اعترف رئيس بلدية الجزائر الوسطى، عبد الحكيم بطّاش، بفشل مشروع "الجزائر لا تنام" وقال إن استجابة التجار تبقى منعدمة رغم كل الحملات التّحسيسية التي شملتهم لتجسيد لمشروع الذي تصر عليه السلطات من أجل إحياء الحركية ليلا في العاصمة على غرار كل عواصم الدول. وقال بطاش في تصريح للإذاعة الجزائرية، إن التجار في الجزائر العاصمة لا يتجاوبون إطلاقا مع مشروع "الجزائر لا تنام" رغم تسجيل ما يتعدى مليون ونصف مليون زائر للعاصمة يوميا، وأضاف أن هذه الأخيرة تنام باكرا جدا، حيث أن أغلبية المتاجر تغلق أبوابها بدءا من الساعة الخامسة مساء. أضاف المسؤول أن "الحل الوحيد لتجسيد هذا البرنامج الطموح يكمن في تطبيق قوانين ردعية وفرض عقوبات على غير الملتزمين به من التجار كما هو الحال في عواصم كالقاهرة وتونس". من جهته، اعتبر الخبير الاقتصادي، عبد المالك سرّاي، أن تجسيد مشروع "الجزائر لا تنام" يتوقف على منح جملة من الامتيازات والتسهيلات لفائدة الملتزمين بالمشروع من التجار كمنحهم تسهيلات جبائية وتخفيضات في فواتير الكهرباء و توفير خدمات أمنية أكبر بالإضافة إلى تحفيزات فيما يتعلق بالضمان الاجتماعي لفائدة التجار الذين يوظفون عمال شباب خلال فترات العمل اللّيلية. وتشير المعطيات التي قدمها رئيس بلدية الجزائر الوسطى، إلى أن تجسيد مشروع "الجزائر لا تنام" لا يرتبط بتطبيق قوانين ردعية بقدر ما يقتضي الأمر تغيير العقليات من خلال حملات التحسيس للمواطنين وأصحاب المحلات الذين يساهمون بشكل مباشر في إنجاح مبادرة مشروع "الجزائر لا تنام" الذي يبدو أنه سيبقى حلما مؤجلا إلى حين. ولا تزال العاصمة تخلد للنوم باكرا، متأثرة بالظروف الأمنية التي عاشتها الجزائر خلال العشرية السوداء، إلا أن الأمر بقي على حاله رغم عودة الأمن واستقرار الأوضاع بالبلاد، عكس باقي العواصم الأخرى التي تدب فيها الحياة بشكل كبير خلال الليل. وكان عبد الحكيم بطاش، قد صرح في وقت سابق، أن مشروع "جزائر لا تنام" تواجهه عراقيل تحول دون تجسيده في الوقت الذي تم الاتفاق عليه، مشيرا أن المشروع ليس مسؤولية بلدية والولاية وإنما الجميع، مضيفا أن "العشرية السوداء لازالت تلقي بظلالها حتى اليوم ومن الصعب اليوم تغيير ذهنية المواطنين وبعض التجار الذين لم يتقبلوا بعد فكرة أن تفتح محلاتهم إلى أوقات متأخرة من الليل". ولم تجد التعليمات الصارمة التي وجّهها الوزير الأول، عبد المالك سلال، للمسؤولين المحليين بضرورة إعادة الحياة لعاصمة البلاد ليلا من خلال مشروع "العاصمة لا تنام" وضخ مبالغ مالية ضخمة تفوق 07 ملايير دينار ونصف ببعث نشاط المحلات، بعد أن تعمّد أصحابها إغلاقها مع الساعات الأولى من غروب الشمس. ويشرف والي العاصمة، عبد القادر زوخ، على المشروع الذي يراوح مكانه بسبب المشاريع الضّخمة الجانبية التي تكمّل المشروع من الشق التجاري، لإعادة توحيد واجهة المحلات وتمديد ساعات العمل وتهيئة العمارات البيضاء. ولم تغر التسهيلات التي تم توفيرها سواء المتعلقة بالنقل الذي مس كذلك تمديد ساعات العمل لتسهيل تنقل المواطنين بكل راحة، والشروع في الاستفادة من خدمة الأنترنت بالشوارع بداية من شهر جانفي الماضي، بالتنسيق بين بلدية الجزائر الوسطى ومؤسسة اتصالات الجزائر، المواطنين للبقاء إلى مغيب الشمس داخل أسوار العاصمة. وتبقى بعض النقائص عالقة وعصية على الحل، وترهن نجاح المشروع الذي أجهض في مهده، كبقاء العديد من الأزقة والشوارع وسط العاصمة بدون إنارة تعيش في ظلام دامس يقابله انعدام الأمن، في الوقت الذي يعتبر النقل هو الآخر من أكثر المطالب لتمكين الساهرين التجوال من وإلى الأماكن المقصودة.