أكد وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار، أن سيناريو أم درمان لن يتكرر، والحكومة الجزائرية لن تغامر بنقل مناصري الخضر الى بانغيلا أو غيرها بأنغولا، وذلك لاستحالة العملية من جميع جوانبها، مفندا أن يكون الجهاز التنفيذي قد تناول ملف نقل المناصرين خلال اجتماع مجلس الحكومة المنعقد أمس. * وأضاف الهاشمي جيار في اتصال مع "الشروق" فور انتهاء مجلس الحكومة، أن الجهاز التنفيذي لن يتكفل بنقل المناصرين الى أي مدينة أنغولية، وذلك لأن الدولة لا ترغب نهائيا في ركوب مغامرة غير مأمونة النتائج، موضحا أكثر بالقول "شكلنا لجنة وزارية مشتركة، وتكفلت هذه اللجنة بدراسة كل الجوانب المتعلقة بإمكانية نقل المناصرين، كما تنقلت شخصيا الى العاصمة لواندا ووقفت على الصعوبات التي تقول باستحالة العملية والمغامرة". * وأضاف "كل الظروف في أنغولا تقول بأن الذهاب مغامرة غير محمودة العواقب"، مشيرا الى أن كل المؤشرات تذهب في الإتجاه المعاكس لرغبة شبابنا، بداية من الوضع الأمني غير الملائم بتاتا، وصولا الى الوضع الصحي، على اعتبار أن أنغولا تشهد انتشار العديد من الأمراض التي تشكل خطورة كبيرة على حياة الأشخاص الذين يتنقلون الى هناك، منتهيا عند انعدام هياكل الاستقبال. * كما اعتبر أن انعدام هياكل الإستقبال وغلاء المعيشة تفرض التفكير بعقلانية وبعيدا عن أي عواطف، نظرا لأن مدة الرحلة تفرض الإقامة أو المبيت هناك، وانعدام الهياكل يجعل الأمر مستحيلا، مشيرا الى أن قرار الدولة واضح، وإن كانت قد عملت على دعم تذاكر السفر، وعملت على خفضها بالنسبة للمشجعين الذين يرغبون في التنقل الى أنغولا بإمكاناتهم الخاصة، وحسابهم الخاص، معتبرا أن قضية تأشيرة دخول الأراضي الأنغولية هو انشغال بسيط جدا، لأن الحكومة كان لها أن تتدخل وتظفر بإجراءات تسهيلية لتمكين الجزائريين من فيزا جماعية. * وأوضح جيار أن حجم المخاطرة كبير ويفرض على الدولة أن تنبه الى أنها غير مسؤولة بتاتا عن الأنصار الذين يتنقلون على حسابهم الخاص، وقرارها بعدم مجانية نقل الأنصار نابع من استحالة تنظيم العملية والعناء الكبير الذي ستنتجه، وليس انطلاقا من حسابات مادية ضيقة أو عجز في التكفل بفاتورة النقل، وعن حصة ال1000 مناصر التي أبدت الجوية الجزائرية جاهزية نقلها، قال جيار أن الجوية الجزائرية شركة تجارية يحكم نشاطها العرض والطلب، وتنظيمها لرحلات مدفوعة الأجر يدخل ضمن مجال اختصاصها، والأنصار أحرار كلية في الذهاب من عدم الذهاب، وقال "نحن كحكومة يتوجب علينا الحذر وعدم المغامرة والتذكير بأن كل واحد عليه أن يتحمل مسؤوليته". * جيار الذي أكد ل"الشروق" أن ملف نقل الأنصار لم يكن حاضرا أبدا في مجلس الحكومة سوى ضمن المحادثات الجانبية للوزراء، أكد بخرجته هذه أن تصريحات وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، أمس جاءت خارج النص ولم تكن مؤسسة على معلومات صحيحة على اعتبار أن مدلسي قال أن الحكومة الجزائرية تعكف على إعداد برنامج لتمكين المئات من مناصري الخضر من التوجه إلى أنغولا في إطار دور نصف النهائي للكأس، خاصة وأنه ذهب بعيدا جدا عندما قال أن هناك برنامجا على مستوى الحكومة وليس مجرد أفكار لتمكين المئات من المناصرين من السفر إلى أنغولا لمساندة المنتخب الوطني لكرة القدم، وأوضح انه "من الممكن أن يسافروا يوم 28 من الشهر الحالي لحضور المقابلة".