من كل ولايات الوطن، اصطبغت لوحات ترقيم السيارات التي توافدت على قاعة أحمد باي بقسنطينة فقارب الحضور الخمسة آلاف، كلهم من العائلات إضافة إلى الجالية المشرقية من عراقيين وتونسيين وسوريين، ملأوا قاعة الزينيت بالرقص والزغاريد على مدار أكثر من ساعتين مع قيصر الأغنية العربية كاظم الساهر، الذي تحدث في ندوة صحفية سريعة جدا عن ذكرياته في قسنطينة التي زارها في زمن الإرهاب وعاد إليها مرتين، بعد ذلك وكرّر لليوم الثاني على التوالي، بأن كاظم الساهر بداية من ألبومه القادم الذي سيظهر في عيد الأضحى المبارك، سيكون فنانا مختصا في عالم الطفل الذي يراه الأمل الوحيد للأمة. وبدا كاظم الساهر خلال الحفل، غير مقتنع تماما، بأغانيه الجديدة، حيث عاد إلى عشرين سنة خلت وأحيانا من دون أن يطلب منه الجمهور، إلى أغانيه التي فجرت شهرته مثل ها حبيبي التي استهل بها وصلته الغنائية وانتهاء بمدرسة الحب التي أنهى بها عاطفياته، ومرورا عبر أغانيه الشهيرة مثل زيديني عشقا وأشهد، فغرق في قصائد نزار قباني العاطفية ولم يتوقف مع العراقيات أو أغاني اللهجة المحلية، إلا في محطات نادرة بعد أن أدرك بأن أغانيه الأولى هي الأنجح بدليل أنه لم يكن يغنيها لوحده وإنما مع موج من الجمهور، بما في ذلك الأطفال، كاظم الساهر كان يقول للجمهور أحيانا بأنه سيكون تحت تصرفهم، لأجل أن يختاروا ما شاءوا بعد أن قدّم فرقته العراقية المتمكنة، وكان يحسّ بأن الأغاني القديمة هي الأنجح والأكثر طلبا، وهو ربما ما جعله يختار تغيير نوع أغانيه، والتركيز على الأطفال بعد أن فقدت الأغاني العاطفية بريقها، وتم استهلاك روائع نزار قباني.
يذكر أن مديرية ديوان الثقافة والإعلام قدمت تنظيما مثاليا، ولم يتم تسجيل أية تجاوزات، خاصة أن الجمهور باعتراف كاظم الساهر، كان راقيا وسمّيعا رغم أن غالبيته دفع 1000 دج نظير سهرة وصفت بالأنجح في قاعة أحمد باي منذ نهاية حفلات تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية وتواصلت إلى ما بعد منتصف الليل.