أبلغت السلطات الموريتانية رسميا عناصر التيار السلفي الموريتاني المعتقلين بأحد السجون المركزية بنواقشط رغبتها في فتح حوار موسع وجاد مع مجمل العناصر للتوصل إلى رؤية مشتركة للقضايا الخلافية ورغبتها في احتواء العناصر الراغبة في العيش بهدوء داخل الوطن. * وجاء خطاب السلطات الموريتانية في رسالة شفهية حملها ثلاثة مندوبين عن وزارات السيادة المعنية بملف الإرهاب (الداخلية والعدل والشؤون الإسلامية) في جلسة التأمت قبل صلاة الجمعة بنواقشط مع مندوبي المعتقلين السلفيين. وقالت مصادر من داخل السجن المركزي في حديث خاص ل"الشروق" إن الحكومة أوفدت عددا من ممثلي بعض الوزارات مثل العدل والشؤون الإسلامية، بالإضافة إلى منتدبين عن المعتقلين السلفيين من أمثال الطاهر ولد بي، وهو أحد أبرز قادة التنظيم المعتقلين حاليا والحكيم ولد إبراهيم، وهو أحد العناصر المتهمة كذلك بالانتماء لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ... وتقول مصادر "الشروق" إن السلطات أبلغتهم بأن اللقاء يدخل ضمن عرض موضوع الحوار عليهم من أجل الاستماع إلى وجهات النظر داخل المعتقلين قبل عرضها في تقرير على القيادة العليا الراغبة في حوار قد يطوي الملف. وقال أحد معتقلي التيار السلفي إن الجماعة استمعت لردود متباينة من عناصر التنظيم المعتقلين وإن الجو كان عموما يميل إلى الإيجابية وإن لغة التهدئة كانت واضحة من خلال حديث الطرفين دون الخوض في التفاصيل. لجنة علماء قريبا للإشراف على الحوار ومن المتوقع أن تشكل السلطات الموريتانية لجنة من العلماء لحوار أعضاء التنظيم المعتقلين على غرار المبادرة الليبية التي تم بموجبها الإفراج عن معتقلي السلفية الجهادية بعد مراجعات فكرية قادها عدد من علماء البلاد وراجعها أصحاب الاختصاص من علماء الأمة. وكان عشرات العلماء الموريتانيين قد طالبوا، في ختام ندوة علمية عقدت بنواقشط برعاية حكومية، السلطات الموريتانية بالحوار مع المتشددين الإسلاميين أو أصحاب الفكر التكفيري وقبول توبة أفراد تلك الجماعات والعمل على استمالة المتعاطفين معهم. وأشار التقرير الصادر عن الندوة التي استمرت أربعة أيام بمشاركة أغلب علماء البلد، إلى "أن من أعراض الغلو والتطرف التدين بعد غفلة وربما انحراف شديد سرعان ما يتحول إلى انطوائية وانعزال ثم إلى نقمة وحقد على المجتمع لا يلبث أن يترجم إلى فعل عنيف، وأن من أسبابه الحماس الزائد لحديثي التدين والأخذ بفتاوى الجماعات المتطرفة من غير تمحيص ولا بصيرة ونقص العلم وعدم أخذه عن أهله ". وأصدر المشاركون في الندوة جملة من التوصيات من أبرزها اعتماد إستراتيجية مدروسة لنشر فكر الوسطية والاعتدال وفتح باب الحوار مع أصحاب فكر التطرف والغلو وقبول توبة التائبين منهم واستمالة المتعاطفين معهم ..