أصبحت مدينة طبرقة الساحلية التونسية، التي تبعد بنحو ثلاثين كلم غربي القالة بالطارف، وجهة الكثير من الجزائريين، خاصة منهم الشباب، لقضاء يوم أو يومين بحثا عن أحسن الخدمات السياحية ووسائل الترفيه والمتعة السياحية المفقودة بالقالة وعنابة. كانت أولى الرحلات من فكرة الصديقين إبراهيم وعلاء، اللذان خصصا حافلة صغيرة لنقل المسافرين في الخطوط الحضرية ابتداء من ثالث أيام عيد الفطر، وقد عرفت إقبالا من قبل الشباب. وتوسعت الرحلات إلى حافلات أخرى تمتهن النشاط نفسه، كل نهاية أسبوع، بعد تسجيل الراغبين في الرحلة التي تكلف الشخص الواحد ألفي دينار مصاريف النقل ذهابا وإيابا، انطلاقا من القالة بالطارف أو من عنابة. وازداد عدد الرحلات بعد أن توسعت التعاملات مع الإقامات السياحية التونسية في طبرقة مع هذه الفئة من السياح الجزائريين، وتطورت الرحلات ذاتها بالسيارات السياحية الخاصة في شكل موكب يتشكّل من 4 إلى 6 سيارات، بحكم أن تراخيص حافلات النقل يتطلب إجراءات معقدة مع عدة جهات. وفي لقاء “الخبر” بعينة من المشاركين في هذه الرحلات ببلدية أم الطبول الحدودية، برروا اختيارهم لهذا النوع من السياحة بطبرقة التونسية ليوم أو يومين، بحكم قربها من مدينة القالة بنحو 30 كلم، و110 كلم عن مدينة عنابة، وما تتوفر عليه من خدمات سياحية مفقودة بالقالة وعنابة، ومنها ما تستهوي الشباب، مثل الحفلات والمرافق السياحية الآمنة والمسابح القريبة من الشواطئ، وأيضا فرص التعارف بسياح من جنسيات مختلفة. وحسب هؤلاء، فإن شواطئ الطارف وعنابة مجرد رمال وأمواج وجموع من البشر وأسعار جنونية، وانعدام كلي لوسائل الراحة والمتعة. وأكثر من ذلك، انتشار الجماعات المنحرفة التي تسيطر على غالبية الشواطئ التي تتسبب في مناوشات وعارك يومي، زيادة على غياب النظافة. البعض من الرحلات الجماعية الشبانية تجاه طبرقة التونسية، تنطلق في الصباح الباكر بعد الفجر، لتجنب الطوابير الطويلة والزحمة في المعابر الحدودية، أم الطبول والعيون، ولا يحتاج هؤلاء إلى عملة الصرف؛ لأن العودة تكون قبل المغرب. وإذا امتدت إلى اليوم الموالي، يقضي البعض ليلتهم على رمال الشواطئ أو الإقامات الأقل تكلفة بلا تجهيزات.