عمي عبد القادر..أيام دافع الجزائريون عن شرف مصر وكرامتها الجزائريون كانوا وراء تأمين مطار القاهرة زار "عمي عبد القادر"، مكتب الشروق بالبويرة من غير أن نضرب له موعدا، فدخل علينا رجل بلغ من الكبر عتيّا، كنا نظن لأول وهلة أنه قصد المكتب بغرض نشر شكوى وما شابه ذلك، وقبل أن يجلس "تنهّد" من أعماقه وراح يردّد: سبحان الله، سبحان مغيّر الأحوال ليضيف شتان بين مصر 67، 73 مصر القومية العربية وجمال عبد الناصر ومصر 2009، وجمال وعلاء وحسني مبارك. * وقبل أن يبدأ حديثه معنا، عرّف بنفسه وقال: أن الرقيب ملوك عبد القادر، دخلت مصر سنة 1967 و1973، لتعود به الذاكرة إلى 42 سنة إلى الوراء عندما طار الفيلق 21 وحط بأرض الفراعنة للدفاع عن "كرامة مصر والأمة العربية". ومما يذكره عمي عبد القادر خلال هذه الحرب وردّا على الأبواق المصرية المأجورة التي انقلبت على الجزائر وراحت تسبّ الأحياء والأموات من الشهداء بسبب "مقابلة كروية" أن التاريخ لا يرحم ويسجل كل صغيرة وكبيرة، لأن هؤلاء الذين يتطاولون يضيف عمي عبد القادر لو عاشوا أيام الحرب، لعرفوا قيمة الجزائريين الأبطال الذين يسبونه اليوم. وأول حادثة ذكرها الرقيب ملوك عبد القادر، هي الدفاع عن مطار القاهرة الذي كان قبل دخول الجزائريين الأبطال، عرضة للإعتداءات الإسرائيلية الصهيونية وبفضل الجزائريين الأشاوس تمّ تأمين المطار من أي هجوم جوي، والمصريين يشهدون على ذلك، لكن يقول عمي عبد القادر: سبحان الله. * ليتساءل عن هذه المفارقات الغريبة والمتمثلة في الرد الجميل للمصريين لأحفاد من دافعوا عن مطار القاهرة سنوات الحرب ليضيف عمي عبد القادر كرسالة أخرى للفنانين المتحاملين على الجزائر والشهداء، أنه من العيب والعار على المصريين أن ينسوا دماء الجزائريين التي سالت بالإسماعلية وسيناء وغيرها ولو جمعناها لتغيّر لون النيل وقناة السويس وحتى البحر الأبيض المتوسط. * ليتنفّس مرة أخرى الرقيب عبد القادر وشريط الذكريات يعود به إلى الوراء، حيث صفع الفنانين أصحاب "البلاط المباركي" فكشف أنه أثناء الحرب وفي سنة 1968، أقدمت المطربة أم كلثوم على تكريم الجنود الجزائريين في عيد الأضحى المبارك. * ظل عمي عبد القادر يردّد: سبحان الله، كيف تتغير الأحوال؟ فكرامة المصريين دافع عنها الجزائريون أيام حرب 67 و73، أيام كان اليهود يعتدون على (كرامة المصريين)، واليوم هؤلاء الأبواق يتشدّقون ويتفوهون بكلمة "الكرامة".