اضطر المشرفون على مشروع "ترامواي" سطيف، في آخر لحظة إلى مراجعة حساباتهم من خلال تغيير المسارات وتحويل بعض رموز المدينة، لتتكيف مع التقنيات التي يتطلبها المشروع خاصة فيما يتعلق بالمسار الرئيسي الذي تقرر تمديده من 12 إلى 18 كلم، والذي يربط بين منطقة الحاسي شرقا والباز غربا، وهو المسار الذي يضم 15 محطة للتوقف من بينها محطة موجهة لذوي الاحتياجات الخاصة. غير أن ما أثار تساؤل الشارع السطايفي هو قرار المشرفين على المشروع نقل زهرة اللوتس أو ما يعرف محليا ب"القرنونة" التي صارت رمزا للمدينة، من مكانها من أمام مقر الولاية إلى الساحة المقابلة لمقر البلدية وهو القرار الذي اتخذ في آخر لحظة نظرا إلى جملة من المعطيات المستجدة تقنيا، مع الإشارة إلى أن هذه الزهرة المصنوعة من مادة النحاس الخالص قد تم جلبها من دولة الصين قبل نحو 10 سنوات، وكانت تضفي على ساحة 8 ماي 45 بوسط المدينة مسحة من الجمال وأضحت قبلة للزوار من داخل وخارج المنطقة. أما فيما يتعلق بمعلم عين الفوارة الذي يعد أحد أهم رموز عاصمة الهضاب العليا وأكثره استقطابا للزوار حتى من وراء البحر، فإن الاقتراحات بشأن مصيره قد طغت على الساحة خلال الأيام الأخيرة، لاسيما عند وصول مسار المشروع إلى محاذاته من الجهة الشرقية، حيث يقترح العديد من المواطنين الأئمة وحتى المنتخبين المحليين نقل المعلم إلى المتحف الجهوي للآثار بالمدينة ليصبح قطعة أثرية وليس مزارا للتبرك به في الوقت الذي أكدت فيه مصادر متطابقة من البلدية أن عين الفوارة ستبقى في مكانها مع انحراف سكتي مسار ترامواي على جانبيها مع التغيير في محيطها ليتلاءم مع الوضع الجديد الذي يفرضه المشروع. إلى ذلك تواصل الشركة المكلفة بالمشروع وهي شركة تركية مدعمة بمكاتب دراسات وخبرة محلية أشغالها إلى ساعة متأخرة من الليل، لتكون في الموعد المحدد وهو نهاية السنة القادمة 2017 تاريخ انطلاق المرحلة التجريبية لتليها بعد أسابيع قليلة عملية الاستغلال التجاري والخدماتي للترامواي، الذي يعد طفرة فارقة في حركة المرور بمدينة يقارب سكانها نصف المليون ساكن ويقصدها يوميا عشرات الآلاف من الزوار من شتى مناطق الوطن وحتى من بعض الدول الأجنبية نظرا لما تمتاز به هذه المدينة من حركية اقتصادية واجتماعية واعدة.