عملية تقليم أظافر الأميار وقصّ أجنحة المنتخبين المحليين، متواصلة ومستمرّة، ويبدو أنها لن تتوقف، فقد تناقلت الأنباء تجريد المجالس "المخلية" من صلاحية تسيير وإدارة المدارس الابتدائية، والحال، أن الواقع المرّ والمؤسف الذي سيطر على الابتدائيات، وكان الدخول المدرسي الأخير، شاهدا عليه، يجعل الأولياء والتلاميذ والمعلمين يرقصون ويصفقون لهذا القرار! لقد تحوّل المير إلى "حجرة في سباط" المشاريع والبرامج وضرب ثقة الهيئات المنتخبة عرض الحائط، ولم تعد صفة المنتخب المحلي -للأسف- مرتبطة فقط وحصريا بالأفعال المشينة والأعمال التي لا تسرّ لا عدوا ولا صديقا! للأسف، لم يعد منصب "سيادة" المير وأعضاء المجالس الشعبية، البلدية منها والولائية، مربوطا بتمثيل الناخبين والدفاع عنهم وحلّ مشاكلهم والاستماع إلى انشغالاتهم، وأخطر ما في الموضوع، أن مهمتهم أصبحت مقرونة بالصفقات المشبوهة والغشّ والتدليس والتزوير! هذا التشخيص المؤلم والمحزن والمخزي، برّره ودعمه إحالة عشرات المنتخبين على العدالة ووضعهم رهن الحبس أو الرقابة القضائية، موازاة مع تحريك سؤال "من أين لك هذا؟" الذي فضح منتخبين تحوّلوا إلى أثرياء رغم أن أجرهم الشهري لا يتجاوز أجرة معلم كحيان! تجريد المنتخبين والأميار من الصلاحيات، أثار الكثير من اللغط والغلط، فقد تمّ حرمانهم من توزيع السكن والأراضي والعقار، وأصبحوا تحت أمر رؤساء الدوائر وتحت تصرف وطاعة الولاة، بما أفقدهم الصواب وحرّض بعضهم على الاستقالة والانسحاب وسحب الثقة، وأراح البعض الآخر من "تكسار الرّاس" بعد ما وجدوا موسى يمسحون فيه! لقد كان المير في الزمن الجميل، رئيسا للجمهورية في بلديته، لكنه اليوم لم يعد سوى "خيال" لا يعترف به أحد، ولا يخافه أحد، و"طرشونة" يمسح فيها هؤلاء وأولئك أيديهم كلما وجدوا أنفسهم في قفص الإتهام! على كلّ الأطراف، أن تناضل وتدافع من أجل استعادة ممثلي الشعب لصلاحياتهم كاملة غير منقوصة، وفي ذلك ردّ لاعتبارهم، لكن لا ينبغي أبدا الدفاع عن محاولات تقنين النهب والسلب وترسيم سوء التسيير وتبرير ممارسة البيروقراطية والمحسوبية و"الحڤرة"! المنتخب المحلي، مهما كان انتماؤه الحزبي، ومستواه العلمي، هو محامي المواطن في بلديته، وسفيره بالدائرة والولاية، أمّا أن يركب هذا المير المنصب والصلاحيات لتعاطي التعنتير والفخفخة وجني الثمار المسمومة، فينبغي ها هنا التحرّك لقطع "رأس الثعبان" قبل أن يلسع فريسته وتكون المصيبة والعياذ بالله حتما مقضيا!