أعلنت وزيرة المالية التونسية لمياء الزريبي، الجمعة، أنه تقرّر بشكل نهائي إلغاء الضريبة المفروضة على الجزائريين المغادرين للتراب التونسي برّا والمقدرة ب30 دينارا تونسيا، وهي الضريبة التي خلفت استنكارا وسط الجزائريين الذين طالبوا بفرض ضريبة مماثلة على المسافرين التونسيين عملا بمبدأ التعامل بالمثل في مثل هذه الحالات. وأضافت الوزيرة التونسية، في تصريح إعلامي، أنه تم إلغاء هذه الضريبة بشكل نهائي، في قانون المالية التونسي لسنة 2017، وهي الضريبة المقدرة ب30 دينارا، والتي كان يدفعها الجزائريون المغادرون التراب التونسي، والتي كانت في وقت سابق قد فجرت احتجاجات واسعة عبر الحدود، خاصة بعدما رفضت الجمارك التونسية الترخيص بمرور المنتجات الفلاحية الجزائرية. ويأتي هذا الإلغاء بالتزامن مع الزيارة المنتظرة لرئيس الحكومة التونسي يوسف الشاهد إلى الجزائر الأحد، وهي الزيارة الأولى له بعد شهر من تسلمه منصب رئاسة الحكومة، حيث ينتظر أن تكون محملة بأكثر من رسالة، أبرزها التأكيد على استمرار التقليد السياسي والدبلوماسي الذي يجمع بين البلدين من خلال تخصيص رئيس الحكومة التونسي أول تنقل خارجي له، إلى الجزائر. كما أن القرار التونسي يشكل عربونا من "التوانسة" عشية زيارة رئيس حكومتها، وقد جاء بعد سلسلة احتجاجات عرفتها المناطق الحدودية، بعد فرض الحكومة التونسية لضريبة 13 دولارا على السيارات الجزائرية التي تدخل أو تغادر التراب التونسي. الضريبة التونسية دفعت بالسلطات الجزائرية إلى إقرار المعاملة بالمثل، لكنها أبقت على الأبواب مفتوحة، لإيجاد تسوية محلّ اتفاق ثنائي، حيث سبق وأن أكد وزير الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة أن الجزائر تعتمد مبدأ التعامل بالمثل مع الدول، وهو ما سبقي المجال لفرض ضريبة مماثلة على المواطنين التونسيين، مشيرا إلى أن الجزائر تركت أبواب الحوار مفتوحة مع السلطات التونسية لمراجعة القرار. وكانت المناطق الحدودية بين الجزائروتونس، شهدت في وقت سابق توترا حادا، بسبب الضريبة المفروضة من جانب واحد على الجزائريين الراغبين في دخول تونس على متن سياراتهم وقد استثنى الإجراء المواطنين الراجلين.. ودفعت "الأزمة الصامتة" بين الجانبين الجزائريوالتونسي، سياسيين وصحفيين ومثقفين تونسيين مؤخرا، إلى توقيع عريضة تطالب حكومتهم بإلغاء الضريبة على الجزائريين، مؤكدين أن السائح الجزائري هو من أنقذ الموسم السياحي بتونس في عز الضربات الإرهابية التي أدت إلى هجران السائح الأوروبي بدعوى اللاأمن.