شيّعت بمقبرة زواغي بقسنطينة، عصر الثلاثاء، جنازة التلميذة ريان مهدي البالغة من العمر 14 سنة، التي توفيت إثر السقوط القاتل، الذي تعرضت له من الطابق الرابع من مسكنها الكائن بالوحدة الجوارية رقم 19 بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، بينما مازالت زميلتها في الدراسة رفيدة.ع في مستشفى بن شريف بالمدينة الجديدة علي منجلي في حالة غيبوبة بعد الإصابة الخطيرة التي تعرضت لها، بعد محاولتها الانتحار حزنا على زميلتها بعد نصف ساعة من سقوط زميلتها ريان. "الشروق" تنقلت الثلاثاء إلى عين المكان، حيث حاورت أهل وجيران الضحيتين وزميلاتهما في الدراسة، حيث أجمعوا على أن ريان هي ظاهرة علمية وأخلاقية، بكل ما تعنيه الكلمة، وهي رئيسة القسم، بعد تعيينها بإجماع من أساتذتها، وهي الأولى دائما في قسمها الرابع متوسط، بدليل أنها حصلت في يوم الحادثة على علامة 18 في الرياضيات، فسلّمت ورقة الفرض لوالدتها التي أمضت عليها، وخرجت ريان إلى شرفة مسكنها لتلتقط قميص شقيقها "المنشور" على الشرفة بعد تساقط المطر بغزارة، وهذا قبل الحصة المسائية الدراسية لنهار الاثنين ولكنها هوت _ حسب أخويها _ فارتطمت بالأرض، وتوفيت داخل سيارة الإسعاف، في طريقها إلى المستشفى، فانتشر الخبر والتقطته رفيدة وهي من أنجب تلميذات المتوسطة، بصدمة عنيفة، فانتقلت إلى بيت شقيقتها الكبرى، في الطابق الرابع، وألقت بنفسها من الشرفة، وهي حاليا حسب مصادر، طبية، محاطة بآلتين طبيتين دقيقتين، بسبب الكسور الخطيرة التي تعرّضت لها.
زملاء وزميلات التلميذتين في إكمالية علي منجلي 16 التي لا تبعد عن مسكن عائلة ريان، إلا بقرابة 50 مترا، قالوا للشروق اليومي، بأن الزميلتين قريبتان من بعضهما البعض ولا تفترقان أبدا، منذ أن سكنتا المدينة الجديدة علي منجلي، منذ أربع سنوات قادمتين من الحي القصديري سركينة، ونجحتا سويا في الانتقال إلى المتوسط، وهما تتنافسان في الحصول على أعلى العلامات، ولا تكادان تتحدثان مع بعضهما البعض أو مع عامة التلاميذ، إلا عن الدراسة، وشجبوا جميعا ما تردّد من إشاعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي حاول بعض روادها المساس بأخلاق الصديقتين، وإدخال قصة الفايسبوك في القضية، وهو ما نفاه الجميع وقالوا بأنهم من شدّة الحزن على ريان والتضامن مع رفيدة، لم يتمكنوا من الدراسة مساء الإثنين، وصباح الثلاثاء.