يعتزم رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، زيارة الجزائر في الأيام المقبلة، في أول تحرك دولي له، وستركز الزيارة على التنسيق الأمني في محاربة الإرهاب، وتطورات الوضع في ليبيا. وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية التونسية، الأربعاء، إن "رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي استقبل، صباح الأربعاء، بقصر قرطاج رئيس الحكومة يوسف الشاهد، واطلع على برنامج الزيارة المرتقبة إلى الجزائر". وتناول لقاء السبسي والشاهد الوضع الأمني في تونس، ونتائج المفاوضات بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل بشأن الأوضاع الاقتصادية. كما قدّم الشاهد عرضًا حول كل من ميزانية الدولة لسنة 2017، والندوة الدولية للاستثمار في تونس. ومن المؤكد، أن يلتقي رئيس الحكومة التونسية في الجزائر نظيره عبد المالك سلال، والرئيس بوتفليقة، وسيرافق الشاهد في الزيارة عدد من أعضاء طاقمه الحكومي. وصار مألوفا، في تونس، أن تكون أول زيارة لكبار مسؤوليها إلى الجزائر، وهو ما حصل مع الرئيس الحالي الباجي قاد السبسي، ورؤساء الحكومة الحبيب الصيد ومهدي جمعة حمادي الجبالي، ونفس الأمر مع وزراء الخارجية في صورة خميس الجهيناوي والطيب البكوش، يملك البلدان المرجعية السياسية ذاتها، ولديهما اتفاق كبير في وجهات النظر، خاصة ما يتعلق بالشأن الليبي. وكانت العلاقات بين البلدين شهدت توترًا الصيف الماضي بسبب ضريبة 30 دينارًا فرضت على السيارات الجزائرية التي تدخل تونس، الأمر الذي دفع بالجزائر وعلى لسان وزير الخارجية رمطان لعمامرة إلى إعلان تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل، لكن الجارة الشرقية، تقول إنها تعمل على تجاوز المسألة، عبر سعي مجلس نواب الشعب إلى إلغاء الضريبة خلال مناقشة قانون المالية، وفق ما أكده مساعد رئيس البرلمان قبل أيام ل"الشروق"، ورغم إقرار الضريبة إلا أن الأمر لم يؤثر على توافد الجزائريين إلى تونس، حيث بلغ عدد السياح الجزائريين وحتى شهر سبتمبر 1.2 مليون. كما ستكون للملفات الأمنية الحيز الوافر، من لقاءات الشاهد مع المسؤولين الجزائريين، علاوة على الأزمة الليبية التي "تنغز" على البلدين.