مراسل الشروق رفقة سلطان بن علي العويس يصر المدير العام لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في هذا اللقاء على أن مؤسسته وفّرت كل الظروف المناسبة والمريحة لاستقبال الاديب الجزائري الكبير الطاهر وطار وتكريمه في الامارات، شهر مارس المقبل، بجائزة العويس عن صنف القصة والرواية والمسرحية. وقال عبد الإله عبد القادر، في حوار خصّ به الشروق، إنه لايملك أي إجابة عن تأخر تكريم شخصية كبيرة مثل وطار طيلة السنوات المنقضية، مشددا في الوقت نفسه أن مؤسسته لا تتدخل في قرارات لجنة التحكيم التي تعمل بشكل حيادي على حد وصفه. * كيف تقيّمون مسيرة جائزة العويس التي منحت لحد الآن لأكثر من 68 مبدعا ومستشارا في الثقافة العربية؟ * طبيعي أنا لا أريد أن أتحدث من جانب إيجابي في مسيرة الجائزة الطويلة حتى لا اتهم بعدم المصداقية بشهادة مجروحة من اهل الدار، الا ان الاحصائيات الاساسية لحركة الترشيحات التي وصلت الى ما لا يقل عن ألف ومئتين ترشيح وهذه واحدة من الأدلة الأساسية على احترام المبدع العربي للجائزة وحياديتها ومصداقيتها، إضافة إلى العدد الكبير الذي فاز بها من عدد من الأقطار العربية من الماء حتى الماء، والذين بلغوا حتى الآن 68 فائزا يمثلون طليعة الابداع العربي في مجالات وأجناس الادب المختلفة المعروفة وهذا التوزيع تنتشر به الجائزة على معظم الأقطار العربية إن لم نقل جميعها . * * فيه من يقول إنكم تتجاهلون المغرب العربي الكبير من هذه التكريمات؟؟ * نحن لا نتجاهل أي قطر عربي، فالجائزة عربية باستحقاق ولا يوجد فيه سلطان على المحكمين إلا سلطان الإبداع، والمؤسسة بكل ما فيها من أعلى مسؤول الى أصغر مسؤول لا يحق لهم التدخل في عمل لجان التحكيم او توصياتها... عندها يمكن ان نقول ان المسؤولية في قلة عدد الذين فازوا من بلدان المغرب العربي عموما يعود الى قلة مشاركة المبدع وتأخره في اعطاء الثقة لنا وتقديم ترشيحاته. وقد عملت الامانة العامة للجائزة، بالتعاون مع جهات مغاربية مختلفة، في كسر هذا الحاجز الوهمي الذي لا يساعد على ترشيح المبدع المغاربي في هذه الجائزة، ولزيادة علاقة الثقة قامت الأمانة العامة بهذه الزيارات لدول المغرب العربي وعقدت ندوات مع المبدعين بشكل مباشر لكسب ثقة المبدع وكانت النتيجة لا بأس بها حتى الآن وذلك بفوز 4 مغاربة حتى الآن وثلاثة توانسة وجزائري واحد وأنا أعتقد أن الدورات القادمة ستحمل معها اسماء كثيرة من المبدعين . * * انت تقول هذا الكلام .. لكن هناك حديث عن كون الجوائز تأخذ اتجاهات معينة خاصة تجاه لبنان ومصر؟ !! * ليس هناك حساسية تجاه أي دولة عربية ولا نملك أي حساسية تجاه دولة اخرى سواء كانت في مشرق الوطن أو مغربه. أما القائل ان الجوائز تحصد للبنانيين فإن عدد الذين فازوا من هاته الدولة لايزيد عن اربعة مبدعين فقط، في حين ان مصر بكثافتها وماضيها الثقافي يكون لها الحصة الاكبر، نسبة الى عوامل هي التي تملكها وليس تحيّزا من أحد في المؤسسة، ولا أعتقد أنه عندنا مصريين في المؤسسة حتى يقودوا هذا الاتجاه. أما عن لجان التحكيم فتشكل ضمن جغرافية متكاملة؛ بمعنى اننا نختار محكم واحد من كل دولة، ومنذ البداية اخترنا من دول المغرب العربي محكمين وفي لجاننا خليط واسع من الجنسيات العربية، اضافة الى تنوع الاتجاهات النقدية والأعمار الزمنية مع التأكيد على الجدارة العلمية والنقدية للمحكمين . * * هذه أول مرة تمنحون فيها أديبا جزائريا هذه الجائزة، كيف تنظرون الى الاعمال الادبية المغاربية وخصوصا الجزائرية؟ * نظرتنا الى الادب الجزائري لايحتاج الى تقييم، لأن في بلدان المغرب العربي والجزائر مئات المبدعين الذين يطرزون الساحة الادبية والثقافية العربية بنِتاجاتهم الحيوية المؤثرة، والجزائر جزء من ماضينا الثقافي العربي الذي نعتز به وتعلمنا منه الكثير، لا أريد ان اذكر منهم اسماء لأنها عديدة وذكر مجموعة تقليل من عدم ذكر الاخرين... في المسرح والقصة والرواية والشعر قرأنا الكثير وأعجبنا بالعديد منهم بل الابداع المغاربي تجاوز الادب وأجناسه المختلفة الى الفنون الاخرى الموسيقية والغنائية والسينمائية والمسرحية. * * لكن كيف تفسرون تأخر منحكم الجائزة لأديب كبير مثل الطاهر وطار الى غاية هذا العام وهو يقول عن نفسه " انني انتظرت التكريم منذ عشرين عاما " ؟ !! * أعتقد الاديب الطاهر وطار ترشح منذ سنة 1997 والمرشح عندنا لا يسقط ترشيحه فاز أم لم يفز.. شخصيا لا أملك الإجابة على عدم فوزه طيلة الفترة السابقة وذلك مع تعدد لجان التحكيم ونحن لا نتدخل بقرارات هذه اللجان وبعملها، كما أسلفت، مهمة المؤسسة تنتهي باختيار تلك اللجان وتتوج باعتماد تقاريرها .. * * وهل كان منافسو عمي الطاهر السنوات الماضية من الطراز الرفيع؟ !! * اعتقد ان الذين فازوا بالجائزة في مجال الرواية والقصة والمسرحية كانوا جديرين، فلا يمكن ان نتجاهل قيمة جمال الغيطاني ووليد اخلاصي، او فؤاد التركلي او زكريا تامر او محمد البساطي او محمد خضير او عز الدين المدني او الياس خوري او يوسف الشاروني وكل هؤلاء قامة في الأدب العربي .. القضية، كما قلت، قضية لجان تحكيم وليس لدينا يد في إقرار من الأحق من عدمه .. * * هل ترون أن التنافس كان قويا هذا العام؟ !! * نحن نرثي لرجال التحكيم بمهمتهم الصعبة لأنهم يفاجأون بأسماء لا نستطيع ان نقول الا ان معظمهم يستحق الفوز وبالتالي تصبح عملية الاختيار عملية عالية الصعوبة، خاصة مع الآلة التحكيمية التي نتبعها في المؤسسة والتي تقضي بعرض كافة الترشيحات على لجنة استشارية قوامها ثمانية من المختصين والنقاد في الاجناس الادبية المختلفة ونعطيهم مهلة ثلاثة أشهر لاستكمال عملية الفرز الاولى ثم تذهب قراراتهم الى لجنة التحكيم المكونة من 12 محكما من ذوي الخبرة والمصداقية والحيادية ونمنحهم فرصة سبعة اشهر للعمل الدقيق على ان يرفع للمحكم تقريره السري عن كافة ما وصل له من ترشيحات ثم يتم جمع اللجنة التي هي سرية حتى بين أعضاء اللجان الذين لا يعرف الواحد الآخر ويتم جمعهم بعد إكمال التقارير في دبي وعرض كافة التقارير على اعضاء اللجنة وتبدأ الحوارات للوصول الى الفائزين. * * هل نستطيع معرفة الأسماء المجاورة لعمي الطاهر في هذه الطبعة؟ !! * كافة أسماء المرشحين سرية لا تعلن من قبلنا وذلك من أجل حماية اسم المبدع، لأننا في النتيجة سنختار مجموعة من ضمن عدد كبير من المبدعين . * * هل يمكن أن نعرف انطباعات لجنة التحكيم عن أعمال أديبنا الجزائري؟ !! * لا يحق لي ان أتكلم بما قالته لأنها الوحيدة المخولة بذلك وحتى هي نفسها لا يمكن لك ان تأخذ منها أي انطباع.. هناك في حفل توزيع الجوائز ستعرض تقارير لجان التحكيم وبإمكانك ان تعرف ما تريده.. ما اريد ان اقوله شخصيا عن الطاهر وطار انه علم من اعلام الرواية العربية وحقق منجزا كبيرا في اطار الفن الروائي العربي، ولا استطيع ان اتحدث بشكل انطباعي نقدي عن اعماله بهذه العجالة لانني سأكون مقصّرا في اعطاء القيمة الفعلية لاديب قضى معظم حياته يكتب بإبداع ورؤية واضحة جدا ويكفي ان نسترجع بعض تلك الابداعات لنعلن اعجابنا بمثل "تجربة في العشق"، "الشمعة" و"الدهاليز" و"عرس بغل" و"اللاز" و"الزلزال" وهو رجل يكتب منذ أربعين عاما في الموضوع ونرجع الى مجاميعه في القصة ك"الخميلة"، "الطعنات"، "دخان"، "من قلبي" وهو رجل يكتب في المسرح منها "الهارب" و"على الضفة الاخرى"، فإذن هو رجل يستحق بجدارة ليس جائزة واحدة وانما فاز بإعجاب قراءة الذين لا نستطيع ان نحصر عددهم لعدم وجود احصاء رسمي ولكني أعلن اني واحد من تلك الارقام . * * أنتم تعلمون أن صاحب رواية اللاز يعالج في باريس، ماهي الترتيبات التي ستتخذونها لتكريم هذه الشخصية العربية المبدعة؟ !! * نحن نأمل ان يكون اديبنا الكبير الطاهر وطار بيننا في حفل التكريم ونحن وفرنا له كافة وسائل الراحة التي تساعده على المجيء الى دبي وتجاوز محنة صحته، مع أملنا الكبير ودعائنا لله بشفائه العاجل. * * وفي حالة عدم مجيئه؟ !! * عندها لكل حادث حديث . * * هل أثرت الأزمة المالية العالمية على قيمة الجائزة؟ !! * نحن نعمل في المؤسسة بخطين متوازيين، الاول استثماري لتوفير واردات مالية للمؤسسة وصرفها على الجانب الثقافي، والثاني هو الثقافي المعروف عند كل الناس، أما في هذا العام فنحن كمؤسسة لم تتأثر مواردنا بأية أزمة مالية عاصفة بالعالم بل حققنا أكثر مما هو متوقع.