وضع الرئيس الأسبق اليامين زروال اليوم الأربعاء حدا للصمت الذي التزمه طيلة عدة سنوات ، بعد مغادرته لكرسي الرئاسة ، فقرر مخاطبة الجزائريين في رسالة مطولة ، تطرق من خلالها لعدة قضايا على صلة بالوضع الراهن . و دعا زروال من خلالها خطابه إلى " تسليم المشعل و تمكين الأجيال القادمة من تولي زمام السلطة " ، كما اعتبر أن ما تعيشه الجزائر اليوم من وضع سياسي متردي سببه التعديل الدستوري لعام 2008 ، الذي سمح بفتح العهدات الرئاسية ، و هذا حين قال أن " تعديل الدستور سنة 2008 هو سبب كل المشاكل التي تعاني منها الجزائر حاليا " و أكد وزير الدفاع السابق في رسالته أيضا أنه " لا وجود لرجل معجزة يملك الحلول السحرية لإصلاح حال البلد " ، داعيا الجزائريين إلى " الوحدة و تجنب الفرقة و الفتنة " .و اعتبر اليامين زروال انتخابات الرئاسة المقبلة " الفرصة الأخيرة التي ينبغي اغتنامها لوضع الجزائر على درب التحول الحقيقي " ، موضحا أن كل المؤشرات الموضوعية تدعو إلى " الشروع بصفة عاجلة و في كنف الهدوء و بصفة سلمية في الأشغال الكبرى لهذا المسعى الوطني المنقذ الذي يجب إشراك كل الجزائريين في إنجازه " .و دافع صاحب الرسالة عن مؤسسة الجيش و باقي الأسلاك الأمنية و الحرس البلدي و الباتريوت ، الذين دافعوا إلى جانب باقي القوى الأمنية و الجيش لتجنيب البلاد السقوط .و عن دوافع إصدار هذه الرسالة في هذا الظرف بالذات قال الرئيس الأسبق اليامين زروال أن " ما يجرياليوم على الساحة الوطنية لا يمكن أن يترك المرء غير مبال، بل إنه يستوقف وعي كل مواطن جزائري غيور على استقلال بلاده ، ويقدر حق التقدير التضحيات الباهظة التي بذلت في سبيل استعادة هذا الاستقلال " .و ذكر زروال في ذات السياق أن الجزائر " قد دفعت بالأمس القريب ولنفس هذه الغاية ثمنا باهظا بعد أن عاشت مرحلة من أدق مراحل تاريخها، واستطاعت أن تتخلص منها بأعجوبة بفضل الله وبفضل كل القوى الحية للأمة التي تجندت إلى جانبها بكل شجاعة وكرامة مثالية " .و لم يتطرق رئيس الجزائر الأسبق في أول خرجة إعلامية منذ مغادرته لقصر المرادية ، إلى نكتة عبد المالك سلال مدير الحملة الانتخابية للرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة حول الشاوية ، و التي تركت غضبا عارما لدى مواطني عدد من ولايات الشرق الجزائري ، كما توجه المئات من المحتجين كما هو معلوم إلى بيت اليامين زروال ، حيث تركوا له رسالة نددوا من خلالها بتصريحات سلال .