأهل لكأس العالم بجنوب إفريقيا والعودة بالتأشيرة من القاهرة؟ ج: لا يمكنني إلا أن أكون متفائلة إيمانا بقوله صلى الله عليه وسلم »تفاءلوا خيرا تجدوه خيرا« واعتقد أن الخبرة والاحترافية وقوة التمرس التي ظهر بها المنتخب الوطني في المباريات السابقة يجبرنا حتما على التفاؤل رغما عنا. س: كإعلامية جزائرية هناك حرب إعلامية طاحنة بين الإعلام الجزائري بدرجة أقل وبإمكانيات محدودة وبين الإعلام المصري بجيش جرار من القنوات والتي وصلت لحد المساس برموز الدولة الجزائرية، كيف تنظرين لهذه الحرب التي أجمع الكل على أنها قذرة؟ ج: بالنسبة لي هي زلات لا يقاس عليها لأن هناك حالات شاذة موجودة في الإعلام المصري أو حتى الجزائري وتطفو على السطح خلال كل حدث من هذا النوع فيه الحماس والتنافس وهذا الشذوذ الإعلامي دائما ما تحركه الانفعالات والعواطف ومن الواجب الإشادة ببعض الأقلام المصرية من بينها إبراهيم عيسى الذي قرأت له مقالا أعادت الشروق نشره كان قمة في نبذ العنف والتعصب، فهذه الأقلام السوية حاولت بنفسها معالجة هذا الشذوذ من خلال مقالات امتازت بالعقل والتعقل والمنطق لأن هذه الفعاليات الحماسية مآلها النهاية لكن نحن من سيبقى، لذلك أنا أؤيد بشدة مبادرات تهدئة النفوس التي بادر بها بعض العقلاء من البلدين. س: لكن هناك الإعلامي والحارس المصري السابق "أحمد شوبير" الذي شنت ضده بعض الأقلام المصرية حملة مسعورة بسبب زيارته الجزائر ونقله بصدق انطباعات مختلف شرائح المجتمع الجزائرية التي أجمعت على أن العلاقة بين البلدين لا يمكن أن تؤثر فيها مباراة من 90 دقيقة، ألا يعد ذلك رفضا قاطع لكل مبادرات التهدئة من طرف الإعلام المصري؟ ج: باعتقادي هي مرحلة استثنائية ستنتهي بنهاية المباراة، يعني هي مجرد جرعة زائدة عن اللزوم في العواطف والانفعالات وبمجرد انتهاء المباراة ستزول هذه الظواهر التي تعتبر شاذة والكل على يقين أن علاقة الشعبين المصري والجزائري أقوى بكثير من مباراة في كرة القدم. س: برأيك كإعلامية لها خبرة واسعة في الميدان هل هذا الشحن والحرب الإعلامية الدائرة هي واجب إعلامي يقتضيه أي حدث كبير مهما كانت طبيعته؟ ج: الإعلام سواء المكتوب أو المسموع أو المرئي باستطاعته في مثل هذه الأحداث أن يشحن ويوجه الرأي العام وبإمكانه حتى صناعة رأي عام فالمباراة المصيرية التي ستقام يوم 14 نوفمبر لعب فيها الإعلام دورا كبيرا، لكن هذا الدور كان من الأجدر أن يكون ايجابيا وليس سلبيا بمعنى أن صناعة الرأي العام في هذه الظروف يجب أن يكون في الاتجاه الصحيح والسليم عن طريق تقريب الشعوب ببعضها البعض وليس العمل على تفريقها لأنه في النهاية ما يجمعنا هو أكثر مما يفرقنا فهناك روابط مشتركة من عروبة وإسلام وكفاح ودم مشترك كل هذه العوامل تقرب بيننا أو الأحرى تجمعنا كشعب عربي مسلم واحد، لذلك أنا أستهجن بشدة هذه الطريقة غير السليمة في التعاطي مع الحدث من طرف الإعلام في البلدين. س: وما هي نصيحتك للإعلام الجزائري الذي اكتفى دائما بالرد على الحملات والإساءات التي شنها الإعلام المصري؟ ج: أكيد أنصح الإعلام الجزائري بالترفع عن الرد على مثل هذه التفاهة، صحيح أن الإعلام لعب دورا سلبيا وهنا لا أقصد الطرف المصري فقط بل إعلام البلدين وفي حالة مثل هذه يجب أن تظهر وتبرز العقول الكبيرة سواء كانت رياضية أو دينية أو سياسية للحد من هذه الحرب الإعلامية التي لا طائل من ورائها أي يجب العودة إلى المنطق والعقل وهذا بالتأكيد ما سيحدث في النهاية. س: لكن المشكل أن حتى بعض الأطراف التي كانت تحسب على الطرف المتعقل تمكن الإعلام المصري من تغيير وجهة نظرها وانقلبت على أعقابها نتيجة تصديقها لكل أكاذيب وافتراءات الصحافة المصرية إلى درجة انقلابها على الجزائر والشعب الجزائري ما تعليقك على ذلك؟ ج: أظن ظهرت الآن أقلام خرجت لتصحيح الوضع والنظرة نحو الشعب الجزائري و كتبت مقالات مبنية على التعقل والحكمة وما دام الخطأ في طريقه إلى التصحيح فلا داعي للرجوع إلى الوراء بل السعي دوما نحو الأمام لتهدئة الأمور وتحكيم العقل والمنطق. س: بصفتك صحفية بقناة »الجزيرة« أكيد تتكلمين وتتناقشين مع زملائك المصريين هناك حول المباراة المرتقبة معهم فهل يمكن أن تنقلي لنا طبيعة هذا النقاش؟ ج: في الحقيقة الاهتمام ليس بقدر الاهتمام الذي توليه الصحافة المكتوبة للحدث والجو المشحون الذي ولدته هذه الأخيرة، ولحسن الحظ أن هذا الجو المشحون لم ينعكس تماما على علاقتنا بزملائنا المصريين حيث لا يتعدى الحديث بيننا المزاح ومحاولة كل طرف التكهن بأن منتخب بلاده هو الأجدر بالمونديال في جو مليء بالأخوة والاحترام المتبادل. س: في الأخير، ما هو تكهنك حول نتيجة المباراة؟ ج: إن شاء الله أتوقع فوز المنتخب الجزائري بثلاثة أهداف مقابل صفر. س: هل ستشاهد السيدة بن ڤنة المباراة؟ ج: هذا أمر مؤكد والاستعدادات على قدم وساق بالبيت لهذا الموعد الهام (تضحك) ونحن نقوم بالتنسيق مع مجموعة من الجالية الجزائرية بقطر حتى تكون هناك مشاهدة جماعية للمباراة يوم 14 نوفمبر في مكان واحد حتى نحس بنفس الأجواء الحماسية السائدة بالجزائر وتكون الفرحة مشتركة ونصنع أجمل اللوحات التشجيعية على الطريقة الجزائرية وللاحتفال سويا إن شاء الله بعودة الجزائر للمونديال بعد أكثر من عشرين سنة من الغياب.