التقى، أمس الأول، رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، الرئيس الأسبق، اليامين زروال، بمبادرة من الأول، حيث تناقشا حول الوضع العام للبلاد والتغييرات التي عرفتها المؤسسة العسكرية. ورفض جيلالي سفيان الكشف عن تفاصيل اللقاء الذي جمعه بالرئيس الأسبق، بمنزله في باتنة، نهاية الأسبوع. واكتفى جيلالي سفيان بالتأكيد على بعض الأسئلة التي طرحتها عليه "الشروق" بخصوص اللقاء، ومن ذلك أنهما تناولا الوضع العام بالبلاد، من الحالة الاجتماعية، إلى الوضع الأمني، إلى التغييرات التي مست المؤسسة العسكرية، وعلى رأسها تنحية الفريق محمد مدين، المعروف باسم الجنرال توفيق. واعتذر بالمقابل عن الكشف عن رأي زروال في كل ذلك. وأوضح جيلالي سفيان أن الزيارة التي جمعته بالرئيس الأسبق، تدخل في إطار المجاملة وكانت بطلب منه هو شخصيا كونه رئيس حزب، "لقد تحدثنا في كل الأمور ولكن لا يمكنني الكشف عن فحوى اللقاء احتراما لرغبة الرجل"، مضيفا أن زروال لم يطلب منه عدم نشر فحوى اللقاء في الصحافة "ولكن لا يوجد شيء يمكن إخراجه أو نشره لأنه لم يكن لقاء سياسيا". وقد نشر رئيس "جيل جديد"، مساء أمس الأول، صورا له مع الرئيس الأسبق، على صفحته الرسمية في الفايسبوك دون أن يقدم أي تفاصيل عن سبب اللقاء أو ما تم تناوله بالمناسبة. وهو المنشور الذي جاء مباشرة بعد آخر تضمن انتقادات إلى مهندسي سلسلة الاستقالات التي مست حزبه، بحر الأسبوع المنصرم. وبحسب مصادر مقربة من الرئيس الأسبق، فإن اللقاء دام 50 دقيقة في الفترة الصباحية، ولم تكن المرة الأولى التي يلتقيه فيها، كما أنه ليس الوحيد الذي استقبله في بيته بل سبق أن استقبل عديد الشخصيات الوطنية والأمنية المتقاعدة.
وكان الرئيس الأسبق اليامين زروال، قد رفض التصريح عدة مرات كما رفض دعوات سياسية لحضور ملتقيات وندوات آخرها كانت دعوة منظمي ندوة لتنسيقية التغيير والانتقال الديمقراطي، فيما كان آخر ظهور له، عشية الانتخابات الرئاسية ل 17 أفريل 2014، عندما وجه رسالة مطولة للجزائريين، واضعا حدا للصمت الذي التزمه طيلة سنوات، تطرق من خلالها إلى عدة قضايا على صلة بالوضع آنذاك، ودعا فيها إلى "تسليم المشعل وتمكين الأجيال القادمة من تولي زمام السلطة"، معتبرا أن ما تعيشه الجزائر من وضع "سياسي متردّ"، حيث دعا الجزائريين بالمناسبة إلى "الوحدة وتجنب الفرقة والفتنة"، واعتبر أن انتخابات 2014 الفرصة الأخيرة التي ينبغي اغتنامها لوضع الجزائر على درب التحول الحقيقي، لأن كل المؤشرات الموضوعية، بحسبه، كانت تدعو إلى "الشروع بصفة عاجلة وفي كنف الهدوء وبصفة سلمية في الأشغال الكبرى لهذا المسعى الوطني المنقذ الذي يجب إشراك كل الجزائريين في إنجازه"، كما دافع عن مؤسسة الجيش والأسلاك الأمنية والحرس البلدي والباتريوت الذين قال إنهم دافعوا إلى جانب باقي القوى الأمنية والجيش لتجنيب البلاد السقوط.