ممثل ومساعد مخرج وكاتب سيناريو أيضا، هو باختصار التميز الذي يُعرف به الفنان علاوة بلوم، الذي يقدم في هذا الحوار للشروق حوصلة موجزة لمسيرته الحافلة. متحدثا فيه أيضا عن واقع الفن من وجهة نظره كفنان، كما تحدث عن مساهمته في مشروع كبير لفيلم عن البطل المرحوم العقيد الحاج لخضر. ماهي أهم المحطات البارزة في مشوارك الفني؟ بداياتي كانت من الجامعة، كنت عنصرا فاعلا في فرقة الجامعة المسرحية آنذاك، فكانت "الديسكا" أهم مسرحية قدمناها في تلك المرحلة، ليستمر المشوار بالتحاقي بالمسرح الجهوي لباتنة حيث كان لي شرف العمل برفقة أحد عمالقة المسرح بباتنة الدكتور صالح مباركية. ولي معه عدة مسرحيات منها "محمد أفحلول" و"الملك والملك" و"التبريزي" هذه الأخيرة نالت نجاحا مميزا. ولدي أيضا مشاركات في مجال الأوبرا مع المرحوم كاتشو والفنان المعتزل حسان دادي والتي بثت جميعها على التلفزيون الوطني، كما شاركت بعد ذلك في مسلسلات عدة أهمها "بين يوم وليلة" مع حكيم دكار، أديت دور الربيع ايسكرو، ومسلسل "جحا" حيث تقمصت شخصية رئيس عصابة، وكان "دوار الشاوية" لجميلة عراس هو أول مسلسل أؤدي فيه دورا رئيسيا حيث مثلت دور "الجمعي" أحد أبطال المسلسل. ولدي مشاركات في عدة أفلام ومسلسلات كفيلم مصطفى بن بولعيد الذي قدمت فيه دور القايد.
باعتبارك فنانا تعدّدت مواهبك بين الكتابة والإخراج والتمثيل، أين تجد ذاتك الفنية أكثر؟ هنا بودي أن أشير إلى أن كتابة السيناريو لم تتعد مشاركتي للدكتور صالح مباركية في كتابة واحدة لرواية إذاعية بعنوان "يوميات حمنة الجُرة" والتي بثت في عدة محطات إذاعية وطنية، ورغم مشاركتي كمساعد مخرج في عمل أو اثنين إلا أني أجد ذاتي الفنية أكثر في التمثيل فهو هوايتي الأولى وخاصة الكوميديا، وهنا بودي أن أذكر ذاك الشرف الكبير بأن أكون واحدا ممن عملوا برفقة الفنان القدير نجم الكوميديا عثمان عريوات، والذي استغل الفرصة من منبر الشروق اليومي لأدعو القائمين على الثقافة إلى الإفراج عن فيلم "سنوات الإشهار" لهذا الفنان الكبير حتى يرى عمله الفني النور، فهذا أقل تكريم لرجل قدم الكثير لرسم البسمة على وجوه الجزائريين، ولي مع هذا الفنان الاستثنائي حادثة طريفة لا تنسى، فأنا أذكر جيدا كيف بقينا نعيد تصوير مشهد مدته دقيقتان، لثلاث ساعات كاملة لأن نوبات الضحك كانت تغمرنا في حضرة هذا النجم الكوميدي الاستثنائي.
أين وصلت فكرة الفيلم الذي تعكف برفقة كتاب وفنانين آخرين على إنجازه عن حياة البطل العقيد الحاج لخضر، ولماذا وقع الاختيار على هذه الشخصية التاريخية بالذات؟ اختيارنا لهذه الشخصية التاريخية جاء أولا بحكم أن عائلة المرحوم من أصدقائي، فأنا على اطلاع كبير بالكثير من جوانب حياة هذا القائد الكبير، بالإضافة إلى المسيرة الاستثنائية لهذا البطل الرمز، فحتى وإن كان لم يلتحق بمدرسة فقد كان حكيما وعفويا، كما أردنا من خلال تقديم فيلم عن العقيد توضيح بعض الجوانب البطولية الخفية من حياته، وكل هذا مضاف إليه تلك الإنجازات البارزة له بعد الاستقلال حين باع كل ممتلكاته لأجل بناء مسجد أول نوفمبر الذي يعتبر صرحا لخدمة الإسلام يتوسط مدينة باتنة، وعن الفيلم فهو مازال في بدايته كفكرة وحاليا يتم كتابة سيناريو له من قبل الدكتور بن يزة بمساعدة عدد كبير من أساتذة ومختصي تاريخ الثورة المباركة إضافة إلى ابن أخت العقيد الحاج لخضر السيد حكيم، كما أن أفكار مثل هذه الأفلام التاريخية لن تقتصر على اسم أو اثنين فالكثير من أبطالنا هم مشاريع لأفلام قادمة كالبطل الشهيد عباس لغرور رحمه الله والشهيد علي النمر وغيرهما.