يتساءل المتتبعون حول ظاهرة تنامي سرقة الكوابل الهاتفية النحاسية تبعا لتكرر العمليات من حين لأخر، الأمر الذي أصبح يعزل عدة مناطق عن العالم الخارجي، ما أضحى يعطل مصالح المواطنين من الزبائن وغيرهم، حيث تتوقف الاتصالات عن طريق الهاتف الثابت وتنقطع الأنترنت وتضيع مصالح الجميع. يحدث هذا في غياب الرقابة الحقيقية على مستوى المناطق التي تتعرض للسرقة، سواء كانت في المناطق الحضرية التي تتوفر نوعا ما على الوسائل الرقابية من مصالح أمنية وموظفين أو على مستوى المناطق الريفية، أين تقل تلك الوسائل الرقابية، لكن في ظل ربما صعوبة المراقبة وغياب اليقظة، نظرا لشساعة الرقعة الجغرافية يبقى السؤال مطروحا حول الوجهات التي تذهب إليها الكميات المسروقة من النحاس، حيث يفيد متبعون، أنه يتم صهر تلك الكميات المسروقة وجزء منها يتم تهريبه للخارج، ما يعد استنزافا للثروة الوطنية ومساسا بالاقتصاد الوطني ينتج عنه خسائر مالية كبيرة جدا، ويكفي لتجنبها التحكم في زمام الرقابة لوضع حد لشبكات تنتشر هنا وهناك تصول وتجول في أغلب الأحيان ليلا لتنفيذ مخططاتها العدوانية أو تغتنم خلو الطريق عبر المواقع المعزولة لقطع عشرات الأمتار من الكوابل النحاسية تعمل كلها تحت مسمى "مافيا النحاس". وفي هذا السياق تعرض مؤخرا سكان "باديس" على مستوى الحي الشعبي "الدردارة" بالضاحية الجنوبية لمدينة خميس مليانة في عين الدفلى لعملية تخريب وسرقة طالت حسب مدير" اتصالات الجزائر" 80 مترا من الكوابل، ما خلف مشاعر استياء كبيرة وسط السكان بعدما تعطلت مصالحهم برغم تدخل أعوان الصيانة لوضع حد للمعاناة، وكانت مصالح الدرك الوطني قبل ذلك قد أوقفت 4 مجرمين من شبكة مختصة في سرقة الكوابل النحاسية ببلدية جليدة حوالي 16 كلم جنوب عاصمة الولاية، عندما كان أفراد الدرك يقومون بمعاينة حادث مرور وقع بمنطقة "مرسال" على الطريق السيار، حيث لاحظ الأفراد شاحنة وعند تفتيشها اكتشفوا أكياسا محملة بمادة النحاس مثبتة بإحكام تحت القطع الحديدية، وتبين أن السائق كان ينقل البضاعة من مدينة فوكة بولاية تيبازة إلى بلدية بوفاطيس بولاية وهران. وفي سنة 2013 أوقفت الشرطة شخصا من بني حواء بولاية الشلف على مستوى المخرج الجنوبي الغربي لمدينة عين الدفلى، وعثر لديه على 5 لفائف من الكوابل النحاسية من الحجم الكبير تكفي لمد 3كلم، وأحبط مواطنون من منطقة "أولاد علي" ببلدية الماين جنوب ولاية عين الدفلى، محاولة مجهولين سرقة الكوابل النحاسية، بإطلاق عيارات نارية عندما اعتقدوا أن اللصوص عناصر إرهابية، تكون قد تسللت إلى المنطقة النائية، وكانت سنة 2012 قد شهدت 71 عملية سرقة للكوابل على مستوى ولاية عين الدفلى، وتبقى هذه الجهود المبذولة وغيرها على مستوى مناطق كثيرة من الوطن بحاجة لجهود أخرى كضرورة التضييق على المافيا من خلال كشف مواقع التخزين للحول دون خروج النحاس من حدود الوطن ووضع حد لنزيف العملة الصعبة.