كشفت مصادر مقربة من محيط السفارة الجزائرية بمصر، رفضت الكشف عن هويتها، أن أطرافا تريد سياق المباراة التي ستلعب بين المنتخب الجزائري والمصري يوم 14 نوفمبر القادم إلى ما لا يحمد عقباه، حيث تم ترصد تحركات غير عادية لجماعة مناصرين معروفة بالتطرف والتعصب تطلق على نفسها "Ultras"، وهي الفرقة المقربة من منتخب الأهلي المصري الأكثر شعبية، حيث تسعى هذه الفرقة للحصول على أكبر عدد ممكن من التذاكر لاختراق المناصرين المصريين وتكثيف تواجدهم بمدرجات ملعب "ستاد القاهرة" لتتحكم في توجيه الأنصار وفق ما يخدم هذه الجماعة التي كثيرا ما تتسبب في حالات فوضى وشغب بالملاعب المصرية سواء تعلق الأمر بلقاءات محلية في إطار الدوري المصري أو لقاءات دولية تجمع المنتخب المصري بمنتخب آخر. مع انطلاق عملية بيع التذاكر انكشفت حيلة مصرية جديدة لجر الجزائريين إلى ما لا يحمد عقباه، حيث عمل اتحاد كرة القدم المصري على تكليف النوادي المصرية الثلاثة الأكثر شعبية بمصر وهي الزمالك، الأهلي والاسماعيلي ببيع التذاكر للمناصرين المصريين، وهي الخطوة التي جاءت لاختيار نوعية المناصرين، حيث يريد مسؤولو الكرة لمصرية مناصرين شداد و"جامدين" لإحداث ضغط شديد على عناصر المنتخب الوطني وخلق جو من الخوف والترهيب وكسر تركيز اللاعبين فوق أرضية لميدان، حيث تسعى السلطات الكروية لاستقطاب فرق "Ultras" المعروفة بأساليبها الخاصة في التشجيع، وهي الفرق التي يخافها حتى المصريون أنفسهم لأنهم شباب متهور ومستعد للقيام بأي شيء لإزعاج الخصم سواء تعلق الأمر باللاعبين أو المناصريين الجزائرين. أساليب خاصة للترهيب والتشجيع معروف عن جماعات ال "Ultras" أنهم يستعملون أساليب مخيفة في التشجيع خاصة وأنهم يتناولون كميات كبيرة من الحشيش والمخدرات قبل الدخول إلى المدرجات ليكونوا في حالة نفسية تبعدهم عن أي مسؤولية وفي حالة من اللاوعي وهي الوضعية التي تجرهم للقيام بأي شيء يخطر على بالهم كما أنهم يدهنون أنفسهم بألوان حمراء تشبه الدماء لإرباك "العدو" ويطلقون صرخات مدوية وكأنهم من التاتار، وهي الصرخات التي يعول عليها كثيرا مسؤولو الاتحاد المصري للكرة، كما لل "Ultras" أساليب أخرى تقليدية ومعروفة على المناصرين العرب خاصة في الشرق الأوسط وهي الضرب على الطبلة والتي يطلقون عليها اسم "طبول الحرب" إلى جانب استعمال المزامير والصفارات التي تشوش على اللاعبين بصوتها المزعج والمقزز، خاصة في حال سمحت السلطات المصرية بإدخال نوع خاص من المزامير الكبيرة ومكبرات الصوت التي يستعملها قادة ال "Ultras" الذي يؤدون الأغاني التشجيعية وبقية المشجعين يرددون خلفهم، حيث يقود كل جماعة "Ultras" قائد مناصرين يتمتع بصوت قوي ومعروف وسط المناصرين ويمكنه التحكم بالمشجعين كما يشاء بشخصيته القوية. المصريون يخافون ال "Ultras" خلال تواجدنا بالشوارع المصرية، وبغية التعرف على هؤلاء المناصرين من النوع الخاص، كشف لنا عدد من المواطنين المصرين أنهم مشجعين خطرين وحتى المصريون يخافونهم لأنهم يقومون بأشياء لا تخطر على بال بشر، حيث قالت لنا السيدة "مريم" التي التقيناها بإحدى المحلات أن زوجها منعها من حضور المقابلة بسبب الإشاعات التي سمعها عن هؤلاء المشجعين، وقد حذرتنا السيدة مريم من الجلوس قرب هؤلاء المشجعين الذين لن يترددوا في توجيه ضربات "طعنات" خنجر أو أي شيء سيؤدي إلى الموت، وهو نفس الأمر الذي أكده علاء وهو حلاق مصري الذي قال أن "Ultras" يدخلون الملعب وهم مدججين بالأسلحة البيضاء من خناجر وهراوات وعصي الأعلام وهي المعدات التي يدخلونها بطرق غير رسمية بالتحايل على أعوان الملعب ورجال الشرطة بفضل معرفتهم الجيدة بالمنافذ المؤدية للملعب وعلاقات خاصة تربطهم بالأندية وخاصة نوادي المشجعين وأعوان الملعب، أما أسامة وهو طباخ ومحضر "كشري" ممتاز فقد قال ل"النهار" أنه شخصيا من أعضاء ال "Ultras" وهدد بعمل المستحيل لإدخال على الأقل 10 شماريخ قائلا "راح أولع الملعب"، ورغم أن الحوار الذي دار مع أسامة كان بطريقة سلمية بعيدة عن المشاحنات إلا أنه حذرني من الالتقاء به يوم المبارة قائلا "إوعى تيجي في طريقي يوم المقابلة دنا معرفش حبيبي من عدوي دنا حولع". المصريات سيغبن عن المدرجات رغم أن السيدات المصريات متعودات على حضور اللقاءات الكروية إلا أنهن سيغبن يوم 14 نوفمبر نظرا للأجواء التي ستلعب فيها هذه المباراة وكذلك جراء التهويل الإعلامي الذي تسبب في شحن الشباب المصري بشحنة عنيفة وسلبية قد تتسبب في إحداث شغب خاصة في حال تسجيل المنتخب الجزائري لهدف في شباك المنتخب المصري، وأكدت عدة سيدات أنهن سيشاهدن المباراة في البيت مع العائلة والأصدقاء بعيدا عن أي خطر قد يتعرضن له في الملعب، خصوصا بعد سماعهن لتهديدات "Ultras" للأنصار الجزائريين حيث قالت السيدة "عائشة" وهي مديرة متجر تجاري أن "Ultras" سيحولون الملعب إلى نار في حال خسر المنتخب المصري أو فشل في التأهل، وأكدت أنها لم يسبق لها وأن دخلت ملعبا رياضيا ولن تفعل ذلك بمصر، أما "ميرنا" وهي فتاة جميلة في العشرينيات فقالت أنها ستذهب إلى الملعب رفقة عدد من الأصدقاء معتبرة الموعد مصيريا ولا يهمها من سيفوز لكنها تريد أن تكون بالملعب كي لا تضيع أي لحظة من المباراة. نجوم "الخضر" يفتنون فتيات القاهرة ونحن نقوم بالاستطلاع، قام أحد الأصدقاء المصريين بإبلاغ مجموعة من الفتيات بأننا قدمنا من الجزائر، فتقدمت فتاة متحجبة وتضع نظارات شمسية منا قائلة، هل تتحدثون الفرنسية ؟، فقلنا نعم، فدلت على الخط حيث قالت أنها تحب كثيرا اللاعبين الجزائريين الذين تجدهم في قمة الجمال خاصة اللاعب كريم زياني الذي قالت عنه "والله حرام شاب زي زياني يطلع خسران بس حنكسب حتى لو زعلنا زياني"، أما صديقاتها اللائي تحدثنا إلينا عن بعد فقد أكدن أن كل شباب الجزائر "حلوين بس إن شاء الله حتخسروا بثلاثة". تطويق أمني لحماية السفارة الجزائرية من جهة أخرى، كشفت ذات المصادر أن السفارة الجزائرية قد طلبت من السلطات المصرية تكثيف الحماية الأمنية عبر حدودها، حيث استجابت السلطات المصرية لطلب السفير عبد القادر حجار ووضعت خطة لتطويق محيط السفارة الواقعة في منطقة الزمالك الراقية غربي العاصمة القاهرة، وذلك خوفا من أي انحراف للمناصرين الذين قد تدفعهم أطراف معينة من الاعتداء على السفارة الجزائرية خاصة في حال خسارة مصر وتأهل الجزائر. 2500 مواطن جزائري يحرم من التذاكر سيحرم أكثر من ألفين و500 جزائري مقيم بصفة دائمة بالقاهرة، من الدخول للملعب بسبب التذاكر، حيث لا يمكن لهؤلاء الحصول على التذاكر للدخول إلى استاد القاهرة لأن كل التذاكر المخصصة للجزائريين تم إرسالها إلى الجزائر لتوزيعها على الأنصار الذين سيسافرون للقاهرة لحضور اللقاء الذي سيلعب ضد المنتخب المصري.