لا توجد هواية تشكل قاسما مشتركا بين الغالبية من الجزائريين، وخاصة في يوميات الصيف كهواية السفر، ولكن الاختلاف يكمن في الطريقة التي يتبعها المسافرون في تنقلاتهم وترحالهم. والتنقل باستعمال الدراجة النارية هو أمر عادي جدا، غير أن يكون مستعمل هذه الدراجة هو شيخ يعمل كحارس في سن التقاعد وتنقل بها في بلد بمساحة قارة كالجزائر، ولم يكتف بذلك، بل تعداه إلى تونس المجاورة التي وفي فترة وجيزة استطاع التنقل على امتداد شواطئها من أقصى جنوبها الشرقي إلى أقصى شمالها الغربي من دون توقف، فقط ليُرضي شغفه بهواية أحبها ومارسها منذ الصغر، هذا هو إذن حال السيد إسماعيل بن فردي ذي الستين عاما من العمر والذي يشتغل حارسا بالوكالة العقارية بسوق نعمان بولاية أم البواقي، وقد تعلق قلبه منذ صغره بهواية السفر باستعمال الدراجة النارية على اختلاف أنواعها بقديمها وجديدها. كانت أول دراجة امتلكها عمي اسماعيل كما قال بالتحديد في سنة 1976، حيث جال بها آنذاك عديد المناطق والولايات المجاورة لمحل سكناه كقسنطينة وباتنة وغيرهما، ولتتواصل رحلته من على الدراجات النارية لتمتد رحلاته إلى منطقة القبائل وما جاورها، فحتى سنوات العشرية السوداء لم يتوقف عن ممارسة هوايته هذه دون خوف ولا وجل من المخاطر الأمنية التي كانت في تلك الفترة من تاريخ الجزائر، وعن جولته في تونس فهو اختار الدخول عبر معبر بوشبكة بولاية تبسة، ليبدأ جولته من شواطئ المنستيرتونس، وصولا إلى شواطئ طبرقة في أقصى الشمال الغربي، ليعود إلى الجزائر عبر معبر أم الطبول، مختتما زيارة امتدت على مسافة أكثر من 1400 كلم على امتداد الشريط الساحلي التونسي الذي يعد الأطول مغاربيا، وهذا مضافا إليه طبعا احتساب المسافة بين مقر إقامته بسوق نعمان والحدود التونسية التي تصل إلى 300 كلم ذهابا ومثلها إيابا، ولأجل ممارسة هوايته هذه فالشيخ اسماعيل لا يهاب المبيت في العراء أو قضاء الليل سائرا متجولا في بلاد الله الواسعة كما قال، فحتى السيارة التي يمتلكها فهو لا يحبذ استعمالها إطلاقا وهي للعائلة فقط، مفضلا دراجته عليها، وعن أهدافه فهو وضع زيارة الأراضي المصرية ومنها الحج بعدها إلى خير بقاع الدنيا مكةالمكرمة، ودائما على متن دراجته النارية البسيطة.. هدفا قادما يرنو لتحقيقه، فلولا الوضع في ليبيا لانطلقت اليوم قبل الغد أضاف قائلا هذا الشيخ الرحالة.