اتفق الزعماء العرب في ختام قمتهم ال 22 الأحد على عقد قمة عربية استثنائية في موعد غايته سبتمبر القادم لبحث دراسة ومتابعة نتائج القمة الحالية. وستبحث القمة في مطلب تطوير الجامعة العربية ومقترح مشروع إنشاء رابطة الجوار العربي، وهو المقترح الذي طرحه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وحظي بدعم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي شارك في الجلسة الافتتاحية للقمة. وبناء على مقترحات قطرية، اتفق على تشكيل لجنة خماسية عليا تتكون من الرؤساء الليبي واليمني والمصري والعراقي والأمير القطري بمشاركة الأمين العام للجامعة العربية للإشراف على إعداد وثيقة عربية تعرض على الدول الأعضاء تمهيدا لمناقشتها على مستوى وزراء الخارجية العرب قبل عرضها على القمة الاستثنائية المقرر عقدها. وذكرت مصادر مطلعة أنه اتفق خلال الجلسة المغلقة على أن بحث ودراسة المبادرة الليبية الخاصة بإنشاء مفوضية عربية وتحويل الجامعة العربية إلى اتحاد عربي، بالإضافة إلى إنشاء منصب وزاري عربي على غرار ما هو معمول به في الاتحاد الأوروبي. وتتضمن المبادرة الليبية أيضا توسيع صلاحيات رئيس القمة، كما تدعو لأن يكون الأمين العام للجامعة مسؤولاً أمام رئيس القمة، مع العلم أن المبادرة تقوم على تدوير منصب الأمين العام للجامعة. وتحدثت مصادر عن دمج المبادرتين الليبية واليمنية نظرا لتقارب أفكارهما. وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد تقدم السبت في كلمة ألقاها في افتتاح القمة العربية بمقترح إنشاء مشروع جديد متمثل في اتحاد عربي يواجه إسرائيل وذلك على غرار إنشاء الاتحاد الأوروبي أو الأفريقي. وعلى غير العادة، ختم الزعماء والقادة العرب عصر الأحد قمتهم بدون إلقاء كلمات خطابية واكتفوا بتوزيعها مكتوبة على الصحفيين. و في موضوع "السلام" مع إسرائيل، أعلن القادة العرب في بيانهم الختامي أن "استئناف المفاوضات يتطلب الوقف الكامل للاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدسالشرقية". كما دعوا الرئيس الأمريكي باراك اوباما إلى "التمسك بموقفه المبدئي والأساسي الذي دعا فيه إلى الوقف الكامل لسياسة الاستيطان في كافة الأراضي المحتلة بما في ذلك النمو الطبيعي وفي القدسالشرقية باعتبار الاستيطان يشكل عائقا خطيرا أمام تحقيق السلام العادل والشامل"، وطالب الزعماء العرب أيضا اللجنة الرباعية بعدم قبول الحجج الإسرائيلية لاستمرار الاستيطان والاعتداءات المستمرة على القدس لتهويدها والضغط على إسرائيل للوقف الكامل للاستيطان. غير أن الزعماء العرب لم يسحبوا مبادرتهم ل "السلام" مع إسرائيل والتي أقرت في قمة بيروت عام 2002، وهو ما أكده الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة والذي قال أن المبادرة ما زالت هي الخيار الاستراتيجي أمام القمة العربية. وقد تقرر عقد اجتماع في غضون أسابيع لبحث كيفية تعامل العرب مع مسألة "السلام". كما قرر القادة العرب عقد اجتماع قبل نهاية العام حول القدس. وأعلنت سوريا تنصلها من بيان لجنة متابعة مبادرة السلام العربية والخاص بالمفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل. وقال وزير الخارجية وليد المعلم أمس في تصريحات للصحافيين "نحن لسنا طرفا في أي بيان صدر عن القمة حول المفاوضات غير المباشرة"، مشددا على أن موقف بلاده يقوم على إمكانية استئناف المفاوضات في حال توقفت سياسة الاستيطان الإسرائيلية في القدس والأراضي الفلسطينية.