موعدنا السودان.. لم يكن يفصلنا عن تحقيق الحلم الكبير سوى دقيقة واحدة، بل لم يكن يفصلنا عن تحقيق فوز كان في متناولنا سوى قليل من الحظ في مباراة لعب فيها المصريون صراحة بذكاء. * وكان واضحا أن حلمهم لا يزيد على أكثر من المباراة الفاصلة بسبب أن المنتخب الجزائري كان في أفضل رواق لأجل انتزاع التأهل من أنياب مصريين شاخوا فعلا، ولكنهم لعبوا بخبرتهم فتمكنوا من تسجيل هدفين في وقت حساس أحدهما في الدقيقة الثالثة والثاني في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع والذي قدره الحكم الذي كان في المستوى بست دقائق كاملة.. ولم نفهم لحد الآن سرعة الشيخ سعدان في التبديلات، خاصة أنه في اللحظات الأخيرة لعب بدفاع كله مصاب وبلاعبين خارج المجال البدني مثل زياني.. ومع كل ذلك فإن منتخبنا زرع الرعب على فترات طويلة في الجانب المصري وخير دليل على ذلك أن الذين كانوا يتحدثون عن الرباعية والخماسية خرجوا في احتفالات إلى الصبح بسبب الهدف الحلم الذي سجلوه في الأنفاس الأخيرة للمواجهة. * المصريون مقتنعون الآن بأن التأشيرة بين أيديهم، لأن الحظ ساعدهم في كون المواجهة ستجرى في أقرب بلد إليهم، حيث يسكن المصريون الخرطوم بمئات الآلاف إضافة إلى أنه لا توجد تأشيرة بين البلدين عكس ما هو حادث مع الجزائر التي يتطلب الحصول على تأشيرة للسودان دعوة من السودان مما يعني استحالة التواجد الجماهيري الغفير.. وحسب المعلومات التي بحوزتنا فإن المنتخب الجزائري قد يكون محروما من عدد من محترفيه إضافة للمصابين الذين طلبتهم أنديتهم، وأي غياب لهم سيجعلهم تحت طائلة العقاب الإداري.. لكن كل ذلك قد لا يعني شيئا، لأن المقابلات النهائية مفتوحة على كل الاحتمالات وفي مثل هاته المباريات من المستحيل أن نمنح التأهل لأي فريق مسبقا، والمصريون رغم خطفهم لفوز أشبه بالحلم بالنسبة إليهم إلا أنهم ليسوا فريق الأحلام الذي يؤمن به المصريون، وقد تجرع من كل الفرق التي واجهها المر سواء على أرضه أو خارج ميدانه.. ولاحظنا أنه حصل على هدف مباغت في الأنفاس الأولى للمباراة وعجز عن تدعيمه ولولا عصام الحضري الذي كان نجم المباراة الأول عندما حرم حليش وبلحاج من فرصتين سانحتين في الشوط الأول وحرم أيضا صايفي من الهدف القاتل في الوقت القاتل لكان للمباراة وجه آخر.. للأسف المصريون ساعدهم الوقت والظروف في هاته المباراة، حيث كان فريقنا بكل عناصره بعيدا عن القمة ومنهم القلب النابض زياني الذي لعب بالقلب فقط ومغني وعنتر يحيى وصايفي. * الجزائر لم تضيع التأهل فقط سهرة أمس وإنما أيضا التعادل على أقل تقدير.. لكن موعد الحسم مازال والذي تحدث عن شيخوخة المنتخب المصري بإمكانه أن يعول عليها فإجراء مباراتين بدنيتين في أربعة أيام وفي بلدين مختلفين ليس في متناول سوى المحترفين في أوربا وهي البطاقة التي نعول عليها في مواجهة السودان التي قد لا يعني التواجد المصري القوي فيها شيئا، لأن عامل الملعب وأرضيته ومكانه أقرب للاعب من عامل الجمهور الذي قد لا يعني شيئا. * * ميهوبي يدعو للتعبئة العامة * دعا كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالإتصال السيد عز الدين ميهوبي أمس بعد نهاية مباراة القاهرة الصحافة الجزائرية وكافة الأنصار إلى التعبئة العامة من خلال المساهمة كل بطريقته في الرفع من معنويات اللاعبين الجزائريين تحسبا لمباراة الفصل ضد مصر هذا الأربعاء بالخرطوم. * وقال ميهوبي للإذاعة الوطنية بأن العناصر الجزائرية تستحق التشجيع على الرغم أنها ضيعت حسم ورقة التأهل إلى المونديال في آخر أنفاس اللقاء، ومع ذلك فإن أشبال سعدان أبلوا البلاء الحسن، حيث يتوجب الأخذ بالحسبان الظروف الصعبة التي جرى فيها اللقاء. * وأبدى ذات المتحدث ثقته الكبيرة في التشكيلة الوطنية كما يتوقع من الآن وقوف الأنصار السودانيين مع المنتخب الوطني بالنظر إلى الحساسية الخاصة الموجودة بين الطرفين، ما سيشكل بالتأكيد دعما إضافيا للخضر الذين خرجوا بأخف الأضرار من '"جحيم" القاهرة.