فرضيات بين توجيه لحم هذه الحمير للشعوذة أو التسويق * فتحت فرقة الدرك الوطني التابعة لإقليم بلدية الأبيض سيدي الشيخ بولاية البيض، تحقيقا حول ذبح مجموعة من الحمير بطريقة غريبة، حيث تحصلت "الشروق اليومي" على صور لحمار مذبوح ومسلوخ بطريقة جد بشعة من طرف أحد المواطنين المقيمين بضواحي مدينة الأبيض سيدي الشيخ، وهو الحدث الذي تناقلته الكثير من الألسنة خلال اليومين الأخيرين. * وحسب مصدر موثوق فإن أسباب "التنكيل" بهذه الأحمرة وسلخها لم تعرف بعد بشكل دقيق، لكن المصدر ذاته الذي تحدث للشروق رجح أن يكون لهذا الأمر علاقة بإقتحام الحمير لحقول الفلاحين، وما يرافق ذلك من إفسادها للحرث وإتلاف للمزروعات، وهو ما سرّع من عملية الانتقام التي دفعت بأحد المواطنين -تم التعرف عليه من طرف قوات الدرك- إلى صب جام غضبه في من وجده داخل حقله(...)!. * لكن هذه الفرضية تبدو بعيدة عن الواقع وقد أثارت الكثير من علامات الاستفهام والريبة، حيث تساءل السكان، كيف يمكن لفلاح أن ينتقم من مجموعة من الحمير دون أهداف أو أغراض أخرى؟. * من جهة أخرى، كشف مصدر مقرب من صاحب الحمار، أن هذا الأخير قد أودع دعوى قضائية ضد من ذبح ونكل بحماره بطريقة غريبة، كما كشف بأن الظاهرة ذاتها تكون قد طالت أحمرة أخرى لم يبلغ أصحابها عنها نتيجة قيام أطراف بإجراءات صلح وضمان تعويضات مالية عن الأضرار الناجمة. * غير أن جهات أخرى، لا تستبعد أن يكون وراء العملية عناصر تستغل الجثث المذبوحة ليس للمتاجرة بلحم الحمير مثلما حدث في وقت سابق بالعاصمة، لأن أهل المنطقة محترفون في التفريق بين أنواع اللحوم المختلفة، ولكن يباع على أنه لحم الضبع النادر الذي يستخدم لأغراض علاجية لبعض الأمراض المستعصية ولأعمال السحر والشعوذة، حيث يباع المائة غرام منه بسعر يفوق 2000 دج. * ويوجد احتمال كبير أن تكون لحوم هذه الحمير قد تم تسويقها أيضا لبيعها في ولايات مجاورة خصوصا أن هذه القضية أخذت طرقا مشابهة في عدة ولايات خلال السنوات الأخيرة، لكن مصادر في التحقيق لم ترد الفصل في أي من هذه الاحتمالات، مشددة على أن التحقيق سيحدد ذلك، علما أن بيع لحوم الحمير على أساس أنها لحوم أخرى بإمكانه كما ذكر السكان والعارفون بالمنطقة أن ينجح في مناطق أخرى غير الأبيض سيدي الشيخ التي يدرك مواطنوها الفرق سريعا بين اللحوم. * وفي أول رد فعل بالشارع، إستنكر أولاد سيدي الشيخ مثل هذه السلوكات كون الحادثة وقعت بعيدا عن المدينة (بضواحي مدينة الأبيض سيدي الشيخ) وأن جزاري المدينة معروفون عند العام والخاص ببيعهم للماشية من الدرجة الأولى، وحتى شيوع ظاهرة إنتشار بيع الحواشي (صغار الجمل) الذي إنتشر في الآونة الأخيرة لم يكن بدافع إبادة مثل هذه الثروة الحيوانية التي خصصت لها المصالح الفلاحية دعما ماليا تحفيزيا يقدر ب10 آلاف دج للرأس لمربيي الإبل وإنما لاستعمالات علاجية مفيدة تقدم كوصفات للمصابين بأمراض العظام والروماتيزم، كما أن الإقبال على شراء لحم الجمال يرجحه البعض الآخر إلى سعره الذي لا يتجاوز في كثير الأحيان 400 دج.