أقال سلفا كير، رئيس جنوب السودان، رياك مشار من منصب نائب الرئيس بعد مرور أسبوعين على اندلاع مواجهات مسلحة بين أنصارهما في العاصمة جوبا. ولم يظهر مشار علنا منذ وقوع تلك الاشتباكات التي أودت بحياة 300 شخص على الأقل، وأنذرت بعودة البلاد إلى الحرب الأهلية التي راح ضحيتها عشرات الآلاف. وعُين تابان دينغ غاي، الذي كان له دور في مفاوضات السلام، خلفا لرياك مشار. وانتقد أنصار لمشار قرار سلفا كير، لكنها لاقت استحسان مؤيديه. وقال أليستر ليثيد، مراسل بي بي سي في نيروبي، إن هذه التحركات تزيد المشهد السياسي في جنوب السودان تعقيدا وتوترا. وكان مشار قد أقال دينغ غاي، المحسوب على جماعته الإثنية، من منصب وزير التعدين. ويرى أن الخطوة التي اتخذها سلفا كير قد تكون مبررا لأنصار مشار لاعتبار اتفاق السلام كأنه لم يكن، ما من شأنه أن يزج بالبلاد في هوة حرب أهلية جديدة ما لم يدعم أغلب المعارضين السياسيين قرار تعيين نائب الرئيس الجديد. وأثناء المواجهات المسلحة الأخيرة التي اندلعت في أوائل جويلية الجاري، حاصرت القوات الموالية لسيلفا كير أنصار مشار، وقتلت عددا كبيرا منهم. وغادر مشار جوبا، مطالبا بنشر قوات محايدة لحفظ السلام لضمان سلامته. وتفيد تقارير بأن دينغ غاي قال إنه سوف يتنحى من منصبه الجديد إذا عاد مشار إلى جوبا وعمل على "إحلال السلام في جنوب السودان". وطالبت الأممالمتحدة والولايات المتحدة أطراف النزاع في جنوب السودان بوقف فوري للقتال في جويلية الجاري، وهي الدعوة التي رددتها مجموعة دول شرق إفريقيا التي قامت بدور الوساطة في مفاوضات السلام الأخيرة.