وقع أكثر من 70 من أعضاء الحزب الجمهوري الأمريكي خطابا موجها إلى اللجنة الوطنية بالحزب، يطالبون فيه بوقف الدعم عن حملة مرشح الرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب. وجاء في الخطاب أن "انقسام ترامب وانعدام كفاءته" يضعان الحزب في مأزق في الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني. كما ذكر الخطاب أن الحزب يجب أن يحول تركيزه إلى دعم المرشحين الضعفاء في انتخابات مجلس الشيوخ ومجلس النواب. ومن بين الموقعين على الخطاب أعضاء سابقون في مجلس الشيوخ. ونقل موقع "بوليتيكو" فقرات من الخطاب، جاء فيها: "نرى أن انقسام ترامب، وحماقته، وانعدام كفاءته، وافتقاره إلى الشعبية تنذر باكتساح الديمقراطيين للانتخابات الرئاسية"، وأضاف الخطاب: "القرار ليس صعبا، ففرص ترامب في الفوز تتقلص يوما بعد يوم". وفي المقابل، قال ترامب إن مثل هذا التحرك لا يقلقه، "فكل ما سأفعله هو قطع التمويل عن الحزب الجمهوري"، فيما ذكرت مجلة "تايم" يوم الخميس أن رينيس بريبوس، رئيس المجلس الوطني للحزب الجمهوري، هدد بقطع التمويل عن حملة ترامب، وتحويله إلى الحملات الانتخابية لمجلس الشيوخ، إلا أن ترامب نفى وقوع هذه المحادثة. وعلى مدار عشرة أيام، تصدر ترامب عناوين الأخبار بعد سلسلة من التعليقات المثيرة للجدل، حيث أعلن العديد من رموز الحزب الجمهوري استياءهم من هجوم ترامب على العديد من الشخصيات. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن شعبية ترامب تتراجع في العديد من الولايات الكبرى في الأسابيع الأخيرة، وهو الموقف الذي يضع الجمهوريين المناهضين لترامب أمام عدّة خيارات منها: الأمل في انسحابه، إذ أنّ اختيار الانسحاب طوعا سيكون أسهل الطرق لاستبداله بمرشح آخر في الانتخابات الرئاسية، لكنه أمر مستبعد برأي متابعين. أما الخيار الآخر فهو البحث عن مرشح بديل: وهو خيار مستحيل، فوفقا لقواعد الحزب، لا يمكن البحث عن بديل ما لم ينسحب ترامب، ويبحث البعض في إمكانية تعزيز موقف المرشح غاري جونسون، لكن ذلك سيُحدث انقساما في صفوف الجمهوريين. فيما يبقى الحلّ برأي البعض هو إجباره على الانسحاب: حيث يفكر هؤلاء في سحب الثقة من ترامب "لعدم سلامة قواه العقلية"، في مناورة تحت مظلة اللجنة الوطنية للحزب، وهو أمر لم يحدث من قبل، وفي هذه الحالة، يتعين القول بأن الرجل، الذي اختاره أكثر من عشرة ملايين من أعضاء الحزب الجمهوري، مجنون. هذا، ويرى بعض الجمهوريين الذين لا يؤثر عليهم الأمر، أن الخيار الأمثل هو إعلان عدم التأييد لترامب، والأمل في حظ أفضل في المستقبل، بينما يأمل آخرون أن يعدل ترامب من خطابه، بحيث يتمكن الجمهوريون المعتدلون من تولي زمام الأمور، لكن في الغالب، فإن الضرر الذي أحدثه ترامب أكبر من أن يمنع انزلاق الحزب إلى الهاوية، بحسب توقعات محلّلين.