تنطلق اليوم، الحملة الانتخابية لمترشحي رئاسيات ال17 أفريل القادم، باختلال كبير في موازين القوى بين المترشحين الستة، سواء من ناحية الدعم اللوجيستيكي أو الحضور البشري، فمديرية حملة الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، خططت لإنزال في الداخل والخارج سيكتسح فيه جميع ولايات الجمهورية والمدن الفرنسية الكبرى بمجموع 136 تجمع، انتزع فيها وزير الدولة المستشار الشخصي للرئيس بوتفليقة، عبد العزيز بلخادم حصة الأسد ب19 ولاية، فيما يكتفي رئيس مجلس الأمة، أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، بتنشيط 8 تجمعات فقط مقابل 6 تجمعات فقط ينشّطها سابقه مدير ديوان الرئيس أحمد أويحيى، فيما اختار موسى تواتي، أن يجوب 41 ولاية برا، وسيكون فوزي رباعين، على موعد مع نشاطات جوارية، فيما ستنزل اليوم المترشحة لويزة حنون بولاية عنابة. صادقت المديرية الوطنية لحملة المترشح عبد العزيز بوتفليقة، بصفة نهائية على برنامج مفصل حدد مساحات تحرك كل شخصية من الشخصيات التسع التي شكلت فسيفساء مديرية حملة بوتفليقة، ووفق مجموعة من المعطيات والمؤشرات فصل عبد المالك سلال، مدير حملة الرئيس المترشح في نصيب كل واحد ممن "تطوعوا" لخدمة بوتفليقة، وإن كان حجز لنفسه الحصة الأكبر كمدير حملة بالنزول في 23 ولاية سينشط خلالها 30 تجمعا، إلا أن الحسبة بدت في ظاهرها غير متساوية، وإن كانت في باطنها برأي المتابعين منطقية، ورغم أن عبد العزيز بلخادم، فقد صفة الأمين العام لحزب جبهة التحرير، إلا أنه انتزع أكبر نصيب في عدد التجمعات وبصفة يومية تقريبا بمجموع 19 تجمعا سيحط بها في ولايات تصنف على أنها ولايات محافظة، تتصدرها ولاية غرداية التي سينشط بها ثلاثة تجمعات واحدا في عاصمة الولاية وأخرين بمنطقتي متليلي وبريان، ويبدو أن طبيعة أحداث غرداية هي التي رجّحت كفّة بلخادم الذي سيكون في مهمة فوق العادة للصلح أكثر منها لحشد أصوات الداعمين. الحملة غير المتكافئة التي ستنطلق اليوم، ولصالح الرئيس دائما سينشط خلالها أمين عام الآفلان عمار سعداني، 17 تجمعا ثلاثة منها ستكون بفرنسا واثنان منها سيكون فيهما رفقة عمارة بن يونس، وعمر غول بمدينة ليون، ويبدو أن عمار سعداني، لم يستطع فرض منطقه بانتزاع الأغلبية في تنشيط التجمعات لصالح بوتفليقة، ووقف حلمه عند 17 تجمعا، ويبدو أن احتجاجات أطراف أخرى فرضت مراجعة " القسمة". رئيس حزب تجمع أمل الجزائر "تاج" عمر غول، ورئيس الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس، فرض عليهما قدر الحملة الانتخابية أن يعملا إلى جانب بعضهما وسيكون لزاما عليهما أن يذوّبا "اختلافاتهما وخلافهما"، ووفق منطق الجمع بين المتناقضات سينشّط غول وبن يونس 21 تجمعا 5 منها ستكون خارج الوطن جنبا إلى جنب، وكأن من قرر ذلك قصد أن يكبّل كلا منهما بالآخر حفاظا على التوازنات التي يبدو أنها أثارت مخاوف إطارات الحزبين، وأحدثت توجسات وقراءات قبلية لمواقع الرجلين لمرحلة ما بعد ال 17 أفريل. ويبدو من خلال قراءة برنامج الرئيس المترشح، أن وظيفة أحمد أويحيى، كمدير لديوان الرئيس جعلت تكليفه بتنشيط التجمعات يقف عند 6 تجمعات فقط مقابل 8 فقط أوكلت للأمين العام للأرندي، عبد القادر بن صالح، لتكون حملة الأرندي لصالح بوتفليقة، باحتشام مثلما تم دعمه للعهدة الرابعة باحتشام. وحسب مصادر الشروق بمديرية المترشح عبد العزيز بوتفليقة، فإن التجمعات سيشرف على تنظيمها مديرو الحملة الولائيون، تفاديا لأي صدام بين الأحزاب الأربعة من جهة، وكذا لضمان إمداد كل من أحمد أويحيى وعبد العزيز بلخادم، وتنظيم تجمعاتهما باسم مديرية الحملة. المترشحة لويزة حنون، اختارت أن تكون اليوم بولاية عنابة ، فيما سيكون علي بن فليس، بولايتي معسكر وعين تموشنت، واختار موسى تواتي، أن ينطلق من البيّض، فيما سيشرع عبد العزيز بلعيد، في حملته من ولاية الجلفة، أما فوزي رباعين، فسينطلق من ولاية بسكرة. الحملة الانتخابية تنطلق اليوم. باختلال في موازين القوى بين المترشحين على كافة المستويات سواء الإنزال البشري أو الدعم اللوجيستيكي، ووسط تحذيرات تخص بشكل مباشر رجال المترشح عبد العزيز بوتفليقة، بخصوص استغلال وسائل الدولة خدمة للحملة الانتخابية على اعتبار انتشارهم في مناصب المسؤوليات داخل الدولة، ومعلوم أن قانون الانتخابات أفرد مساحة واسعة للأحكام الجزائية التي يتوجب تسليطها على كل من يستغل وسائل الدولة خدمة للحملة الانتخابية لأحد المترشحين، وتصل حد السجن، كما خص رئيس الجمهورية، في تعليمته إلى الحكومة والولاة المتعلقة بضمان الشفافية والنزاهة للموعد الانتخابي هذا الموضوع بنصيب وافر، فهل رجال الرئيس وحملته بحاجة إلى وسائل الدولة في ظل "الوقود" الذي وفّره رجال المال والأعمال بالالتفاف حوله، و"مبايعته" ودعم برنامجه جهارا نهارا في بيان صريح غير قابل سوى لقراءة واحدة.