عاش ركاب طائرة مصر للطيران القادمة أمس من القاهرة وعلى متنها عشرات الطلبة الجزائريين ساعات من الرعب والفزع والإعتداء المنظم في بلد حول الآية القرآنية "وأدخلوا مصر إن شاء الله آمنين" إلى شعار لخداع السياح وذوي القربى من الأشقاء العرب. * * فمزق أمن المطار الأعلام الوطنية وداس بأقدامه النتنة على جوزات سفر الجزائريين وقالوا لهم بلدكم بلد المليون ونصف مليون جزمة. * يروي محمد، وهو طالب جامعي يدرس بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية بمرارة تعرضه لأبشع أنواع الإهانة وهو في مطار القاهرة، حيث تعمدت شرطة مبارك رمي أمتعتنا وتخريبها أمام مرآى ومسمع الجميع، يقول هذا العائد من مصر، مضيفا بأنه لم يصادف في حياته هذا النوع من سوء المعاملة، وذكر هذا الطالب الذي ظل محاصرا في بيته منذ 18 نوفمبر الماضي بعد الاعتداء على جزائريين في الإسكندرية دون أن تتدخل شرطة مبارك لإنقاذه، في حين أكد لنا عائد من وهران يزاول دراسته في نفس الكلية بأن الشرطة في مطار القاهرة مزقت العلم الوطني بمجرد اكتشافه في أحد أمتعة المسافرين، حيث داسوا عليه بأقدامهم، إذ خاطبهم أحد زبانية النظام المصري قائلا "هذا هو علم بلد المليون ونصف مليون جزمة"، ولم يتردد أحد مفتشي الشرطة عند مناداته للمسافريين الجزائريين بغرض استرجاع جواز سفرهم بالقول تعالوا "يا كلاب". أما طالب آخر يدرس بمعهد البحوث والدراسات العربية وصل في الطائرة المصرية رفقة عشرات الطلبة الفارين من جحيم الاعتداءات، حيث حكى لنا كيف عاش لمدة أسبوع رفقة طلبة جزائريين يقيمون في المعادي حصارا لا مثيل له وصل حد عدم قدرتهم الخروج لشراء ما يلزمهم من غذاء. من جهة أخرى يروي آخرون عند وصولهم إلى مطار الجزائر الدولي الضرب الذي طالهم من جمركية مصرية تعمل بمطار القاهرة، حيث لم تترد في ضرب بعض الشباب على أعضائهم الحساسة وهي تصرخ بملء فمها "أخرجوا من مصر يا كلاب"، وسط دهشة وحيرة السياح الأجانب بمطار المحروسة، كما لم يجد عدد من المسافريين خصوصا من الطلبة أمتعتهم بعد وصولهم إلى مطار الجزائر مما دفعهم إلى تقديم شكوى لدى مكتب الاستعلامات. * أما طالب آخر من ولاية سطيف الذي يدرس كذلك بمعهد البحوث والدراسات العربية، فتحدث عن معاناة عن نوع آخر، حيث قام صاحب الشقة التي كانوا يقيمون بها بحدائق المعادي بطردهم منها مباشرة بعد فوز الجزائر في المقابلة مما جعلهم عرضة للاعتداء بالأسلحة البيضاء فسرقت أموالهم ورميت أمتعتهم في الشارع. جزائري آخر من سكان ولاية غرداية تحدث عن محاصرة 200 مناصر مصري لبيت طلبة جزائريين يقيم معهم سوريون وعمانيون، حيث لم يسلموا من إعتداءات المصريين دون تسجيل أي تدخل للجيران أو الشرطة التي كانت تتفرج عن هذا المنظر المسيء حتى لحقوق الإنسان، بينما تحدث طالب آخر والدموع في عينيه عن إهانة أخرى تمس بسيادة الجزائر قائلا لقد داسوا على جواز سفري، وذكر هذا الجامعي أنه من هول الأحداث والاعتداءات التي عاشها في القاهرة ومطاردته من قبل الأنصار، وكان مهددا بالموت في أي لحظة، اضطر إلى الإستعانة بمواطن مصري قام بتهريبه إلى مدينة طنطا 100 كلم عن مدينة القاهرة ومكثنا فيها إلى غاية أول أمس ليتوجه رأسا إلى المطار والعودة إلى أرض المليون ونصف المليون من الشهداء. * * جحيم في الطائرة المصرية ومكيدة لتسميم الركاب * أكد العائدون أمس من القاهرة على متن شركة مصر للطيران بأن هذه الأخيرة تعمدت تأخير رحلة الطائرة إلى غاية العاشرة والنصف بعد ما كان موعد الرحلة الثامنة وخمس وأربعين دقيقة صباحا، وأضافوا في تصريح للشروق بأن المسافريين الجزائريين رفضوا الإحتجاج على هذا التأخير خوفا من قيام شركة مصر للطيران إلغاء الرحلة وتمديد معاناة ليس في أم الدنيا، بل في بلد هي اليوم "هم الدنيا"، كما رفض المسافرون تناول وجبة الغذاء التي قدمت لهم في الطائرة خشية تعرضهم لتسمم مقصود من جهات حكومية وأمنية تلقت تعليمات بإلحاق أكبر أدى بالجزائريين. ولأن الأمن إنعدم في بلد يقول فيه المولى عز وجل أدخلوا مصرا إن شاء الله آمنين، قرر الطلبة الجزائريون الدخول إلى الأرض الوطن ومواصلة دراستهم الجامعية في بلد المليون ونصف المليون شهيد. * * شهادات عن إعتداءات منظمة * تقاطعت شهادات سجلتها الشروق في مطار القاهرة تصب في إتجاه إهانة الجزائريين بناء على تعليمات جهات أمنية وإستخباراتية وصلت حد الضرب ومحاولة الإغتصاب. * كما أكد شهود عيان أن طالبة جزائرية تعرضت للضرب المبرح والإهانة من طرف مصريين متعصبين على مرآى الشرطة المصرية داخل مطار القاهرة، مما تسبب لها في العديد من الإصابات على مستوى وجهها ورجلها اليمنى، كما أرغمت شرطيات مصريات طالبات من الجزائر على خلع أحذيتهن وبعض ملابسهن مما خلف حالة من الفوضى والاستنكار وسط الجزائريين الذين دخلوا في مشادة عنيفة مع الشرطة المصرية التي انهالت عليهم بالشتائم والطعن في تاريخ الجزائر ورموزها الثورية. * * مئات المتعصبين تدافعوا لمحاولة هتك عرض ثلاث طالبات جزائريات * أكدت الطالبة "زينة. ق" القادمة من مركز البحوث في جامعة القاهرة أنها تعرضت رفقة زميلاتها لحصار من طرف أمواج من الشباب المصريين الغاضبين الذين أرادوا الانتقام منهن بشكل وحشي بمساعدة البوليس المصري الذي لم يحرك ساكنا لمساعدة الطالبات اللواتي لجأن إلى غلق الباب الحديدي على غرفتهن، لصد هجوم الغاضبين الذين طالبوا من الطالبات مغادرة مصر في 24 ساعة وإلا تعرضن للقتل، وأضافت المتحدثة وهي في حالة بكاء شديد أنها تعرضت إلى إهانة شديدة من طرف الشرطيات المصريات في القاهرة اللواتي طلبن منها خلع أجزاء من ملابسها... * * شرطية تنهال على الجزائريين بالضرب والشتم في مطار القاهرة * كشف "سفيان. د" 40 سنة أنه تعرض للاعتداء والضرب من طرف شرطية مصرية هاجمته وطابت منه الرد عليها بهدف اقتياده إلى السجن، كما أنه تعرض رفقة العديد من الجزائريين إلى إتلاف أمتعتهم ووصفهم بأبشع الأوصاف الحيوانية بالإضافة إلى مهاجمتهم بشكل وحشي لدرجة أن الجزائريين لم يصدقوا ما عايشوه في مطار القاهرة الذي تحول إلى حلبة ملاكمة بين البوليس المصري والمواطنين الجزائريين العزل الذين وصلوا إلى مطار هواري بومدين في حالة من الصدمة النفسية العنيفة. * * تهديدات جماعية بقتل وتصفية جميع الطلبة الجزائريين بمصر * وأكد الطالب الجزائري أحمد إبراهيم بابا عمي من مركز البعثة العربية بالقاهرة أنه تلقى رفقة آلاف الطلبة الجزائريين رسائل تهددهم بالقتل والتصفية إذا ما لم يغادروا مصر، وأضاف الطلبة الجزائريون تعرضوا لاعتداءات وإهانات من طرف المسؤوليين المصريين لا ينبغي أبدا السكوت عنها، خاصة فيما يتعلق بوصف الجزائريين ب"الكلاب" من طرف البوليس المصري في مطار القاهرة، كما أكد المتحدث أن الكثير من الطلبة الجزائريين بمصر يعيشون حالة من الهستيريا والخوف ويدعون لتدخل عاجل لرئيس الجمهورية لتمكينهم من مغادرة مصر قبل تعرضهم لاعتداءات همجية يصعب التكهن بمخلفاتها. * * بمبادرة من مدير أمن مطار هواري بومدين * تسجيل شهادات الجزائريين في محاضر رسمية وتقديمها للحكومة * طلب مدير أمن مطار هواري بومدين من الجزائريين العائدين من القاهرة تسجيل شهاداتهم فيما يخص الإهانة التي تعرضوا لها في مطار القاهرة في محاضر رسمية من أجل تقديمها لمسؤولين في الحكومة الجزائرية قصد الإطلاع والوقوف على الإهانة والمعاملة الوحشية التي تعرض لها الجزائريون في مطار القاهرة بتواطؤ من مسؤولي الأمن والجهات الرسمية، كما أستقبل الجزائريين في القاعة الشرفية للمطار وإكرامهم بمختلف أنواع المشروبات قصد التخفيف من حالة الصدمة والتوتر الذي عايشوه في جحيم القاهرة، وفي خطوة إيجابية استعان مسؤولو المطار بأطباء لإسعاف المصدومين نفسيا والجرحى..