قال الكاتب القيادي في الأفلان محمد بوعزارة إنّ كتابه "فن العبث بالتاريخ" يأتي ردّا على رشيد أرحاب الصحفي الفرنسي ذي الأصول الجزائرية، الذي أساء إلى التاريخ الجزائري بمحاولة حصره النضال في منطقة معينة من خلال إصدراه كتابا بعنوان "لمَ لمْ نعد نراك؟". وأضاف بوعزارة، في تصريح ل"الشروق"،على هامش توقيعه الثلاثاء، كتابه "فن العبث بالتاريخ"، الصادر عن منشورات "دار الأمة"، أنّ عنوان العمل هو عنوان مقال سابق كتبه ونشره في ثلاث صحف وطنية السنة الماضية، وردّ فيه على رشيد أرحاب، صحفي من أصل جزائري، فرنسي الجنسية، كان يعمل في القناتين الفرنسيتين الأولى والثانية، وكان عضوا في المجلس الأعلى للسمعي البصري الفرنسي، بعدما أصدر كتابا السنة الفارطة بعنوان "لم لم نعد نراك؟". ولم يخف بوعزارة أنّ العمل كان رائعا وتحدث فيه عن سيرته الذاتية وتجربته في عالم الصحافة باعتباره فرنسيا من أصل جزائري، يتقلد منصبا في سلطة ضبط السمعي البصري الفرنسي.. لكن، أوضح بوعزارة أنّه عندما حاول رشيد أرحاب حشر أنفه في التاريخ ويطعن في نضال الجزائريين وتاريخ الجزائر ككل بتقزيم المناطق الأخرى وحصر المقاومة في منطقة معينة كان الردّ بهذا المقال الذي حمل عنوان الكتاب. ولفت بوعزارة صاحب "اغتيال عقول.. اغتيال أوطان" إلى أنّ الجزائريين ينظرون إلى تاريخهم على أنه جزء لا يتجزأ من البلاد كلها، وبالتالي- حسبه- يجب ألا يحصر تاريخ النضال في منطقة معينة وتغفل باقي المناطق. وأشار إلى أن العمل يعدّ بمثابة تنبيه للمؤرخين وجميع من يريد حشر نفسه في التاريخ، من مبدإ أنّ التاريخ كما يقول بوعزارة شيء مقدس ويجب ألا نسيء إلى ذواتنا أو بلادنا وأوطاننا باعتبار أنه ليس الماضي والحاضر فقط بل المستقبل، بل وسيكون الإسمنت الذي جميع كافة الجزائريين ووحّدهم. واعتمد المتحدث في كتابة العمل على قراءة شهادات وردود مؤرخين. وانطلق من شهادات وواقائع ووثائق موضوعية وصادقة، لذلك أراد التنبيه إلى بعض النقاط بما أنه "قارئ للتاريخ وليس مؤرخا". وأشار إلى أنّ الكتابَ كتبَ مقدمته العلامة محمد الصالح الصديق، ويعدّ العمل رقم 12 بعد آخر عملين صدرا مؤخرا "في الثقافة بعيدا عن الربيع الزائف" و"اغتيال عقول.. اغتيال أوطان"، يتضمن 50 مقالا ومحاضرة سبق أن ألقاها في عديد المراكز الثقافية والجامعية ونشرتها العديد من الصحف الوطنية.