الشروق تنشر محاضر استنطاق خلية "حزب الله" على أيدي البوليس المصري قرر نظام الرئيس حسني مبارك في مصر ربط مساره ومصيره بالكيان الصهيوني، والثمن الوحيد المرتجى هو الحصول على التزكية الإسرائيلية لتمرير التوريث في مصر، فحاكم مصر المقبل يجب أن يحظى بموافقة كاملة من قبل الإدارة الأمريكية والكيان الإسرائيلي، والثمن المطلوب إسرائيليا هو ضرورة انخراط مصر الرسمية في مشروع الكيان الإسرائيلي بالكامل وتقديم أقصى الخدمات الأمنية والسياسية للمؤسسة الإسرائيلية، والتنسيق المطلق مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ووضع كافة المعلومات التي تحصل عليها الأجهزة الأمنية المصرية في خدمة الموساد الإسرائيلي.. وقد لعبت مصر هذا الدور بإحكام أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان في جويلية عام 2006 عندما كلفت بعض العناصر برصد تحركات السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، وهناك ملفات بالجملة والمفرّق ستفتحها "الشروق" قريبا. * وقد دفعت الأجهزة الأمنية المصرية دفعا من قبل الموساد الإسرائيلي لاعتقال ورصد وتتبّع المناضل اللبناني سامي شهاب والذي كان عنصرا فاعلا في المقاومة اللبنانية وتوجه إلى مصر بغية المساهمة في رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، ولم يكن لديه أدنى توجّه للإخلال بالأمن القومي المصري، وعلى إثر إعتقاله وتحولّ قضيته إلى ما يعرف بخلية حزب الله في مصر، شنّت الأرمادة المصرية حربا ضروسا على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ولم يسبق لمصر أن شنت حملة على جهة مثلما هي حملتها اليوم ضد حزب الله، وضدّ الجزائر الداعمة للمقاومات في وقت لاحق. * وبدون سابق إنذار حركت مصر كل أجهزتها الإعلامية وبكثير من السفاهة ضد حزب الله، بسبب ما بات يعرف بملف سامي شهاب والذي تواجد في مصر ليؤازر الشعب الفلسطيني، الذي ما فتئ يتعرض إلى النحر والذبح والجوع، والمنفذ البري الوحيد لهذا الشعب الفلسطيني هو معبر رفح. والعجيب أن مصر ترفض فتح معبر رفح، وتعطل إدخال أي أغذية وأدوية إلى غزة. * وفي تطور لافت طالبت النيابة المصرية بتطبيق عقوبة الإعدام في قضية ما يعرف ب"خلية حزب الله" التي يحاكم فيها 26 شخصا بتهمة التخطيط ل»تنفيذ هجمات« داخل مصر، متهمة في الوقت ذاته "دولة أجنبية" بالتورط في القضية. وذلك إرضاء للكيان الإسرائيلي، بعدما أبدى هذا الكيان استعداده الكامل لبناء الجدار الفولاذي. * لكن من هو سامي شهاب الذي تريد السلطات المصرية القضائية إعدامه بدون أي جريمة أو جناية يقترفها!. * سامي شهاب واسمه الحقيقي محمد يوسف أحمد منصور من بلدة حداثا في الجنوب اللبناني ولد في 14 / 09 / 1970 متزوج وله أربعة أولاد، ترعرع في أسرة فقيرة دفعها الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان أواخر السبعينيات" 1978" إلى مغادرة الجنوب اللبناني والاستقرار في الضاحية الجنوبية من بيروت. تلقى تعليمه الأول في بلدته ثم إنضمّ إلى المقاومة الإسلامية في بداية شبابه. وكان أحد الرجال الشجعان الذين تصدوا للعدوان الإسرائيلي في حرب جويلية في 2006 وقد استشهد في هذا العدوان والده ووالدته وشقيقته. أصيب غير مرة أثناء تصديه مع بقية المقاومين للجيش الإسرائيلي، ومع ذلك قررّ أن يكمل دراساته الجامعية في بيروت. * وكان كما يقول أصدقاؤه يحترق لما ألمّ بالشعب الفلسطيني وخصوصا الحصار الظالم الذي تعرض له، وكان يتألم لإصرار مصر على فرض حصار ظالم على قطاع غزة، وبناء عليه قررّ أن يتوّجه إلى مصر لمساعدة الشعب الفلسطيني. * وبعد تنسيق استخباراتي واسع بين الأجهزة الأمنية المصرية والموساد، جرى اعتقال سامي شهاب في 19112008 وقد مارست المخابرات المصرية أفتك وسائل التعذيب الجسدي والنفسي والعصبي واستخدم رجال الأمن المصريون غاز الأعصاب لكي يدلي بمعلومات تصب في خدمة الأجهزة الأمنية المصرية. * وفي رسالة أرسلها سامي شهاب إلى الأمين العام لحزب الله كتب فيها: "قولوا للسيد نصر الله: لو خضت بنا البحر لخضناه وراءك، وأعتذر لك عما وقع من الكشف عن جنودك الذين يجب أن يكونوا في مستوى المسؤولية التي علمتنا إياها". وكان سامي شهاب يتلقى تعليمات صارمة من قيادة حزب الله أن لا يتعرض الأمن القومي المصري لأدنى إخلال، وحتى عندما أراد اغتيال سياح إسرائيليين انتقاما لمقتل عماد مغنية العمود الفقري للمقاومة الإسلامية في لبنان كان يأتيه الرفض القاطع عن فعل ذلك. * وروى سامي للسيد نصر الله أجزاء مهمة من محاضر الاستنطاق التي تعرض لها على أيدي البوليس المصري وأنواع التعذيب الذي مارسه ضده الجلادون لينتزعوا منه معلومات استخباراتية تريدها إسرائيل لتدمير ترسانة حزب الله. * ومما ورد في ملف التحقيق، وفي محاضر رجال الأمن الذين حققوا مع سامي شهاب. * اسمك إيه؟ * محمد يوسف أحمد منصور. * أمال إيه سامي هاني شهاب؟ * هذا اسمي الحركي في تنظيم حزب الله * كم عمرك؟ * 39 عاماً. * متى حضرت إلى مصر؟ * في بداية عام 2005 . * هل كان أحد يعرف أنك شيعي؟ * لم أقل هذه المعلومة لأحد في مصر على الإطلاق، ولم أتطرق إليها، بل الجميع كانوا يعرفون أنني فلسطيني مقيم في سوريا، ولم أقل إنني لبناني. * معنى ذلك أنك لم تدعُ إلى المذهب الشيعي؟ * مطلقاً، لأن وجودي في مصر مرتبط بعمليات محددة ليس من بينها المذهبية، وقيادات حزب الله لا يلعبون على هذا النوع مطلقاً، لأننا نرى في الحزب أن ضرر المذهبية كبير على الأمة العربية والإسلامية. * لماذا أتيت إلى القاهرة؟! * بتكليف من حزب الله. * وما هي هذه التكليفات؟ * تكوين مكتب لحزب الله باسم »مكتب مصر«. * ما الغرض من إنشاء مكتب لحزب الله في مصر؟ * هذا المكتب يأتي ضمن وحدات تسمى داخل حزب الله »وحدة الطوق«، وهي الدول المحيطة بإسرائيل. * ما الهدف من وحدة الطوق؟ * دعم القضية الفلسطينية. * من قائدك المباشر من قادة حزب الله؟ * أنا رئيس المكتب، والقيادي المباشر المتابع لي من لبنان هو محمد قبلان. * ولماذا محمد قبلان؟ * لأنه يدرك طبيعة مصر، وعاش فيها فترة، وكان يتنقل فيها، وخاصة في سيناء، نظراً لمعرفته القديمة بمنطقة جنوبسيناء. * ماذا كان دوره؟ * كان يتردد على قرية النخيل في نويبع لمعرفة ما إذا كان هناك إسرائيليون يترددون على هذه المنطقة. * ما طبيعة عمل مكتب مصر؟ * إجراء عمليات استطلاع من على شاطئ نويبع وطريق طابا المصرية، وأثناء ذلك تعرّض قبلان لمشكلة مع الأمن المصري. * ما هي؟ * أثناء دخوله لكل المناطق تعرض له الأمن المصري وأخذ منه جواز سفره. * وماذا حدث بعد ذلك؟ * عاد إلى القاهرة بعد هذه الواقعة والتقى حسن المناخيلي من بورسعيد، حيث كلفه بمتابعة منطقة نويبع لرصد منطقة رأس شيطان وأعطاه مبلغ 1000 دولار لفتح كشك في المنطقة. * ماذا كان الهدف من وراء ذلك؟ * الهدف كان لمتابعة ومراقبة الإسرائيليين. * وما الذي حدث بعد ذلك؟ * تم الاتفاق بين قبلان والمناخيلي على التواصل لاحقاً بعدما أعطاه رقم تليفون مصرياً. * ماذا عنك أنت أثناء هذه اللقاءات؟ * عدت أنا إلى بيروت، لكنني فوجئت بقبلان يراسلني من القاهرة، وقال لي إنّ من الممكن إدخال أشخاص إلى قطاع غزة. * هل كانت قيادة حزب الله تعلم بذلك؟ * نعم، وقد عُرضت هذه المعلومات على مسؤول مكتب فلسطين في حزب الله. * وما الذي حدث بعد ذلك؟ * يوجد خبير اسمه عباس من حزب الله جاء من بيروت واستقبله محمد قبلان في القاهرة، وتم شراء بعض المعدات من العتبة في القاهرة وتوجه بعدها إلى شمال سيناء. * ماذا عن ناصر أبو عمرة؟ * بعد ذلك تواصل قبلان مع ناصر أبو عمرة ووفّر له مواد متفجرة. * من أين حصل على هذه المعدات؟ * من شخص يدعى سامي العايض البدوي. * أين وُضعت؟ * وُضعت في منزل نمر الطويل بالعريش. * من هو نمر الطويل؟ * شخص يُكنّى خضر. * ما الذي حدث بعد ذلك؟ * توافرت المواد المتفجرة في منزل نمر الطويل. * وأين كان المدعو قبلان وعباس؟ * توجها إلى العريش شمال سيناء وصنعا حزامين ناسفين وحقيبتين من المتفجرات، وكان معهما جهاز »لاب توب« وظلا هناك 3 أيام. * أين كنت أنت وقتها؟ * حضرت إلى القاهرة، فقد كنت في لبنان. * لماذا؟ * سافرت بتكليف من مسؤول وحدة فلسطين في حزب الله المكنى أبو حسن، حيث التقيت محمد قبلان وعباس في القاهرة. * ما الذي حدث في هذا اللقاء؟ * فوجئت بأن قبلان لم يرحّب بلقائي بسبب المشكلة التي حدثت عند طريق طابا، عندما كشف الأمن المصري عن جواز السفر الخاص بكلّ منا، وصادرته أجهزة الأمن. * لماذا إذن عدم الترحيب؟ * لأن معنى ذلك وجود ارتباط بيني وبينه في أرشيف الأمن المصري. * هل طلب منك شيئاً؟ * طلب مني بعدما قضينا الليلة مع عباس العودة إلى لبنان لكي لا يربط الأمن المصري بيننا * هل استخرجتم جوازات جديدة بعدما كشفكم الأمن المصري؟ * نعم، استُصدرت جوازات سفر جديدة، وبالفعل سافر قبلان صباح اليوم التالي يرافقه عباس على طائرة الشرق الأوسط، وسافرت أنا على طائرة مصر للطيران إلى لبنان، حتى لا تكتشفنا أجهزة الأمن المصرية. * كيف نُقلت معدات التفجير إلى سيناء؟ * روى لي قبلان كيفية نقل بعض المعدات اللازمة في عمليات التفجير، وهي عبارة عن أسلاك كهربائية وشريط لحام وجلب ورولمان نقلها إلى الإسماعيلية، وهناك التقينا نمر الطويل، الذي وضع تلك الأغراض داخل خزان وقود السيارة وسافر بها إلى منزله الكائن في العريش، للتهرب من كمائن الشرطة الموجودة على الطريق. * ما تفاصيل نقل هذه المعدات، ومن هم الأشخاص الذين شاركوا في هذه العملية؟ * قبل قدوم عباس وقبلان من شمال سيناء إلى القاهرة كلف ناصر أبو عميرة من بورسعيد تخزين هذه المعدات بمنطقة كرم أبو نجيلة بالعريش، وعند عودتنا إلى لبنان تلقينا عدة مراسلات من إيهاب السيد موسى من بورسعيد أيضاً ويكنى ب»مروان« عن حركة السياحة الإسرائيلية في مصر. * ما محتوى هذه المراسلات؟ * عبارة عن أعداد المترددين الإسرائيليين على المنطقة المحيطة بنويبع، وكان يجري عرض هذه التقارير التي كانت تأتي بشفرة بعد عملية فك التشفير على الرئيس المباشر محمد قبلان. * هل توصلتم إلى أعداد الإسرائيليين هناك؟ * تلقى قبلان اتصالين من حسن المناخيلي عن أعداد الإسرائيليين المترددين على رأس شيطان. * ما اسم الإسرائيليين في الشفرة التي بينكم؟ * "الجيران" وكان سبب اختيار هذه الكلمة في التشفير عدم وجود وسيلة اتصال آمنة مع المصدر، لكن بعد هذين الاتصالين ومعرفة قيادة الوحدة، بهذه الطريقة مُنع محمد قبلان من استقبال مكالمات هاتفية من هذا النوع حفاظاً على سلامته الأمنية ولعدم كشف مكان المصدر. * هل كان لك صلة بأي دولة من الدول الأخرى؟ * سافر محمد قبلان إلى السودان لإجراء بعض الاتصالات اللوجستية. * مع من في السودان؟ * مع شخص يدعى خليل السوداني ليقوم بالسفر إلى مصر، لكن خليل رفض السفر، رغم أنه أخذ مبلغ 300 دولار وتعلل بعدم تجديد جواز سفره. * ما الهدف من زيارة السودان؟ * التعرف إلى مهربين أفارقة وسودانيين لتهريب مقاتلين إلى غزة. * هل اتُّفق مع مهربين بالفعل على ذلك؟ * نعم اتُّفق مقابل 2000 دولار عن كل شخص يُدخَل إلى غزة، وبعد مضي الوقت اتُّفق على أن تكون النقلة بالسيارة ب16 ألف دولار، سواء اشتملت السيارة على ركاب كثر أو راكب واحد فقط. * هل نجحتم في إدخال مقاتلين؟ * نعم، لكن بأعداد قليلة. * ما الأعمال السابقة التي أناطك حزب الله بها؟ * انضممت إلى فصائل التعبئة العامة التابعة لحزب الله وتلقيت جميع التدريبات العسكرية التي أهلتني للمشاركة في العديد من العمليات العسكرية وأعمال المقاومة ضد الجيش الإسرائيلي، لكنني أُصبت في العمود الفقري وضُممت إلى الوحدة * " 1800 " المعنية بدعم القضية الفلسطينية ومتابعتها من خلال دول الطوق وتلقيت العديد من التدريبات على الأعمال الاستخبارية التي أهلتني لمتابعة العديد من المهام لإبراز أهداف الوحدة الرامية إلى دعم القضية الفلسطينية. * هل تلقيتم تكليفات بأعمال داخل مصر؟ * قيادات الحزب الحكيمة قالت لنا ونحن نؤسس مكتب مصر إن مصر خط أحمر وإن الهدف هو مساعدة فلسطين ودعمها، بل إن قيادات الحزب أصدرت أوامر صارمة بعدم استهداف الإسرائيليين داخل الأراضي المصرية حفاظاً على الأمن القومي المصري، وقالوا لنا إن الدخول إلى فلسطين هو الهدف ومقاتلة اليهود هناك، وإن مصر يجب أن تكون بعيداً عن أي عمل. * هل أدخلتم ذخائر إلى فلسطين؟ * نعم، دخلت ذخائر ومقاتلون، وقد صدر تكليف لقيادات الوحدة " 1800" بتصعيد العمليات ضد اليهود داخل الأراضي الفلسطينية بعد اغتيال الحاج رضوان (الشهيد عماد مغنية) في سوريا العام الماضي، وجاء محمد قبلان بتكليفات التصعيد داخل الأراضي الفلسطينية للرد على اغتيال عماد مغنية.