رشيد أرحاب يدعو الصحفيين إلى تقديم الحقيقة باحترافية في ظل التقيد التام بأخلاقية المهنة دعا أول أمس عضو المجلس الأعلى للسمعي البصري في فرنسا رشيد أرحاب، إلى ضرورة التزام الصحفي بمبادئ و أخلاقيات المهنة في معالجة المواضيع وفي البحث عن المعلومة و التعامل مع الشخصيات، مشددا على أهمية "الاحترافية في تقديم الحقيقة كما لمستها و أحسستها دون أن تطغى عليها الذاتية لأن الموضوعية تبقى أساس العمل الصحفي". وأكد الصحفي الشهير في قناة ''فرانس 2'' الفرنسية، رشيد أرحاب، ذو الأصل الجزائري، أن آداب و أخلاقيات المهنة تتعلق بكم من المبادئ و الأخلاق التي تلقاها الشخص أثناء مراحل تربيته من جهة، و بالصرامة و النزاهة والموضوعية و التحلي بروح المسؤولية في تقديم رسالته من جهة أخرى. وبعد أن تحدث بإسهاب عن دور المجلس الأعلى للسمعي البصري الفرنسي في حماية أداب و أخلاقيات المهنة، دعا أرحاب خلال تقديمه محاضرة حول '' آداب وأخلاقيات المهنة'' في إطار دورة تكوينية نظمتها وزارة الاتصال لفائدة صحافيي وسائل الإعلام المكتوبة والسمعية البصرية والالكترونية الصحفي إلى أن يضع نصب عينيه أن لكل حرية حدود، على أن يعترف بها الجميع، مبرزا بأن الصحفي هو من يضع قواعد و أسس أخلاقيات المهنة في ممارسته اليومية لعمله، من خلال انتقائه لنوع المواضيع و الشخصيات والأحداث التي يغطيها وطرق معالجتها. كما أكد المحاضر في تصريح للصحافة على أعقاب الندوة التي افتتحها وزير الاتصال، أن الصحافة هي المهنة الأصعب على الإطلاق لأن الصحفي يتعرض يوميا لمعلومات جديدة و آنية تتطلب منه السرعة و الدقة في معالجتها و كأنه في معركة دائمة ضد الوقت، خاصة مع التطور التكنولوجي الرهيب، مشددا في هذا السياق على ضرورة '' ضبط المنظومة الإعلامية وجعلها تخضع لخصوصية كل بلد''، معتبرا أن الجزائر و تونس يشكلان مصدر إلهام له فيما يتعلق بتحسين المنظومة في فرنسا. وفي رده عن سؤال يتعلق بالإذاعات الإلكترونية، أكد رشيد أرحاب على ضرورة تبنيها لذات الأسس و المبادئ في الوسائل الإعلامية الأخرى، و قال أن الاتصال يبقى الأساس بغض النظر عن القنوات التي يتم عبرها . وقد أجمع المشاركون في الدورة التكوينية من خلال المناقشات التي أعقبت مداخلة رشيد أرحاب، التي تميزت بحضور لافت للصحفيين إلى جانب أساتذة أكاديميين ومسؤولين في قطاع الاتصال، على أهمية الموضوع الذي دار حوله النقاش و أن آداب و أخلاقيات المهنة ستظل من أساسيات و شروط ديمومة هذه مهنة الصحافة. وحول ذات الدورة التكوينية أكد وزير الاتصال في تصريح للصحافة على هامش الندوة، أن هذه الدورة هي جزء من البرنامج التكويني الموجه لفائدة الصحفيين و لجميع العاملين في قطاع الاتصال مشيرا إلى أن هذه الدورة تطرح جوانب أساسية حول ممارسة الصحافة، و يتعلق الأمر – كما قال - بضرورة احترام أخلاقيات المهنة كشرط أساسي لضمان "ديمومة صحافة ذات مصداقية". و أكد أيضا أن الأمر يتعلق بالدرجة الأولى بالصحفيين ثم الناشرين و المعلنين داعيا بالمناسبة ممارسي المهنة إلى الالتزام بأخلاقيات المهنة و الضمير المهني و أن يتحلوا جميعا بالمصداقية والموضوعية.