أصبح شهر أفريل مرتبطا منذ نهاية التسعينيات بحمى الانتخابات الرئاسية وأخرى لها علاقة بالذين تداولوا على رئاسة الجزائر، حيث نسجل ميلاد الشاذلي بن جديد في مثل هذا الشهر، فيما توفي بن بلة أول رئيس للجمهورية، الجزائرية وعلي كافي الذي تولى رئاسة المجلس الأعلى للدولة في منتصف هذا الشهر أيضا. فبن بلة غادرنا منذ سنتين، فيما توفي علي كافي العام المنصرم، في الوقت الذي يعيش الشعب الجزائري على وقع الرئاسيات التي كثيرا ما تصنع الحدث في شهر أفريل على غرار ما حصل في رئاسيات 99 التي عرفت انتخاب بوتفليقة خلفا لليمين زروال وسط موجة من الانسحابات الجماعية لبقية المترشحين، فيما جرت انتخابات 2004 بإيقاع عال بين بوتفليقة ومنافسه بن فليس قبل أن تعود الكلمة للرئيس المنتهية عهدته بالأغلبية الساحقة في سيناريو شبيه بما حدث برئاسيات الخميس المنصرم، خاصة في ظل الجدل القائم حول وجود تناقض بين الأجواء التي سادت الحملة الانتخابية مقارنة بنتائج الاقتراع، حيث تفوق بوتفليقة بنسبة 81.53%، فيما اكتفى بن فليس بنسبة 12.18%. في انتخابات 15 أفريل 1999 كان المترشح بوتفليقة قد فاز بنسبة 73.79 ٪ من الأصوات المعبر عنها، تلاه كل من طالب الإبراهيمي، عبد الله جاب الله من حركة الإصلاح الوطني، الزعيم التاريخي حسين آيت أحمد من جبهة القوى الاشتراكية، مولود حمروش، مقداد سيفي والدكتور يوسف الخطيب الذين قرروا الانسحاب عشية الانتخابات، فيما رسّم اليمين زروال مغادرته مفضلا العيش بمسقط رأسه باتنة بعيدا عن الأضواء. وفي 9 أفريل 2004 التي صنعت الحدث أنذاك، فقد فاز بوتفليقة لفترة رئاسية ثانية بنسبة 84.99 بالمائة، متقدما علي بن فليس الذي حصل على نسبة 6.42 ٪، وعبد الله جاب الله 5.02 ٪ وسعيد سعدي بنسبة 1.94 ٪، وجاءت وراءه مرشحة حزب العمال لويزة حنون بنسبة 1.00 ٪، وعلي فوزي رباعين على 0.63 ٪ ، وهي الانتخابات التي شكك على بن فليس في نتائجها على غرار ما حدث في انتخابات ال17 أفريل المنصرم، وفي 10 أفريل 2009، تم الإعلان عن فوز عبد العزيز بوتفليقة مجددا بعد حصوله على نسبة 90.24% من الأصوات في الانتخابات متقدما الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون التي حلت ثانيًة بنسبه 4.22% من الأصوات. وبعيدا عن حمى الرئاسيات عرف يوم 14أفريل 1929 مولد الشاذلي بن جديد، الرئيس الرابع للجزائر المستقلة من 9 فيفري 1979 وحتى 11 جانفي 1992، حيث دعا بن جديد في نهاية الثمانينيات إلى الانتقال للديمقراطية والسماح بالتعددية الحزبية، وتوفي الشاذلي بن جديد يوم 6 أكتوبر 2012 عن عمر يناهز 83 سنة. وفي 11 أفريل 2012 توفي أحمد بن بلة، عن 96 عاما بعد إصابته بوعكة صحية، ويعد بن بلة أول رؤساء الجزائر بعد الاستقلال من 15 أكتوبر 1963 إلى غاية 19 جوان 1965، وولد يوم 25 ديسمبر 1916. وفي 16 أفريل 2013، توفي علي كافي، عن عمر يناهز 85 سنة، ففي جانفي 1992، عين عضوا في المجلس الأعلى للدولة، ثم رئيسا له في 2 جويلية بعد اغتيال محمد بوضياف، فيما شغل بعد الاستقلال عدة مهام منها سفيرا للجزائر في تونس، ثم مصر وبعدها سوريا ولبنان والعراق وإيطاليا، وولد علي كافي في 7 أكتوبر 1928 بالحروش بولاية سكيكدة. ويحيي الجزائريون يوم 16 أفريل من كل سنة ذكرى يوم العلم المصادف لوفاة العلامة عبد الحميد بن باديس رائد النهضة العلمية والإسلامية بالجزائر ومؤسس جمعية العلماء المسلمين الذي ولد بمدينة قسنطينة يوم الأربعاء 11 ربيع الثاني 1307 ه الموافق ل 4 ديسمبر 1889م، حفظ القرآن وهو ابن ثلاث عشرة سنة، ثم تتلمذ على الشيخ أحمد أبو حمدان الونيسي، فكان من أوائل الشيوخ الذين كان لهم أثر طيب في اتجاهه الديني، ولا ينسى ابن باديس أبداً وصية هذا الشيخ له: "اقرأ العلم للعلم لا للوظيفة"، بل أخذ عليه عهداً ألا يقرب الوظائف الحكومية عند فرنسا.