واصلت قيادة حزب جبهة التحرير الوطني، تنفيذ مشروع إعادة هيكلة الحزب على المستوى القاعدي، وتنصيب هياكله الجديدة، حيث أشرف القيادي عضو المكتب السياسي مصطفى معزوزي أمس الأول على تنصيب محافظي ولاية عنابة التي أصبحت محافظتين عوض محافظة الواحدة، وذلك تطبيقا لخيار إعادة الهيكلة التي اختارتها القيادة الجديدة تحت إمرة الأمين العام عمار سعداني. وقد تقرر تقسيم عنابة إلى محافظتين تمثلها على مستوى الحزب الأولى الحجار، وتضم11 بلدية من أصل 12 بلدية تضمها عنابة، فيما اكتفت محافظة هذه الأخيرة بضمها بلدية واحدة، كما احتفظت بنفس المحافظ الذي يقود لجنة مؤقتة، فيما تم تفويض رئيس المجلس الولائي لعنابة العيد حاجي مهمة قيادة محافظة الحجار الجديدة، كما تم تعيين النائب بالمجلس الشعبي الوطني بهاء الدين طليبة نائبا للمحافظ ونائبا لرئيس اللجنة كذلك على اعتبار تنصيب لجان مهمتها على ما يبدو التحضير للمؤتمر القادم. مواصلة إعادة هيكلة الحزب، وإن كان حسب قيادة الأفلان خيار يندرج ضمن خطة عامة لإعادة انتشار الحزب والبحث عن سبل توسيع قاعدته الشعبية، ووعاءه الانتخابي استعدادا لخوض مرحلة ما بعد الشرعية الثورية، إلا أن إعادة الهيكلة تعد كذلك بحسب المتابعين للشأن السياسي تعبيد لطريق مؤتمر الحزب القادم، كما يعتبر إعادة بناء للحزب بطريقة سلسلة من القاعدة حتى يتكفل المؤتمر القادم بأمر أعلى الهرم والقيادة التي ستكون ممثلة في اللجنة المركزية التي تعتبر أعلى هيئة بين مؤتمرين، وبعدها المكتب السياسي للحزب الذي يعتبر الهيئة التنفيذية للحزب والذراع الأيمن للأمين العام للحزب. تمسك قيادة الأفلان بمراجعة خريطته وإعادة تقسيم المحافظة تماشيا مع عاملي المساحة والكثافة السكانية للولاية، يأتي استعدادا كذلك لمشروع التقسيم الإداري الذي وعدت الحكومة أنه سيطبق تدريجيا، وإن كانت الأولوية لصالح ولايات الهضاب العليا والجنوب. مواصلة قيادة الأفلان إعادة هيكلة الحزب على المستوى العمودي، ستشكل عاملا حاسما في صناعة قرارات المؤتمر القادم، وترتيب بيت الأفلان، والذي بدأت ملامحها تنجلي ببزوغ مؤشرات جديدة، ولعل أهمها ميزان القوة الذي مال لصالح الأمين العام للأفلان عمار سعداني الذي أضحى في أحسن رواق، بعد أن تعززت مواقعه بقرار الرئيس معاقبة الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم بإبعاده نهائيا عن هياكل الدولة، ومطالبته قيادة الحزب بإقصائه من هياكله، واضعا حدا لمستقبله السياسي على الأقل على المديين القريب والمتوسط.