المجاهد يوسف الخطيب خرج الدكتور يوسف الخطيب، أو العقيد سي حسان، آخر قادة الولاية التاريخية الرابعة ورئيس مؤسسة ذاكرة هذه الأخيرة، عن صمته، وهو الذي اشتهر بهدوئه وسعة صدره، عبر رسالة إلى الوزير الأول يشكو فيها والي تيسمسيلت وسلطاتها المحلية التي اتهمها ب"معاملة مجاهدي الولاية التاريخية الرابعة معاملة أقل ما يقال عنها أنها شبيهة بمعاملة الاستعمار الفرنسي بالأمس للشعب الجزائري" * انتهت الزيارة التي نظمتها مؤسسة الولاية التاريخية الرابعة إلى ولاية تيسمسيلت ودعت إليها سفير كوبا في الجزائر لإطلاعه على بعض المواقع الشاهدة على تضحيات مجاهدي الولاية، بحالة تذمر كبيرة دفعت بمسؤولي المؤسسة وعلى رأسهم رئيسها العقيد سي حسان، بفضيحة حقيقية كشفت عنها رسالة الشكوى التي وجهتها المؤسسة إلى الوزير الأول، وتحصلت الشروق على نسخة منها، ملتمسة فيها تدخله الشخصي" سواء كجزائري يكن كل الاحترام والتقدير لمجاهدي الولاية الرابعة التاريخية وعلى رأسهم العقيد يوسف الخطيب الذي أفنى حياته لخدمة الجزائر وكنتم من بين من تقاسموا المسؤولية الجسيمة معه في فترة من أصعب الفترات التي مرت بها الجزائر. ونحن متأكدون أنكم ستنصفون عمله ومجاهديه المخلصين لتاريخهم و لشهداء الجزائر، أو تتدخلون كمسؤول في الدولة الجزائرية له كامل الصلاحيات لوضع حد لكل تجاوز في حق الثورة وشهدائها وصانعيها". * وعادت الرسالة إلى حيثيات الزيارة، حين ذكرت بأن "من مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية وفي إطار التبادل التاريخي الثقافي مع جمهورية كوبا بادرت ممثلة في فرع ولاية تيسمسيلت إلى دعوة سفير كوبا لزيارة سياحية تاريخية يومي 24 و 25 فيفري 2010، لتعريفه بأهم المحطات التاريخية لهذه الولاية الرمز، كما استقبل رئيس المؤسسة العقيد يوسف الخطيب سعادة السفير بمقر المؤسسة يوم الإثنين 22 فيفري والذي عبر له عن مدى احترام كوبا رئيسا وشعبا للعمل الهام الذي تقوم به الولاية الرابعة التاريخية في إطار حفظ الذاكرة". * ثم عرجت الرسالة على النقطة التي حولت المبادرة من "زيارة تاريخية" إلى "فضيحة حقيقية"، حين كشفت بأن "زيارة السفير لولاية تيسمسيلت امتازت بمقاطعة كل السلطات المحلية لهذه الزيارة )رؤساء البلديات و رؤساء الدوائر( بحجة أن السيد الوالي لم يكلفهم بذلك شخصيا، وإن كان هذا الأمر لم يعرقل برنامج الزيارة لأن سعادة السفير استقبل من طرف مجاهدي هذه الولاية أحر استقبال، استقبال يشرف الدولة الجزائرية"، قبل أن يضيف محرروها "غير أن المعاملة غير المقبولة هي معاملة بعض المدراء المحليين وعلى رأسهم مدير سد كودية الرصفة )بلدية بني شعيب( والتي كانت النقطة التي أفاضت الكأس، حيث قام صبيحة 25 فيفري 2010 بسب وشتم المجاهدين الذين تجمعوا أمام مدخل السد رفقة فوج من الكشافة لاستقبال السفير محتجا بأنه لم يكن له علم بهذا البرنامج". * وأخبرت مؤسسة الولاية التاريخية الرابعة الوزير الأول بأنها راسلت الوالي بهذه الزيارة منذ الخميس 18 فيفري وأعلمته بكل ما يتعلق ببرنامجها، ثم أضافت "حتى وإن كان هذا الموظف على غير علم بهذا البرنامج فإننا نحتج ونندد بهذه المعاملة اللاإنسانية لرجال صنعوا مجد الجزائر وحرروها بالأمس"، معتبرة أن "هذا السب والشتم إهانة لكل مجاهدي الولاية الرابعة التاريخية وعلى رأسها العقيد يوسف الخطيب، ونعتبر عدم إعلام السلطات المحلية من قبل السيد الوالي استخفافا بمجاهدي هذه الولاية ومجاهدي الولاية الرابعة التاريخية عامة وقائدها ورئيس مؤسستها العقيد يوسف الخطيب، ومساسا بالعلاقات الدولية، الأخوية والتاريخية بين الشعبين". * وتساءل محررو الرسالة "كيف لنا كمؤسسة معتمدة من طرف الدولة ومدعمة من طرف فخامة رئيس الجمهورية أن ننشط في ولاية يصر واليها ومدرائها وسلطاتها المحلية على معاملة مجاهديها معاملة أقل ما يقال عنها أنها شبيهة بمعاملة الاستعمار الفرنسي بالأمس للشعب الجزائري". * وانتهت مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية إلى اعتبار "المساس بكرامة المجاهدين وإهانتهم مساس بالدستور، وتعد صارخ على رمز من رموز الوحدة الوطنية".