علمت بعثة الشروق إلى القاهرة أن السلطات الأمنية المصرية شرعت صبيحة المباراة في تطبيق برنامج خاص لتأمين الملعب والطرق المؤدية له. كما أعلنت السلطات الأمنية حالة الإستنفار القصوى، وهي الحالة التي لم تعرفها مصر قبل اليوم باعتراف المنظمين المصريين. * الإعتداء على الخضر كشف المصريين.. ومحاولات فاشلة لمحو المهزلة * وجاء تحرك السلطات المصرية في أعقاب الإعتداء الذي تعرضت له حافلة المنتخب الوطني والذي أسفر عن إصابة ما لا يقل عن أربعة لاعبين بإصابات متفاوتة الخطورة. ويبدو من الواضح أن المصريين ما كانوا ليتحركوا لولا أن الإتحاد الدولي لكرة لاحظ وأكد وقوع الهجوم على حافلة اللاعبين الجزائريين ودون رسميا وقوع إصابات في صفوفهم قال عنها والتر غاغ مدير أمن "الفيفا" بأنه لا يمكن وصفها بالخفيفة. كما أن التعزيزات الأمنية التي شهدها ملعب القاهرة ومحيط وحتى الطرقات المؤدية له، قد اتحذت تحت الضغط الذي مارسته البعثة الجزائرية والرسميين الجزائريين على المصريين الذين أذعنوا لأوامر الإتحاد الدولي خوفا من العقاب، كما حدث لهم في مباراة زيمبابوي في فبراير 1993. * * 50 سيارة شرطة لتأمين طريق الملعب.. وازدحام غير مسبوق * عرفت صبيحة المباراة ازدحاما مروريا غير مسبوق بسبب تدفق الأعداد الهائلة من الراجلين والعربات باتجاه ملعب القاهرة. وقد عرف كوبري 6 أكتوبر وشارع صلاح سليم فوضى مرورية منقطعة النظير عجزت الشرطة المصرية عن التصرف معها، وقد استدعى الأمر استدعاء أعداد هائلة من أفراد الجيش المصري لتأمين كل المنافذ المؤدية إلى الملعب وخلق انسيابية تمنع تعقيد الموقف باقتراب ساعة انطلاق المقابلة. * وفي ذات السياق، تحدثت مصادر أمنية عن تكثيف عدد رجال الأمن من القوى الخاصة والمكلفة بمتابعة المناصرين الجزائريين عن قرب، وبالنظر لعدد المناصرين الجزائريين، فإن مصادر الشروق قالت أن لكل مناصر جزائري شرطيين لمراقبته. * * تفتيش ممنهج لمناصري الخضر.. والشماريخ ممنوعة * وقامت قوى الأمن المصرية بتفتيش ممنهج لمناصري المنتخب الوطني في مدخل الملعب وحتى في المدرجات. وتأكدت مصادرنا من أن رجال الأمن المصريين تلقوا تعليمات صارمة حتى قبل حدوث مهزلة الحافلة المنكوبة، وطلب منهم تفتيش كل من هو جزائري قبل ولوج ملعب القاهرة، بحثا عن الشماريخ التي أصبحت تشكل عقدة كبيرة للمصريين بعد ما ادعوا أنها تسببت في خسارتهم بثلاثية في ملعب البليدة في السابع جوان الماضي. كما عمدت الشرطة إلى تفتيش المتفرجين الجزائريين عدة مرات بحثا عن مقذوفات تحدث الإعلام المصري عن تواجدها بحوزة الأنصار الجزائريين يمكنهم -كما يزعمون- رميها باتجاه أرضية الميدان لحظة دخول المنتخبين أرضية الميدان. * * تعزيزات أمنية مشددة * عاش محيط ملعب القاهرة تعزيزات أمنية مشددة من خلال حشد أكبر قدر من الشاحنات والخيول، وجهز المنظمون عددا كبيرا من عناصر الأمن بمحيط الملعب بلغ حوالي 5 آلاف عون حسب مصادر مصرية، بالإضافة إلى نشر عدد آخر في جهات مختلفة من المناطق التي تحيط الملعب خشية أي انزلاق. * وتم الاستنجاد بفرق مدرعة وأخرى للاحتياط في قطاعات متعددة بالقرب من المركز الطبي داخل الملعب تحسبا لأي طارئ. * * المنتخبان تحت حراسة أمنية مشددة * أغلقت قوات الأمن المصرية كل الطرق المؤدية إلى الفندق الذي تقيم فيه البعثة الجزائرية والمصرية، وكثفت التواجد لتأمين اللاعبين ووضعت ثلاث نقاط تفتيش للتأكد من شخصية كل من يدخل إلى الفندق. * وتم تأمين كل الطرق من الفندق إلى الملعب بالإضافة إلى حراسة مرافقة للحفلة من الجانبين والخلف والأمام بصورة شاملة وكاملة لم تحدث مع أي أندية أخرى من قبل وذلك للحفاظ على العلاقات بين البلدين. إلى ذلك، تم تكليف وحدات حراسة ثابتة وسرية داخل المدرجات لمراقبة سلوك المشجعين والتأكد من عدم اتباع أي سلوك يخل بالأمن العام والنظام. * * حالة استنفار في 30 مستشفى وتخصيص 60 سيارة إسعاف للحدث * لم تقتصر حالة الاستنفار عن الجانب الأمني، حيث استدعت مستشفيات القاهرة كافة طواقمها الطبية ووضعتهم في حالة استنفار طيلة يوم السبت، وذلك بتخصيص حوالي 30 مستشفى لاستقبال عدد المصابين في حال حصول مصادمات أو تعرض البعض إلى وعكات صحية. * وتم تجنيد 60 سيارة إسعاف للحدث بالنظر لكثافة الجماهير وظهور مؤشرات حدوث احتكاك بين الأنصار أو حالة انهيار نفسي عقب اللقاء، علما أن حوالي 90 ألف كان داخل ملعب القاهرة بين أنصار وعمال، بالإضافة إلى عشرات الآلاف على محيط الملعب يشاهدون المباراة عبر الشاشات العملاقة. * * مركز إعلامي للصحفيين * تم تخصيص مركز إعلامي للصحفيين مجهزا بأجهزة الحواسيب والأنترنت، ما قلل من متاعب أصحاب مهنة المتاعب، وضم المركز حوالي 40 جهاز حاسوب، بالمقابل منع الإعلاميون من اصطحاب آلات التصوير بحجة الحفاظ عن حقوق بث المباريات خشية استغلال آلات التصوير لأخذ لقطات الفيديو.