لم يكن أحدٌ في عام 2000، يعرف شيئا عن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، وحتى أمواله لم تصل بعد هذا الرقم القاروني، كانت أسماء بوش وكلينتون هي المسيطرة على المشهد السياسي، وكان الناس إذا أرادوا أن يعرفوا شيئا عن الولاياتالمتحدةالأمريكية يقرؤون واشنطن بوست أو يشاهدون قنوات "سي.آن.آن"، وعندما يتعبون يشاهدون أفلاما هوليودية، ويتركون الرسوم المتحركة لأبنائهم. في هذه الفترة من عام 2000، قام كاتب أمريكي يدعى "دان غيرني" بقراءة لمستقبل أمريكا، وتكهن بأن يقود هذا البلد رجلٌ كان مشهوراً بجنونه، في ذلك الوقت كان ترامب، قد بدأ يجمع المال، ويطلق بعد التصريحات التي تثير الضحك أكثر من المتابعة، ولكن الكاتب الضاحك دان غيرني، استشرف حال الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم، وقدّم في إحدى حلقات السلسلة المتحركة بعنوان "عائلة سيمبسون" حلقة كاملة، وضع فيها ترامب رئيسا لأمريكا، بعد أن تفقد البلاد عقلها، ومنح لشقيقه بارت منصبا راقيا، ولشقيقته ليزا منصب رئيس أيضا بعد انتهاء فترة حكم ترامب، لتكون أول رئيسة في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث ستسقط أمريكا في قبضة عائلة ترامب الثرية التي تسيطر عليها وعلى العالم أيضا، قليلون من يذكرون هذه الحلقة الضاحكة والصادقة أيضا التي تذكرتها شبكة سكاي نيوز وأعادت بث الحلقة الهزلية التي منحت لكاتب الحلقة، شهرة طاغية منذ أمس، تاريخ فوز دونالد ترامب بالرئاسيات. والخوف بعد هذا أن تصبح أيضا السلسلة الأمريكية الشهيرة designated survivor أو الناجي المُعيّن، التي بثتها قنوات آ.بي.سي، في الأيام الماضية، وتم فيها تصوير حرب نووية على الإرهاب في قلب الصحراء الجزائرية إلى واقع يتم تطبيقه في عهدة ترامب، ومعروف عن هذه الحلقات أنها خليط بين الدراما والإثارة، وقد روت وقوع أحداث إرهابية تطول بعض الأمريكيين في الجنوب الجزائري، بقيادة إرهابي جزائري يدعى ناصر ماجد، لتتدخّل القوات الأمريكية للقضاء على الأمير المزعوم والمكنى ب"النسر"، حسب السلسلة. وإذا كانت رسومٌ متحركة قد تحولت إلى حقيقة، فكيف لا تصبح سلسلة مثيرة تشغل الناس أيضا إلى حقيقة وربما ليس بعد 16 سنة كما حدث في السلسلة المتحركة، وإنما بعد سنوات قليلة؟ يُذكر أن سلسلة "الناجي المعيّن"، التي أساءت للجزائر من خلال زرع الإرهاب الخيالي على أرضها وقصفها في الخيال أيضا، قد بثت في 26 من شهر أكتوبر الماضي، على قنوات آ.بي.سي، ويبدو أن الرؤساء والحكام العرب على وجه الخصوص مجبرون مستقبلا على مشاهدة كل ما يبث في الولاياتالمتحدة من أعمال هوليودية وأيضا الرسوم المتحركة، لأنها تقدم صورة استشرافية لما يحدث في الولاياتالمتحدة، وفي دول العالم في المستقبل القريب؟