اختتمت القمة العربية ال 22 أعمالها في سرت الليبية، أمس الأحد، بالاتفاق على عقد "قمة عربية استثنائية أواخر هذا العام" لبحث مشروع إنشاء رابطة الجوار العربي وتطوير الجامعة العربية، دون تحديد الدولة المستضيفة لهذا اللقاء، ما يطرح عدة مشاكل حول غياب الزعماء الذين لم يحضروا حتى الدورة العادية للقمة القمة العربية تدعو إلى "تحرّك" لإنقاذ القدس وتتمسك بمبادرة السلام العربية بالإضافة إلى التحديات والصعوبات التي يطرحها مشروع إنشاء رابطة الجوار. فالدول العربية لم تتفق إلى اليوم في قراراتها النهائية بدليل تسجيلها لغيابات أساسية في كل دورة فما بالك بإدخال دول أخرى محل خلاف من طرف الدول العربية مثل تركيا وإيران. أوضح عمرو موسى أن القادة العرب طلبوا منه "تقديم تقرير" حول اقتراحه بشأن رابطة الجوار وتطوير الجامعة وسيتم تدارسه خلال القمة الاستثنائية. واقترحت اليمن، مدعومة من ليبيا، مشروعا لتطوير الجامعة العربية وتحويلها الى "اتحاد عربي". وتقدم موسى، أول أمس السبت، الى القادة العرب بمشروع قرار ينص على "البدء بالدعوة الى تشكيل رابطة إقليمية" بين الدول الإقليمية الصديقة ودول الجامعة العربية تدعى رابطة الجوار العربي "تتأسس على سياسة جوار عربية تقوم على تعظيم المصالح المشتركة وتحقيق الأمن لمجمل دول الرابطة". كما يقضي المشروع بأن "تضم الرابطة مختلف الدول المحيطة بالعالم العربي في آسيا وإفريقيا وتتشكل بناء على دعوة من الدول العربية واحدة تلو الاخرى". ويقترح المشروع أن "توجه الدعوة الاولى الى الجمهورية التركية وتوجه الدعوة الثانية في نفس الوقت الى جمهورية تشاد وتشكل فور قبولهما أو قبول إحداهما رابطة الجوار العربي". وينصّ مشروع القرار المقترح كذلك على أن "يعقد مجلس الوزراء (العرب) دورة خاصة لإطلاق الرابطة في موعد غايته سبتمبر 2010". وكان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة "ترحيبه" باقتراح موسى. بينما أكد وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، أنه تمت مناقشة الاقتراح اليمني بإنشاء اتحاد عربي وتقرر "تشكيل لجنة ثلاثية من قادة ليبيا وقطر واليمن لدراسة كل مشاريع تطوير الجامعة على أن يعرض ما تتوصل اليه هذه اللجنة على قمة استثنائية". وحول القدس، أقرت القمة العربية خطة تحرك عربية لإنقاذ مدينة القدس وإدانة الإرهاب بجميع أشكاله والتأكيد على أن عملية السلام العادل والشامل ستكون هي الخيار الاستراتيجي. وستؤلّف لجنة قانونية في إطار جامعة الدول العربية لمتابعة توثيق عمليات التهويد ومصادرة الممتلكات العربية، بالإضافة إلى رفع قضايا أمام المحاكم الوطنية والدولية ذات الاختصاص لمقاضاة إسرائيل قانونيا، ودعوة وسائل الإعلام العربية لتخصيص أسبوع لشرح خطة التحرك العربي لإنقاذ القدس. ولم يجرؤ القادة العرب على وقف العمل بمبادرة السلام العربية وسحبها بل شدد بيان القمة على أن السلام العادل والشامل هو الخيار الاستراتيجي. ويدعو القادة العرب في بيانهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتمسك بموقفه بشأن الوقف الكامل لسياسة الاستيطان، ويعربون كذلك عن القلق من التراجع في الموقف الأمريكي بشأن سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويدعو البيان الختامي في مسودته إلى ضرورة قيام دول الجوار بدور فاعل لتعزيز الأمن والاستقرار في العراق، ودعا البيان كذلك شريكي السلام في السودان والقوى السياسية السودانية للعمل من أجل أن تكون الوحدة السودانية خيارا جاذبا عملا بأحكام اتفاق السودان الشامل.