ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن السلطات المصرية تسعى لبناء جدار فولاذي على عمق ما بين عشرين وثلاثين مترا تحت الأرض لمنع التهريب عبر الأنفاق إلى قطاع غزة، في وقت نفى فيه مسؤولون مصريون وجود ذلك الجدار قائلين إن النشاط يستهدف إزالة الأشجار ومنازل على الحدود لإقامة محور أمني. * وقالت "هآرتس" إن الجدار يبلغ طوله عشرة كيلومترات، وإنه "سيستحيل اختراقه أو صهره"، و"أن العمل في الجدار بدأ بالفعل، وأنه سيكون عبارة عن عدد من ألواح الفولاذ في عمق الأرض". * وأشارت هآرتس إلى أن "قوات الأمن المصرية كثفت مؤخراً من نشاطاتها على امتداد الحدود مع قطاع غزة وتمكنت من ضبط العديد من الأنفاق. كما أنها استعانت بخبراء أمريكيين لاكتشاف هذه الأنفاق بواسطة أجهزة استشعار متقدمة" وفق ما جاء بالصحيفة. * وذكرت بعض التقارير الإعلامية أن الكيان الصهيوني أبدى اهتماما ببناء جدار عازل وطرح فكرته على مصر في عهد رئيس الوزراء السابق ايهود أولمرت بزعم منع عمليات التسلل وتهريب الأسلحة لقطاع غزة، إلا أنه فشل في الحصول على موافقة مصرية، كما رفضت القاهرة أيضا اقتراحا إسرائيليا بحفر خندق مائي بطول مائة كيلو متر وبعرض 500 متر ليكون منطقة عازلة بين الحدود المصرية والإسرائيلية. * وبحسب مصادر نفت صحة ما نقلته الجريدة الإسرائيلية، فإن ما يدل على عدم صحة هذه المعلومات هو أن مصر تستكمل حاليا تثبيت الأجهزة الإلكترونية الدقيقة التي أمدتها بها أمريكا للكشف عن الأنفاق ورصد عمليات التهريب على الحدود، وأنه "إذا كانت هناك نية مصرية في بناء جدار عازل، فإنها لا تكون بحاجة إلى تثبيت هذه الأجهزة الدقيقة". * ووسط هذه الأجواء التي أشارت إليها صحيفة هآرتس ونفتها السلطات المصرية، نقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية مصرية أن السلطات بدأت الحفر في الأرض ووضع قضبان فولاذية بعدة نقاط على الحدود، دون تقديم مزيد من التفاصيل. * وقال سليمان عواد وهو عضو مجلس محلي بالجزء المصري من رفح لرويترز إن السلطات اقتلعت أشجارا على طول الطريق لتمهيد طريق ترابي، وإقامة أجهزة لمراقبة وتأمين الحدود، كما أضاف أن المزارعين الذين تضرروا من العمل على الحدود عوّضوا بمبالغ مالية عن الأشجار التي اقتلعت. * وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن مسؤولين مصريين رفضوا ذكر أسمائهم قالوا إن مشروع بناء الجدار لا يزال جاريا، حيث نقلت الصحيفة عن سكان محليين قولهم إن العمل بالمشروع على طول الحدود تواصل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية بدورها عن شهود عيان قولهم إن القاهرة بدأت بالفعل في إقامة الجدار الفولاذي على طول حدودها مع غزة. وأوضح الشهود أن الجدار يقام في عمق مائة متر من الحدود، وأنه تم تفريغ تلك المناطق وإزالة الأشجار بطول الحدود. أما وكالة "أسوشيتد برس" فذكرت أن مشروع بناء الجدار هو واحد من سلسلة تدابير اتخذتها القاهرة بالتعاون مع الولاياتالمتحدة لاتخاذ إجراءات صارمة ضد تهريب الأسلحة منذ نهاية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة. * وفي رد فعلها على تلك الأنباء، أعربت "حماس" عن أسفها إزاء هذه التقارير، وقال القيادي في حماس يحيى موسى إن حركته لا تؤمن "ببناء الجدار والحواجز بين الأشقاء بل بناء الجسور والحدود المفتوحة". وشكك في إمكانية أن تدخل هذه الخطوة حيز التنفيذ، مطالبا في الوقت ذاته القاهرة بفتح الحدود مع القطاع.