عرفت معدلات الوفيات بسبب الصعقات الكهربائية في ولاية الوادي خلال صائفة 2016 ارتفاعا مذهلا أكثر مما كان مسجلا من قبل، حيث سجل شهر أوت المنقضي وحده وفاة 12 شخصا صعقا بالكهرباء، الغالبية العظمى منه وقعوا في الحقول والمزارع المنتشرة في عموم بلديات وادي سوف بشكل خاص. حسب المعلومات المتوفرة لدى الشروق، فإن غالبية الحوادث وقعت بسبب الإهمال وعدم احترام الإجراءات الأمنية والوقائية، فكل حوادث الصعق بالكهرباء التي لقي فيها أصحابها مصرعهم، والتي وقعت في مزارع بلديات تغزوت والدبيلة وبشكل أكبر ورماس، كان من الممكن تجنبها بإجراءات بسيطة، ففي بلدية ورماس مثلا توفي فلاح صعقا بالكهرباء، بعد أن توقف آلة الري المحوري عن العمل، بسبب تمزق جزء من الكابل الكهربائي، وأخذ يتفحص مكان الخلل بيده المبللتين، ليصعق ويلقى حتفه على الفور، وفي بلدية تغزوت، لقي فتى في العشرينات من عمره مصرعه، بعد شروعه في إصلاح خلل أصاب أسلاك كهربائية ترفع آلة السقي المحوري ليلا، ليصاب بصعقة كهربائية، بعد أن كان يعتقد أن الساعة التي تعمل على توصيل الكهرباء إلى مزرعته لم يحن وقت بدء تشغيلها، لكن وبسبب خلل ما، بدأ التيار الكهربائي في العمل ليصعق الضحية بالكهرباء ويلقى حتفه في عين المكان. ولنفس السبب تقريبا لقي مزارع في قرية أكفادو مصرعه بسبب اهتراء الأسلاك الكهربائية في مزرعته، بعد وقوع تماس كهربائي في الأرض المبللة بالمزرعة، ويلقى الفلاح مصرعه في عين المكان، ويشترك الضحايا الثلاث في أن آلة السقي المحوري، كانت سببا في مصرعهم، ويصنع الحدادون في ولاية الوادي الآلات المذكورة التي تستعمل في سقي مختلف المحاصيل من بطاطا وجلبانة وفلفل وغيرها من المحاصيل المختلفة، ويتم ربطها عادة بالكهرباء عن طريق توصيلات بدائية وغير آمنة، وبأسلاك تتأثر بسرعة بالشمس مما يؤدي إلى اهترائها بسرعة، وكثيرا ما دعى فلاحو الولاية إلى اعتماد آليات السقي في وادي سوف كنمط سقي معتمد، كي يستفيد الفلاحون من دعم الدولة منه، وهو ما يجعلهم مجبرين على تركيب توصيلات كهربائية، تأخذ بعين الاعتبار معايير السلامة. كما أوضح عدد من الفلاحين أن بُعد المسافة بين العدادات الكهربائية وقواطعها عن مزارعهم، والتي تصل أحيانا إلى مئات الأمتار، سبب آخر أدى إلى تسجيل ارتفاع في حوادث الصعق بالكهرباء، والتي وصلت مستويات قياسية خلال السنوات الأخيرة، إذ كان بالإمكان إنقاذ أرواح عدد منهم، إذ ما تم قطع التيار الكهربائي عن المزرعة بشكل كلي، غير أن قصور برنامج الكهرباء الفلاحي وعدم كفايتها حتى بهذه المعايير تبقى الكهرباء في مزارع وادي سوف، قنبلة موقوتة ما لم تتخذ السلطات والفلاحون الإجراءات اللازمة، خاصة تلك منها المتعلقة بمعايير السلامة والأمان، وفي الموضوع دعا العديد من الفلاحين إلى اعتماد الجهاز الذي اخترعه ابن المنطقة علي لعويني، والذي أسماه بجهاز الحماية المدنية، والذي يقوم بتأمين المستخدم للكهرباء من المخاطر، وفي نفس الوقت يبقى محتفظا على مصدر الطاقة من حيث الشدة، الاستطاعة، الجهد، كما أنه لا يشغل حيزا كبيرا من المساحة لتثبيته، خاصة وأنه يوضع بعد قاطعة العداد مباشرة، كما أنه كذلك يمكنه أن يوسع لتمديدات كهربائية جديدة، ويعتبر الجهاز حسب مخترعه من الناحية العملية جهازا كهربائيا لا يختلف في مبدأ عمله عن الأجهزة الأخرى، غير أنه يتطلب تمديدات كهربائية خاصة به، فهو جهاز كهربائي ذكي مانع للصدمات الكهربائية، لكن مشاكل كثيرة تحول دون تعميم المشروع على مزارع الولاية وتجنب تسجيل وفيات سنويا بسبب الكهرباء.