مقر التلفزيون الجزائري تفاجأ جميع من حضر فعاليات معرض الاتصال الجهوي الذي تم تنظيمه بوهران نهاية الأسبوع الماضي، من قيام المحطة الجهوية للتلفزيون، بالكشف عن إنتاجها الجديد، الخاص ببرامج الأطفال، وهو عبارة عن رسوم متحركة تريد من خلالها المحطة، العودة مجددا لهذا النوع التلفزيوني الذي برعت في انجازه خلال السنوات الماضية، لكن هذه الرسوم، جاءت، حسب المتابعين، غريبة من حيث نوعية الخطاب اللغوي الذي تستخدمه، لتهدد بشكل مباشر، اللغة العربية وعقول متلقيها من الأطفال الصغار، حيث استعملت لغة هجينة، معظم مفرداتها، مستمدة من الشارع، وذلك من دون أي مبررات مفهومة! * قامت محطة وهران للتلفزيون، بعرض إنتاجها الجديد الموجه للأطفال في جناحها عبر الصالون الجهوي للاتصال الذي أشرف على افتتاحه الوزير المكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي، وهذا الإنتاج عبارة عن رسوم متحركة في حلقات، تم إنجازها بالمحطة، وبالإمكانيات التي تتوفر عليها، زيادة على استعمال أصوات من ممثلي الجهة الغربية، لكن الغريب والمثير للأسئلة، هو أن اللغة التي تم اعتمادها في الرسوم هي لغة الشارع، والدارجة التي لا يتم استعمالها إلا من طرف بعض الفئات للتهكم، مثل القول "تزعق عليا" بدلا من تمزح معي، أو "أنت مهبول" بدلا من "مجنون".. إلخ وغيرها من الكلمات التي لقيت استهجانا من طرف العائلات، إلى درجة إبعاد أطفالها عن الشاشة الكبيرة التي كانت تقدم من خلالها في الصالون بعض نماذج العرض. * وحسب مصدر مقرب من التلفزيون، فان الوزير عز الدين ميهوبي، أبدى أيضا حرصه على تقديم إنتاج باللغة العربية الفصحى"حفاظا على هذه الثروة اللسانية الهامة ولزرعها في الأجيال الجديدة في مواجهة الغزو الفضائي الخارجي، لكن لا أحد يعلم ما إذا كانت هذه الرسوم ستجد طريقها نحو البرمجة، علما أن التأخر في بثها حتى الآن، رغم الفترة التي مرت على انجازها، يؤشر على أن هنالك تخوفا أو رفضا غير مباشر من إدارة التلفزيون لخوض مثل هذه المغامرة، غير محمودة العواقب، وخصوصا أنها موجهة بالأساس لفئة الأطفال.