استيقظ سكان حي قايدي عبد الله، المعروف في الأوساط الشعبية بعوينة الفول، بمدينة قسنطينة، فجر السبت،على هول مجزرة مرورية رهيبة تسببت في هلاك ثلاثة أشخاص من بينهم رضيعة في الشهر الخامس من عمرها، وإصابة والديها بجروح متفاوتة الخطورة، لازالا يرقدان على إثرها في حالة صحية جد حرجة بمصلحة الإنعاش بالمستشفى الجامعي بقسنطينة. الحادث المميت وقع بحسب مصادر متطابقة في حدود الساعة الرابعة من صبيحة السبت، عندما فقدت شاحنة من نوع هيونداي محملة بالزيتون فراملها، عند أحد المنحدرات وسط الحي الشعبي، لتصطدم بمنزل آهل بقاطنيه، ما تسبب في سقوط جدرانه وسقفه الهشّ، وخلّف هلاك رضيعة تبلغ من العمر خمسة أشهر، فيما أصيب والداها بجروح متفاوتة الخطورة نقلا على إثرها إلى مصلحة الاستعجالات الطبية ومنها إلى مصلحة الإنعاش أين لازالا يرقدان في حالة خطيرة، بعد سقوط الردوم عليهما، كما لفظ سائق الشاحنة ومرافقه أنفاسهما الأخيرة في هذا الحادث الأليم، حيث توفي السائق في سيارة الإسعاف، قبل وصوله إلى المستشفى، متأثرا بالإصابات والجروح الخطيرة التي تعرض لها، فيما لفظ مرافقه أنفاسه الأخيرة في مكان الحادث الذي تسبب في انهيار كلي للمسكن العائلي على رؤوس قاطنيه بعدما اقتحمت الشاحنة جدرانه ومسحته من الوجود. ومع بزوغ لحظات الفجر الأولى توافد عشرات الفضوليين على مكان الحادث ووقفوا على أطلال البيت المنهار. وفي الوقت الذي تدخل فيه أعوان الحماية المدنية لانتشال الضحايا ونقلهم إلى المستشفى باشر عناصر الأمن تحقيقاتهم لمعرفة أسباب وقوع هذا الحادث الأليم، الذي يرجّح أن يكون ناتجا عن عطب ميكانيكي إثر فقدان الشاحنة للفرامل بسبب صعوبة انحدار الطريق والحمولة، وذكرت مصادرنا أن الشاحنة كانت قادمة من ولاية تبسة ومتوجهة إلى إحدى المعاصر بمدينة الميلية بجيجل، قبل أن تفقد فراملها عند منحدرات عوينة الفول، وتقتحم المسكن الآهل وتتسبب في مقتل رضيعة وإصابة والديها بجروح متفاوتة الخطورة، لازالا يرقدان على إثرها بالمستشفى الجامعي بقسنطينة.